“نشمي سات” أول قمر صناعي أردني ينطلق في السماء لتعزيز تكنولوجيا الفضاء وطنيا
العقبة – حققت التجربة الأردنية في الصناعات الدفاعية، قفزات متقدمة، جراء الاهتمام الملكي بتوطين العديد من المنظومات الدفاعية، وتطويرها وابتكار منظومات جديدة، لتضاهي مثيلاتها في العالم.
وفي هذا النطاق، رعى جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة أول من أمس، افتتاح معرض معدات العمليات الخاصة “سوفكس 2024” في العقبة، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي انعقد تحت عنوان “التعاون والتلاقي لتوطيد الأمن العالمي”، وعرض النسخة الثانية لمعرض “لافيتيت” للطائرات المسيّرة، التي تلعب دورا محوريا في العمليات الخاصة في مهام الاستطلاع والمراقبة وتقليل المخاطر البشرية.
وتشارك في المعرض 73 دولة، وأكثر من 300 شركة عالمية عارضة متخصصة في الصناعات الدفاعية والأمنية، تتكشف قدرات وخبرات القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي في تعزيز قدرات المملكة الدفاعية ومواكبة المتطلبات الراهنة والمستقبلية، في ظل التحديات الإقليمية.
وقدمت في المعرض، منجزات أردنية اشتملت على تجهيزات ومعدات ومنظومات وأسلحة وتقنيات دفاعية وأمنية، وقد كشف أول من أمس عن أحدث ما حققته هذه الصناعات المتطورة، التي تستخدمها قوات حفظ الأمن والقوات الخاصة، والتجهيزات الدفاعية والتدريبية والطائرات المسيّرة، وهذا بدوره يؤكد الأهمية الكبيرة التي يوليها جلالة الملك لهذا القطاع الدفاعي والأمني، لوضع الأردن على خريطة الدول القادرة على تطوير أدواتها الدفاعية العسكرية والأمنية بمختلف جوانبها.
سلطت أجنحة المعرض الخاصة بالقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية والمركز الأردني للتصميم والتطوير “جودبي”، الضوء على قدرات المركز لتطوير المنظومات العسكرية والتقنية والتدريبية، والمعدات التي تشرف على صناعتها، والتركيز على تطوير المحتوى والابتكار.
وقد كشف المركز وشركاته عن مجموعة جديدة متميزة من المنظومات والحلول الدفاعية والتكنولوجية التي أنتجت وطورت لعرض قدراته وإمكانياته وتسويقها، بما يتوافق مع احتياجات الشركاء على هامش “سوفكس 2024” الذي تختتم فعالياته اليوم في مركز المعارض والمؤتمرات بالعقبة.
الناطق الاعلامي باسم “جودبي” رئيس دائرة المبيعات واستراتيجية الأعمال المهندس راتب أبو الراغب، اعلن عن إطلاق 25 منتجا جديدا على هامش افتتاح معرض سوفكس، يشمل حلولا ومنظومات ومنتجات دفاعية وأمنية، بالاضافة لإعلانه عن امتلاك قدرات جديدة ونوعية.
وأكد ابو الراغب ان المركز وعن طريق ذراع البحث والتطوير، صمم وطور راجمة الصواريخ “CYCLONE” بنوعيها المحمولة والمجرورة بعيار 70 مم، وهي راجمة متعددة السبطانات، ذات قدرة على ضرب نيران كثيفة وسريعة لتدمير الأهداف.
وكشف عن ان المركز يسعى لتنفيذ رؤية القيادة العامة للقوات المسلحة، لتعزيز قدرات الصناعات الدفاعية، بإنتاج منظومات ردع مختلفة، ولتحقيق رؤيته، كشف المركز عن بدء توطين صناعة القذائف المتوسطة والثقيلة من عيار مورتر 81 و120 ملم وقذائف مدفع 155 ملم وقذائف طائرات نوع MK81,82,84.
وتعكس مشاركة المركز، مدى التطور الاردني في مجال التصنيع للأنظمة الدفاعية والتكنولوجية، عبر تصميم وتطوير حلول ومنظومات ومنتجات جديدة، تستند على قاعدة تقنيات وتكنولوجيا حديثة وقدرات عالية، بسواعد وخبرات وطنية، إذ أطلق منتجات وحلولا تتناسب مع المهمات العملياتية للقوات الخاصة وقوات رد الفعل السريع وامن الحدود في القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، لمواجهة التحديات والتهديدات الطارئة الحالية، بقصد تحييدها والتعامل معها.
كما كشف ابو الراغب، ان المركز أطلق أول قمر صناعي أردني من نوع (نشمي سات) من فئة “كيوب سات” بحجم (6U)، لرفع المستوى العلمي والتكنولوجي في قطاع تكنولوجيا الفضاء وطنيا، وبالتعاون مع جهات محلية ودولية متخصصة في هذا المجال.
واشار الى تحويل الزوارق العادية إلى زوارق مسيرة ذاتياً، يجري التحكم فيها عن بعد، وتحويلها إلى زوارق صديقه للبيئة، بتحويلها للعمل بالمحركات والبطاريات الكهربائية، في نطاق شراكة جديدة لتوظيف التكنولوجيا الحديثة المتقدمة، كذلك اضافة منظومات استطلاع ومراقبة، اذ يعد هذا القطاع من القطاعات الاستراتيجية التي يقوم المركز بالاستثمار فيها والعمل على توطين تقنياته محليا.
ولفت إلى ان المركز اطلق كذلك، منظومة “العقاب” المثبت عليها الكاميرا الحرارية RAGON EYE وهو نظام رؤيا ليلي نهاري متحرك، والإعلان عن نظام كشف التسلل وتعقب المتسللين “كاشف”، كما أطلقت منظومات قيادة وسيطرة لمضادات الطائرات المسيرة تجمع منظومات عبر غرفة تحكم مركزية، والإعلان ايضا عن أنظمة تشويش حديثة مثل نظام (SMART SWEEPER) للتشويش الموجه، وبندقية التشويش التكتيكية المحمولة باليد SIGNAL STRIKER وتطوير لمنظومة (SILENT SHIELD) المتحركة للتشويش على العبوات المتفجرة المتحكم بها عن بعد.
وعلى مستوى الأنظمة البرية والحلول الصناعية، أعلن أبو الراغب عن إطلاق “جودبي” منظومة “الوحش الكاسر” وهي منظومة متطورة متحركة، لحماية القوات العاملة أثناء الواجب، وتحتوي على أنظمة متقدمة لكشف تهديدات الطائرات المسيرة والتعامل معها عن طريق التشويش وقوة النار، بواسطة قاعدة سلاح متزنة، ونظام يكشف مواقع إطلاق النار بهدف التعامل معها.
وفي السياق نفسه، رفع المركز الستار عن إطلاق آلية السهم الكهربائية الصديقة للبيئة، بتوظيف ثورة البطاريات الكهربائية في الآليات العسكرية، والتي تسير 200كم في الشحنة الواحدة، بالإضافة لآلية “السيف”، وتتميز بأنها آلية تكتيكية مصفحة من المستوى STANAG II ذات القدرة العالية على الحركة والمناورة في التضاريس والمناطق الصعبة والوعرة والمعتمدة، وهي ذات مواصفات عالمية عالية، كما عرضت نسخة جديدة من آلية “البرق”، بنسختها الجديدة للإخلاء الطبي للمصابين.
واضاف ابو الراغب، أن المنتجات الجديدة التي أطلقت في المعرض، تتمثل في حلول ومنظومات دفاعية متخصصة في مجالات متعددة، تشمل تكنولوجيا المستقبل كالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، والقيادة والسيطرة وبعض خوارزميات التشفير ومدخلات حديثة في استخدام بطاريات الكهربائية في المنظومات الدفاعية، سواء الأنظمة الأرضية أو البحرية.
كما كشف عن إطلاق منتجات جديدة أخرى، تتعلق بمعدات القوات وحلول التسليح، كامتلاك القدرات لبناء وتجهيز ميدان الرماية الإلكترونية “مقناص” للأسلحة الخفيفة، والذي صمم لتدريب الرماة وتحديد مستوياتهم وكفاءاتهم وتطويرها، باستخدام أهداف وشاشات متطورة، والكشف عن إنجاز جيل جديد من المسدس الأردني JSP9 JAWS باستخدام نظام تحرير الإبرة مع وزن زناد أخف.
وأكد أبو الراغب، بأن المركز وضمن إستراتيجيته في الاستثمار وتوطين تكنولوجيا المستقبل، بخاصة ضمن حلول الواقع الافتراضي، ومنها سيناريوهات المداهمات الافتراضية KILL HOUSE
وE-Wa Table، لتطوير وتخطيط العمليات العسكرية، باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ومشاريع مركز التشفير منها Digital Spider لجمع وتحليل المعلومات من المصادر المفتوحة ونظام LOCKRYPTER لتشفير مختلف أنواع الملفات.
كما بين انه جرى إطلاق 4 منتجات في مجال الذكاء الاصطناعي، طورت محلياً وتعتمد على خوارزميات، بقصد التعرف على الوجوه والمركبات المصرح بها، ونظام تتبع الطائرات المسيرة وتوضيح الصور.
الى جانب ذلك، جرى تطوير خدمات الطباعة ثلاثية الأبعاد، بدمج التكنولوجية الحديثة Digitization، وإنشاء منصة رقمية لتخزين القطع والمنتجات لطباعتها عند الطلب، بالإضافة لطباعة منتجات باستخدام هذه التقنية للطائرات المسيرة والحلول الطبية، ودورات ومبادرات متخصصة في هذا المجال.
وأشار إلى أن جناح المركز في “سوفكس 2024” اشتمل على 12 شركة و7 وحدات أعمال، وتعرض فيه مجموعة كبيرة من المنتجات والحلول الدفاعية، الى جانب وجود جناح خارجي، تعرض فيه مجموعة كبيرة من الأنظمة الأرضية المطورة، بالاضافة لمعرض الطيران، وجناح خاص بالطائرات المسيرة وتطبيقاتها المختلفة، وميدان رماية بذخيرة “جودبي”.
وعلى هامش المعرض، وقعت عقود واتفاقيات تعاون، ونقل تكنولوجيا من الأردن إلى دول أخرى، وفق أبو الراغب، الذي بين أن المعرض شهد مشاركة كبيرة وعدد زوار مبشر، مبينا أن المعروضات فيه نوعية ومميزة.
يشار إلى أن “جودبي” يعتبر من الرواد في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية في المنطقة، نظراً لما يتمتع به من سمعة في مجال الصناعات الدفاعية والأمنية، ما أدى للتوسع المدروس لأعماله وأنشطته، بحيث أصبح يشكل قاعدة للبحث والتطوير والصناعة المتطورة التي تواكب التطورات العالمية في الصناعات الدفاعية والأمنية، وحاضنة للابداع والابتكار.
ويؤسس المركز شراكات مع شركات عالمية رائدة لنقل الخبرة والمعرفة، بما ينعكس إيجاباً على تعزيز الميزة التنافسية وتحقيق الاكتفاء من بعض المعدات والأنظمة، وتزويد قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية بحلول دفاعية وأمنية، تتناسب مع احتياجاتها ومتطلباتها.
وحمل المركز الأردني للتصميم والتطوير “جودبي” سابقا، اسم “مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير (كادبي)”، وهو مؤسسة عسكرية/ مدنية مستقلة تأسست في العام 1999، وتعمل تحت مظلة القوات المسلحة، وتُعنى بالبحث والتطوير لتوفير حلول مثلى في المجالات الدفاعية والتجارية للأردن بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط.
وتتجلى مهمة المركز بتصميم وتطوير وتعديل الأنظمة الدفاعية والأمنية، باستخدام التكنولوجيا الحديثة لتلبية احتياجات المستخدم وإيجاد الحلول المثلى لها.
التعليقات مغلقة.