موسم قطف ورق العنب ينعش الحركة التجارية لمزارعي جرش
– تعتمد مئات الأسر في محافظة جرش في هذا الوقت من العام على موسم قطف أوراق العنب، لتوفير مصدر دخل إضافي من بيع الأوراق، يساعدها في تخطي الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها في أزمة “كورونا”.
كما عمد مئات المزارعين إلى استبدال الأشجار غير المثمرة أو قليلة الإنتاج بزراعة العنب للاستفادة منه في موسم قطف الورق وثمار العنب التي يمكنهم استخدامها في تحضير العديد من الأصناف الغذائية؛ مثل المربى، والخل، والخبيصة.
وفي هذا الصدد، قالت المزارعة، بسمة العياصرة، إنها عملت على استبدال الأشجار المثمرة وأشجار الزيتون بزراعة العنب منذ 5 سنوات، وبمساحة لا تقل عن 8 دونمات، مبينة أن الأشجار المثمرة قليلة الإنتاج، كما أن جودة الثمار تتأثر بالظروف الجوية وتحتاج إلى العناية والرعاية الخاصة، إلى جانب التكاليف المالية الباهظة مقارنة مع حجم الإنتاج الذي توفره هذه الأشجار.
وأضافت العياصرة، ان أشجار العنب بدأت بالإنتاج الوفير من حيث الورق بعد عامين من زراعتها، مشيرة إلى أن موسم قطف الورق موسم حيوي ويسهل التسويق فيه لبيع ورق العنب، كما أن هذا الموسم مهم لمعظم الأسر في جرش، لا سيما وأنها تعمل على جمع عشرات الكيلو غرامات من الورق، وتبيعها بمبلغ لا يقل عن 3 آلاف دينار سنويا.
وتابعت، أنها تستغل موسم نضوج العنب في عمل الخبيصة والمربيات والخل وغيرها من المنتجات الغذائية التي تباع بأسعار أفضل من أسعار ثمار العنب، مؤكدة أن هذه المنتجات تشهد إقبالا جيدا من الزبائن مقارنة بثمار العنب بمختلف أنواعه، خصوصا بعد إغلاق مهرجانات تسويق بيع العنب.
ولفتت العياصرة إلى أنها ومن خلال مزارع العنب، تُوفر فرص عمل لأبناء البلدة مدة لا تقل عن 4 أشهر، سواء في مجال قطف أوراق العنب أو العناية بالثمار.
من جانبه، قال المزارع فارس عضيبات، إنه استبدل كل الأشجار الضعيفة وغير المنتجة بأشجار العنب منذ عامين؛ نظرا لأنها تتميز بإنتاجها الورقي والثمري، وسهولة تسويقها، وإمكانية الاستفادة من ورق وثمار العنب وتصنيعه بأشكال مختلفة، فضلا عن الترويج لهذه المنتجات في عطلة نهاية الأسبوع التي تشهد حركة سياحية نشطة، ويطلبها الزوار من محافظة جرش على وجه التحديد.
وأضاف عضيبات، أن المزارعين يلجأون حاليا إلى تغيير الأنماط الزراعية لزراعات مُربحة وغير مكلفة وذات مردود مادي يغطي تكاليف الإنتاج، لا سيما وأن المنطقة تعاني ظروفا اقتصادية صعبة، كما أن أسعار الخضار والفواكه تنخفض بشكل كبير، بينما ترتفع أسعار مدخلات الإنتاج الزراعي بشكل مطرد.
وطالب وزارة الزراعة بأن تقوم بعقد ورشات عمل ومحاضرات وبرامج تدريبية مكثفة لمزارعي العنب؛ لغايات تطوير زراعتهم والحفاظ عليها من الأمراض والحشرات والآفات الزراعية.
أما موظفة التسويق، هدى بني أحمد، فقالت إنها تعمل على تسويق منتجات ورق العنب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحصل على نسبة بسيطة متفق عليها مع منتجي ورق العنب من أرباح البيع، وهي بذلك توفر مصدر رزق لأسرتها، مضيفة أن إنتاج الورق هو عمل تمتهنه السيدات أكثر في القرى والبلدات.
وبينت بني أحمد، ان هذه الفترة تعد ذروة نشاط بيع ورق العنب، وهي تقوم بتسويق ما لا يقل عن 100 كيلو غرام من الورق يوميا مقابل نصف دينار لكل كيلو تعمل على تسويقه، كما تقوم بالترويج للمنتجات الغذائية المختلفة في مواسمها الخاصة.
وفي السياق ذاته، أكد مدير مديرية زراعة جرش، الدكتور فايز الخوالدة، أن محافظة جرش تتميز بوجود مساحات واسعة من “معرشات العنب” على أراضيها، مشيرا إلى أن موسم قطف أوراق العنب هو أحد المواسم الزراعية النشطة التي تشهد إقبالا من الزبائن ويسهل فيها التسويق للمنتجات الزراعية.
وأضاف الخوالدة، أن المزارعين يستغلون ورق العنب وثماره في صناعة العديد من المنتجات الغذائية، لافتا إلى أن المديرية تتابع الإنتاج ومدى جودته وأسعاره، وتقدم كافة الخدمات الزراعية التي يحتاجها مزارعو العنب بشكل خاص؛ للحفاظ على جودة منتجاتهم الزراعية وأسعارها.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.