“هدأة دبين” في جرش.. من مقصد مميز للزوار إلى حركة شبه معدومة

جرش- يعاني مشروع هدأة دبين في محافظة جرش، الذي مر 8 سنوات على افتتاحه الرسمي، من ضعف الإقبال عليه بسبب تراجع السياحة الداخلية وكذلك الخارجية، جراء الأحداث التي تمر بها المنطقة، والظروف الاقتصادية التي تؤثر على أولويات المواطنين، إذ يفضل كثيرون التنزه العشوائي المجاني، حتى وإن افتقد للخدمات.

ورغم أن الموقع جاهز لاستقبال الفعاليات والأنشطة التي تقيمها الهيئات المختلفة، ويتميز بإمكانية عقد اللقاءات والمحاضرات والورش التدريبية والفنية واللوجستية في الموقع المجهز لهذه الغاية وبأسعار رمزية، إلا أن الإقبال ما يزال ضعيفا.

وكان مشروع هدأة دبين، أغلق قبل نحو 4 سنوات لمدة عامين، لعدم وجود أي زوار للموقع وضعف الحركة السياحية إثر جائحة كورونا، وما تزال الحركة السياحية شبه معدومة حتى الآن، لا سيما مع انخفاض درجات الحرارة، مقارنة بمواقع التنزه في المناطق الغورية التي ما تزال فيها درجات الحرارة معتدلة.
ووفق ما ذكر لـ”الغد”، مدير المشروع المهندس بشير العياصرة، “لم تفلح ميزات المشروع وجمالية موقعه وأهميته البيئية والسياحية في استقطاب الزوار، كما أن المشروع يعمل بأعلى طاقته ومجهز لاستقبال الزوار على مدار الساعة منذ فترة، إلا أن الإقبال ما يزال ضعيفا هذه الفترة والأشهر الماضية”.
وسبب ذلك بحسب العياصرة، “يعود إلى ذلك تراجع الحركة السياحية الداخلية والخارجية، والظروف الاقتصادية للمواطنين، وارتفاع تكاليف التنزه في الأردن، والظروف السياسية التي تمر بها المنطقة، مما ينعكس على أولويات الناس واهتماماتهم وحالتهم النفسية”.
وقال، “إن من أهم هذه الأسباب هي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، خصوصا سكان المحافظات الأخرى الذين يحتاجون إلى تكاليف وأجور نقل باهظة ودخول إلى الموقع ووجبات غذائية على مدار يومهم أثناء تنزههم، إذ يُعد هذا البرنامج مكلفا، مقارنة بإمكانات غالبية الأسر التي ترغب بالتنزه”.
وأضاف العياصرة، “أن هدأة دبين هو من أكبر المشاريع السياحية الطبيعية في محافظة جرش، ويوفر مختلف الخدمات السياحية بأجور رمزية بسيطة، كما يوفر رحلات وتنزه بخدمات عالية ومستوى راقٍ في أجمل غابات العالم، فضلا عن أنه يهتم بالعمل مع المجتمع المحلي من خلال تسويق منتجات السيدات في الجمعيات الخيرية، وتسويق المنتجات الحرفية والغذائية، وتدريب أعضاء الجمعيات، إضافةً إلى العناية بالسياحة البيئية وتغيير الأنماط التقليدية في المفاهيم السياحية والحفاظ على الثروة الحرجية من خلال القضاء على ظاهرة التنزه العشوائي”.
ويتوقع العياصرة، “أن حركة التنزه ستكون في أدنى مستوياتها هذا العام بشكل خاص، مقارنة بما كانت عليه في السنوات الماضية”، مبينا في الوقت ذاته “أن رسوم دخول الموقع تبلغ 3 دنانير عن كل مركبة بغض النظر عن عدد الأفراد فيها، وهو مبلغ ثابت ويعتبر رمزيا مع مستوى الخدمات المقدمة في الموقع، وتوفير مواقع مجهزة ونظيفة فيها كل ما يحتاجه الزائر”.
وأكد، أنه “حاليا لا توجد أي برامج تشجيعية أكثر من ذلك، لا سيما أن قيمة الدخول رمزية جدا وغير مكلفة، مقارنة بالمواقع السياحية الأخرى على مستوى المملكة، إلا أن التنزه أصبح يحتاج إلى كلفة مالية مرتفعة مقارنة بأوضاع المواطنين، فكل زائر من المحافظات القريبة من محافظة جرش يحتاج إلى ثمن محروقات لا يقل عن 20 دينارا، وخدمات سياحية بمقدار 15 دينارا في أقل الظروف، وهذه الكلفة مرهقة بالنسبة للمواطن ذي الدخل المتآكل أصلا”.
يشار إلى أن مشروع هدأة دبين تم افتتاحه بناءً على توجيهات جلالة الملك في تنفيذ مشاريع تنموية بمختلف محافظات المملكة من جهة، ولدعم وتشجيع السياحة البيئية المحلية من جهة أخرى، والقضاء على ظاهرة التنزه العشوائي للحفاظ على الثروة الحرجية.
وأقيم المشروع على مساحة 176 دونما بمكرمة ملكية سامية وتكلفة إجمالية وصلت إلى قرابة 470 ألف دينار، ويهدف إلى تطوير السياحة البيئية المحلية، وتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي، وإشراكهم بشكل غير مباشر في العمليات الإنتاجية والخدمية، فيما يعد المشروع استكمالا لمجموعة من المشاريع التنموية التي يتم تنفيذها من خلال المبادرات الملكية وبالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.
وقال العياصرة، إن الهدف الرئيس من المشروع هو تخفيف الضغط على غابات دبين، والتي تتعرض للعبث من المتنزهين عن طريق رمي النفايات وحرقها، فضلا عن توفير خدمات وبنية تحتية في موقع الغابات، وضمان تنزه مناسب للأسر والعائلات والمجموعات السياحية بما يتناسب مع جمالية المكان.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة