ندوة في معرض عمان للكتاب تناقش الترجمة وجوائزها كجسر للتثاقف
ناقشت ندوة أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين، مساء أول من أمس، “الترجمة وجوائزها.. كجسر للتثاقف والتفاهم الإنساني”.
وشارك في الندوة أستاذة الأدب العربي الحديث في الجامعة الأردنية الدكتورة امتنان الصمادي، والناشر جهاد أبو حشيش/ الأردن، والكاتب محمد البعلي/ مصر، وأدارها رئيس الرابطة الأردنية للمترجمين واللغويين التطبيقيين، الدكتور سليمان العباس.
وقالت الدكتورة الصمادي، في ورقة بعنوان “جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي نموذجا”: “إن الجائزة تعد إحدى أهم الجوائز العالمية التي تعنى بالترجمة، ومجالها كتب العلوم الإنسانية المطبوعة وفق نظام دور النشر المتعارف عليه، تأسست الجائزة في الدوحة/ قطر، في العام 2015”.
وأضافت، أن الجائزة تتميز عن غيرها من جوائز الترجمة العربية، بأنها تمنح مشروعية السيادة للغات العالم كافة، من دون الاقتصار على تسيد الإنجليزية أو الفرنسية على بقية اللغات، فكل لغات العالم – بحسب مبدأ علم اللغة المعاصر- متساوية وجميلة وتعكس حضارة شعوبها مهما كان مستواها، وقد أخذت الجائزة على عاتقها، منذ موسمها الأول، تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها بأكثر من لغة، معتمدة لغة عالمية كل عام إلى جانب اللغة الإنجليزية.
وأشارت الدكتورة الصمادي، إلى أن الجائزة تهدف إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربيا وعالميا في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح، إضافة إلى تشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب والحرص على التميز والإبداع فيهما.
وبينت أن قيمة الجائزة ما مجموعه مليوني (2.000.000 دولار أميركي)، وأما فئات الجائزة، فتتوزع على النحو الآتي: الفئة الأولى وتشتمل على جوائز الترجمة في الكتب المفردة، وتنقسم إلى الفروع الأربعة: الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية وبالعكس، والترجمة من اللغة العربية إلى إحدى اللغات الأجنبية، وبالعكس، ويفتح باب الترشيح سنويا اعتبارا من منتصف شباط( فبراير) حتى منتصف آب(أغسطس) من كل عام.
وقدم الكاتب البعلي من مصر، ما وصفه بمقاربة مختلفة للترجمة، وعلاقة الجوائز بالترجمة، ولماذا تترجم الأعمال العربية، وكيف تسلط الأضواء على الأعمال للترجمة، وقال:”إن ما يترجم هو ما يرغب القارئ الآخر بمعرفته”، مستشهدا بالإقبال الذي حدث على رواية “فرانكشتاين..” التي ترجمت الى 40 لغة، في محاولة من الآخر للتعرف إلى ما حدث في العراق من خلال هذا العمل الأدبي”.
وأضاف، أن الجوائز تساعد في إلقاء الضوء على بعض الأعمال الأدبية، وليس كلها، كما أن الجوائز تفيد في فتح آفاق جديدة للعمل الأدبي، وتعطي للقارئ لمحة عن مجتمع لا يعرف عنه الكثير، وتسهم في مد جسور التعاون المعرفي بين الثقافات، وتتفتح أمام القارئ نافذة أخرى على ثقافة جديدة بالنسبة إليه.
وأشار الكاتب البعلي، إلى أن الناشر يقوم بدور مهم وكبير في مناخ عملي معقد مليء بالتحديات التي تواجه قطاع النشر من حيث تقديم الأفكار، وتقديم الإبداعات الجديدة، وتحدي الفرص، مثل معرض عمان الدولي للكتاب، وما يحدث فيه من لقاءات بين الناشرين، وتجمعات لغايات القراءة..الخ.
أما الناشر ابوحشيش، فقال: “إن الترجمة هي الجسر الرئيس والفاعل في عملية التثاقف، مشيرا إلى أهمية دور الناشر كوسيط فاعل في هندسة عملية الترجمة وتحفيزها، ودوره المهم والفاعل الذي لا يمكن الاستغناء عنه، وبخاصة أن الأدب بشكل عام يشكل النافذة التي يمكن من خلالها قراءة ذاكرة الشعوب وتجليات ثقافاتها، وهو أكثر قدرة على نقل العناصر الثقافية المتعددة من بيئة إلى أخرى بسلاسة.
واعتبر أن الترجمة، هي الوسيط بين الشعوب في ظل غياب وحدة اللغة، وهذا يحتاج الى المترجم الواسع الاطلاع على ثقافة الآخر، أي المترجم المزدوج اللغة، لآن النص الأدبي المترجم يساهم بشكل مباشر في تكوين الهوية الثقافية وتشكيلها وترجمته عملا على اللغة والتفكير فيها، مما يسمح للثقافات المختلفة بأن تتواصل وتتحاور بينها اعتمادا على الاختلاف الذي يحي النصوص، وينفخ فيها الحياة.
كما عرض أبو حشيش لتجربته في التعاون مع الجانب الصيني من خلال مسابقة “تلك القصص” التي أطلقت 2018، والترجمات التي تمت من وإلى اللغة الصينية، كاشفا أن العمل جار على تشكيل ملتقى عربي- صيني للتجسير بين الكتاب الصينيين والعرب.
يشار إلى أن معرض عمان الدولي للكتاب، اختتمت فعالياته يوم أمس.
التعليقات مغلقة.