موسم الزيتون في جرش.. رزق يفتح أبوابه للباحثين عن مصدر دخل
جرش- بدأ المئات من المتعطلين عن العمل، ومنهم خريجو جامعات، وكذلك العديد من الأسر في محافظة جرش، بالاستعداد للعمل في موسم قطاف الزيتون، الذي يعد من أهم المواسم التي تتيح لهم إيجاد مصدر دخل مؤقت يعينهم على مواجهة ظروفهم المعيشية الصعبة.
ويشمل العمل في ذلك المجال، بناء “بسطات” و”معرشات” لبيع الزيتون “المكبوس” قبل بدء عصر الزيتون، فضلا عن العمل في القطاف والمعاصر، والتشبيك مع المزارعين لمساعدتهم في العديد من المجالات التي تطرأ في هذا الموسم.
ويجد المئات من المتعطلين في موسم قطاف الزيتون فرصة لتوفير دخل مناسب لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، تمكنهم من تلبية جزء من احتياجات فصل الشتاء، وأهمها توفير مواد الوقود بمختلف أنواعها، فضلاً عن توفير “مونة” منازلهم من الزيتون والزيت وباقي المنتجات الغذائية التي تتميز بها المحافظة.
وتعد محافظة جرش من أهم وأكبر المحافظات المنتجة للزيتون والزيت، في موسم يعد الأكبر بين المواسم الإنتاجية، وسيبدأ بعد أيام قليلة، فيما تفتح المعاصر أبوابها منتصف الشهر المقبل لبدء عصر الزيتون، وسط توقعات بإنتاج جيد من الزيت هذا الموسم، نظراً لكمية الثمر وجودته، وفق ما أكد مزارعون في حديث مع “الغد”.
وتنتظر آلاف الأسر الغزية في مخيم جرش بشكل خاص، موسم قطاف الزيتون لتوفير فرص عمل مناسبة لها ولشبابها العاطلين عن العمل من كلا الجنسين لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وينخرط معهم في الوقت ذاته اللاجئون السوريون والآلاف من الخريجين المتعطلين عن العمل من أبناء المحافظة، في حين يمتد العمل من قطاف الثمار إلى التجارة بها، حيث تتميز ثمار الزيتون المنتجة في محافظة جرش بجودتها العالية التي يطلبها المواطنون من مختلف أنحاء المملكة بمختلف أنواعها، وبعد انتهاء موسم القطاف، يبدأ موسم “جوال الزيتون”.
وأكد أرباب الأسر أن موسم الزيتون من أهم المواسم الزراعية التي توفر فرص عمل للعائلات من أبناء مخيم جرش، الذين لا يقل تعدادهم عن 32 ألف نسمة، و90 % منهم غير حاصلين على أرقام وطنية، ولا يسمح لهم بمزاولة العديد من المهن التي يحتاجها سوق العمل، ما يجعل البديل المناسب لهم هو العمل في المواسم الزراعية والأعمال الحرفية والإنشائية والمهنية المختلفة.
ويعد موسم قطاف الزيتون من المواسم النشطة، لا سيما أن المزارعين بحاجة إلى عائلات تعمل في قطاف الثمر وعمال للتحميل والتنزيل، إلى جانب قيام المئات من الشباب بالتجارة بثمار الزيتون وبيعها في مختلف المحافظات التي لا تنتج الزيتون، فضلاً عن استخدامه في عمل “الرصيع” وبيعه جاهزاً على جوانب الطرق خلال المواسم السياحية.
وقالت ربة الأسرة منيرة البدارين “إن العائلات في مخيم جرش تعتمد على الأعمال الحرة في تغطية نفقاتها اليومية والتزاماتها الشهرية، من خلال العمل في القطاعات الحرة، لا سيما أنه لا يسمح لهم بالعمل في الوظائف الحكومية، مع إغلاق مئات فرص العمل أمامهم في القطاع الخاص، ونتيجة لذلك، ارتفعت معدلات الفقر والبطالة، حيث تعتمد هذه الأسر على المساعدات والتبرعات من الجهات المعنية لتغطية نفقاتها، خصوصا أنها أسر ممتدة وتعيش تحت خط الفقر”.
وأكدت البدارين “أن الأسر تنتظر موسم القطاف بفارغ الصبر، وتقوم حالياً بالتجول بين الحقول لضمان توفر فرص عمل لها خلال الموسم لأطول مدة ممكنة، والتشبيك مع المزارعين لاعتمادهم في القطاف والتحميل والتنزيل وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل”.
وأوضحت “أن العمل في قطاف الزيتون مجدٍ اقتصادياً لهم، حيث لا تقل الأجور عن 15 ديناراً يومياً، وتحيط الحقول بالمخيم من كل جانب، ويعمل كل أفراد الأسرة في القطاف، وبعد انتهاء الموسم مباشرة، تبدأ الأسر نفسها العمل في موسم (جوال الزيتون)، الذي يمتد حتى نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل”.
وقال رب الأسرة، مأمون العياصرة، إن موسم قطاف الزيتون من المواسم النشطة، ويحب المزارعون توفير فرص عمل لأبناء المخيم وأبناء القرى والبلدات من كلا الجنسين، لا سيما أنهم على اطلاع بأوضاعهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومدى حاجتهم للعمل، ويعملون من دون إلحاق ضرر بالأشجار، وقادرون على توفير أي عدد من الأيدي العاملة التي يحتاجها المزارعون، ويتوجه للحقول كل أفراد الأسر لضرورة العمل في “جوال الزيتون” وجمع كل الثمار للاستفادة منها، لأهمية موسم الزيتون لكل المزارعين ودوره في إنعاش الأوضاع الاقتصادية لهم وتلبية التزاماتهم.
من جهته، قال خضر العبسي، رئيس لجنة خدمات مخيم جرش، إن آلاف الأسر الغزية تعاني أوضاعا مالية صعبة بسبب ظروفهم السياسية والاجتماعية، ولا تتوفر لهم فرص عمل مناسبة، مما يجبرهم على العمل في المزارع والإنشاءات والمهن الثقيلة لضمان توفير احتياجات أسرهم.
وأوضح العبسي، أن أبناء المخيم يستغلون موسم قطاف الزيتون للعمل والتجارة والعمل في المعاصر و”جوال الزيتون”، لا سيما أنه من أطول المواسم الزراعية التي توفر فرص عمل مناسبة لأفراد الأسر كافة، وتتميز مواقع المزارع وحقول الزيتون بقربها من المخيم.
من جهة أخرى، قال مصدر مطلع في مديرية زراعة جرش، إن اللجان والفرق الفنية في المديرية قد أنهت جولاتها على المعاصر كافة العاملة في المحافظة وتأكدت من جاهزيتها للعمل للموسم، كما تأكدت من سلامة المعدات والآلات المستخدمة وعدد العمال.
وأضاف، أنه من المتوقع أن تبدأ المعاصر عملها منتصف الشهر المقبل، مع بدء المزارعين في قطاف الزيتون بعد ظهور علامات النضج عليه وجاهزيته للقطاف والعصر.
وبين المصدر “أن عدد المعاصر العاملة في جرش يبلغ 14 معصرة أتوماتيكية، ومن المتوقع أن تبلغ كمية الإنتاج هذا العام حوالي 1500 طن من الزيت، وما تزال الكميات غير واضحة في بداية الموسم، ووفقاً لمبدأ (المعاومة) ستكون كميات الزيت هذا العام أقل من العام الماضي”.
يذكر أن المساحة الكلية لأشجار الزيتون في المحافظة تبلغ 130 ألف دونم، وتبلغ نسبة المثمر منها 110 آلاف دونم، تتوزع بين مختلف المناطق في المحافظة.
وتبلغ المساحة المزروعة بالزيتون في الأردن حوالي 1.280 مليون دونم، تعادل 72 % من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، وحوالي 34 % من كامل المساحة المزروعة في الأردن، بينما يقدر عدد أشجار الزيتون المزروعة بحوالي 17 مليون شجرة، تنتشر في معظم مناطق محافظات المملكة، بدءاً من المناطق المرتفعة وحتى مناطق وادي الأردن.
التعليقات مغلقة.