موسكو: الناتو يخشى القتال ضدنا والحوار معه مستحيل

في استمرار للتوتر غير المسبوق الذي تشهده العلاقات بين موسكو ودول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، على خلفية الملف الأوكراني، اتهمت موسكو الحلف بالقتال عبر الأوكرانيين.
وقال نيكولاي كوبرينتس، مدير إدارة التعاون الأوروبي في وزارة الخارجية الروسية إن الحلف يخشى الصدام المباشر مع روسيا، لكنه يعتزم القتال “حتى آخر أوكراني”.
الحوار مستحيل
كما أكد في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية، أمس أن “الحوار السياسي مع الناتو في الظروف الحالية مستحيل، معتبرا أنه أسقط كل التعاون العملي الذي بني على مر السنين.
يذكر أنه منذ إنطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 شباط (فبراير) الماضي، تدهورت العلاقات بين موسكو والحلف، الذي فرض عقوبات واسعة وقاسية على الكرملين.
إلى ذلك، عزز “الناتو” تواجده العسكري في الشرق الأوروبي، ما أجج من الغضب الروسي، لاسيما أن الكرملين أكد مرارا أن التوسع العسكري على الحدود الروسية والدول المجاورة لها من شأنه أن يهدد أمن البلاد.
وقد شكلت تلك النقطة، فضلا عن مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الحلف أحد الأسباب التي عجلت بالعملية الروسية.
إلا أن الحلف وعلى الرغم من ارتفاع حدة الصدام مع الروس، أكد مرارا أنه لن يدخل في صراع مع موسكو، وأنه ليس طرفا في الحرب الدائرة مع الأوكرانيين، لاسيما أنه حذر أكثر من مرة أيضا من اندلاع حرب عالمية ثالية أو قتال لا تحمد عقباه.
ميدانيا أكدت قوات جمهورية دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا، أمس أن القوات الأوكرانية لم تعد تسيطر على مدينة ماريوبول الاستراتيجية، المحاصرة منذ أسابيع، فيما لمّحت كييف إلى تداعي سيطرتها هناك.
وقال المتحدث العسكري باسم جمهورية دونيتسك، إدوارد باسورين، لتلفزيون “روسيا 1″ إن القوات الأوكرانية لم تعد تسيطر على مدينة ماريوبول”.
وأضاف: “أتمت قوات جمهورية دونيتسك بمساعدة وحدات من القوات الروسية تحرير المدينة من سيطرة قوات نظام الحكم الأوكراني”.
لكن المسؤول الانفصالي اعترف أن “هناك مجموعات من المسلحين من الجيش الأوكراني ما زال بإمكانها أن تنتقل من مكان إلى آخر في محاولة لمقاومة محرري المدينة”.
اعتراف ضمني
وفيما بدا أنه اعتراف ضمني بفقدان السيطرة على ماريوبول، أصدرت هيئة الأركان الأوكرانية بيانا عن التطورات الميدانية في شتى أرجاء البلاد، ومن ضمنها ماريوبول تضمن إشارة غير مباشرة لذلك.
وقالت في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية: “تتركز الجهود الرئيسية على السيطرة على مريوبول”.
وتقول تقارير أوكرانية إن 5 آلاف شخص قتلوا في المدينة، منذ فرض الجيش الروسي والقوات الانفصالية الموالية له حصارا عليها منذ بداية الحرب”.
وكان رئيس بلدية ماريوبول قال في وقت سابق إن ما يصل إلى 170 ألفا من سكانها محاصرون هناك دون كهرباء مع تناقص الإمدادات، فيما جرى تدمير أكثر من 40 % من مساحة المدينة.
وتتمتع ماريوبول بأهمية استراتيجية من وجهة نظر روسيا، فمع السيطرة عليها، ستتمكن من بسط هيمنتها على كل السواحل الأوكرانية المطلة على بحر آزوف، المتفرع من البحر الأسود.
كما أن السيطرة عليها ستمكّن الانفصاليين في جنوب شرق أوكرانيا من إقامة ممر بري إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في حرب عام 2014.
وتعد ماريوبول ثاني أكبر مدينة في منطقة دونيتسك، التي كان الانفصاليون قبل الحرب يسيطرون على أجزاء منها.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة