هطولات ما قبل “الأربعينية” تفوق التوقعات.. وآمال بموسم مطري جيد

رغم تواضع تكرار المنخفضات التي شهدتها مختلف مناطق المملكة منذ بدء الموسم الخريفي حتى دخول أربعينية الشتاء، والمعروفة بالمربعانية، الجمعة، إلا أن ما تحقق من الموسم المطري لفترة ما قبل المربعانية، تجاوز نسبة المفترض تحقيقه من الموسم قبلها، وفي معظم المناطق.

وفي الوقت الذي سجّلت فيه تلك الهطولات المطرية كميات جيدة بشكل نسبي قبل دخول المربعانية، استقبلت المملكة المربعانية الحالية أو الانقلاب الشتوي للموسم 2023 – 2024، بهطولات مطرية متواصلة في مختلف مناطق المملكة، من المؤمل أن تساهم بموسم مطري غنيّ، يؤثر إيجابا في تدفقات المياه نحو السدود.

وفيما كانت حالات عدم الاستقرار الجوي التي أثرت على مختلف مناطق المملكة ما قبل فترة المربعانية، محدودة كما، إلا أن مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب، أكد أن هذه الحالات التي نجمت عنها هطولات مطرية غزيرة أحيانا ومحدودة أحيانا اخرى، تميزت بهطولات تجاوزت النسبة المفترض تحقيقها من الموسم المطري ما قبل هذه الفترة، في معظم مناطق المملكة.
وقال آل خطاب، في تصريحات لـ”الغد”، إن النسبة المئوية لانحراف المجاميع المطرية عن معدلها المطري العام الافتراضي حتى بداية بداية المربعانية، والتي سجلتها منطقة العقبة، كانت نسبتها الأعلى من بين مناطق المملكة الأخرى، حيث بلغت نحو 13 %.
وأضاف أن المناطق الوسطى الشرقية سجلت أيضا ارتفاعا في نسبة الهطولات المطرية عن معدلها العام الافتراضي حتى بداية المربعانية الحالية، حيث وصلت إلى
12 %، ومن ثم المناطق الجنوبية التي سجلت ارتفاعا نسبته 11 %.
وبين أن المناطق الجنوبية الغربية سجلت هذا الارتفاع أيضا وفي النسبة ذاتها، وبلغت حوالي 9 %، فيما سجلت نحو 4 % في المناطق الشرقية، وحوالي 3 % في المناطق الشمالية.
ومقابل هذه المناطق من المملكة، سجلت منطقة الأغوار الجنوبية انخفاضا في نسبة الهطولات المطرية عن معدلها العام الافتراضي حتى بداية المربعانية الحالية، حيث وصل إلى أقل من 10 %، بالإضافة إلى انخفاض نسبته 5 % في المناطق الوسطى الغربية، فضلا عن انخفاض نسبته إلى نحو 4 % في منطقة الأغوار الشمالية، وانخفاض نسبته 1 % في الأغوار الوسطى.
وسجل يوم 22 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، بداية الانقلاب الشتوي، أو مربعانية الشتاء للموسم المطري الحالي 2023-2024، والتي تشكل أمطارها بشكل عام ما نسبته 30 % من مجموع الموسم المطري العام على مستوى المملكة، حيث تعتبر هذه الأيام أبرد أيام السنة، والتي تتميز عادةً بتشكل الصقيع، خاصة إذا هبت على المنطقة رياح شرقية باردة جدا وجافة مرافقة للمرتفع الجوي السيبيري.
فيما قد تشهد المنطقة أمطارا غزيرة وأحياناً تساقطا للثلوج وحالات انجماد إذا تأثرت المنطقة بكتل هوائية باردة ورطبة من أصل قطبي مع رياح شمالية غربية إلى غربية مصاحبة لمنخفض جوي سطحي، والتي كان آخرها في مربعانية 2021 – 2022، حيث شهدت تساقطا للثلوج فوق أغلب المرتفعات الجبلية من المملكة، وفق آل خطاب.
وأشارت الدراسات في إدارة الأرصاد الجوية إلى أن أعلى مجموع مطري شهدته محطة رصد مطار عمان المدني خلال 100 عام الماضية خلال فترة المربعانية كان في الموسم 1973 – 1974، وبلغ 215 ملم، محققة ما نسبته 87 % من معدلها الموسمي، فيما كان أقل مجموع مطري لها خلال المربعانية 0.6 ملم في الموسم 2013 – 2014.
ووفق تصريحات سابقة لآل خطاب، فإن الدراسات الإحصائية المناخية لفترة المربعانية، أشارت إلى أن المعدل العام لدرجة الحرارة العظمى لهذه الفترة، محسوبا للفترة ما بين الأعوام 1991-2020، يبلغ في مطار عمان المدني 13.1 درجة مئوية، فيما يبلغ المعدل العام لدرجة الحرارة الصغرى 4.6 درجة مئوية، كما يبلغ المعدل العام للأمطار 78 ملم.
كما يبين السجل المناخي أن أعلى درجة حرارة عظمى سجلت في مطار عمان المدني بلغت 26.3 درجة مئوية بتاريخ 23 كانون الأول (ديسمبر) العام 1963، وأقل درجة حرارة صغرى 7.5 درجة مئوية تحت الصفر المئوي بتاريخ 2 كانون الثاني (يناير) العام 1973.
أما على مستوى المملكة وخلال فترة المربعانية، فبلغت أعلى درجة حرارة عظمى مسجلة 31.5 درجة مئوية بتاريخ 3 كانون الثاني (يناير) العام 1959 في محطة رصد العقبة، فيما سجلت أقل درجة حرارة صغرى في محطة الشوبك بواقع 14.0 درجة مئوية بتاريخ 7 كانون الثاني (يناير) العام 1992.
وكانت مجاميع أمطار مربعانية الموسم الماضي 2022 – 2023، انتهت بنسب ضعيفة في أغلب مناطق المملكة، حيث لم تشكل من أمطار المربعانية سوى 8 % في المناطق الشمالية والوسطى بما فيها الأغوار الشمالية، فيما شكلت 15 %-19 % في المناطق الشرقية والوسطى الشرقية بما فيها الأغوار الوسطى، فيما كانت الهطولات في فترة المربعانية دون معدلاتها بقليل في المناطق الجنوبية الغربية والأغوار الجنوبية بنسب تراوحت بين 24 %- 29 %، من معدلها للفترة نفسها.
فيما شهدت المناطق الجنوبية، الجفر، معان، القطرانة، أعلى أداء في مربعانية الموسم محققة ما نسبته 73 % من معدلها الموسمي العام.
ويعتمد الأردن في موارده المائية بشكل رئيس على الأمطار التي تتفاوت من منطقة لأخرى، حيث تلعب التضاريس دورا مهما في توزيع الهطل المطري.
وعبرت مصادر وزارة  المياه والري، في وقت سابق، عن أملها بأن يكون الموسم الشتوي الحالي 2023 – 2024، غنيّا وذا أداء جيد، لافتة إلى المضي بتنفيذ خطط “المياه” بنهج ثابت ووفق برامج محددة، والهادفة بأكملها إلى توفير كميات المياه المدورة من خلال تقليل الفاقد، بنوعيه الإداري والفيزيائي، وذلك توازيا ومحاولات تأمين مصادر مياه جديدة.
وأكدت الوزارة – سلطة وادي الأردن أهمية المحافظة على مخازين السدود الحالية، لدورها في رفد المياه الجوفية بمخزون مياه متجدد، للحفاظ على مخزونها الإستراتيجي، نتيجة تعرضها للاستنزاف بشكل كبير.
إلى ذلك، ذكرت إدارة الأرصاد الجوية أن المملكة تبقى اليوم تحت تأثير بقايا الكتلة الهوائية الباردة والرطبة، وتكون الأجواء باردة في أغلب المناطق وغائمة جزئياً إلى غائمة، مع هطل الأمطار في شمال ووسط المملكة وأجزاء من المناطق الجنوبية الغربية قد تكون غزيرة أحياناً في ساعات الصباح لفترات قصيرة، وتضعف تدريجياً فرصة هطل الأمطار في ساعات بعد الظهر، وتكون الرياح غربية معتدلة السرعة.
ويطرأ الاثنين ارتفاع قليل على درجات الحرارة، وتكون الأجواء باردة نسبيا في أغلب المناطق، ولطيفة الحرارة في الأغوار والبحر الميت والعقبة مع ظهور الغيوم على ارتفاعات منخفضة، وتكون الرياح جنوبية شرقية معتدلة السرعة.
كما يطرأ الثلاثاء، ارتفاع قليل على درجات الحرارة، وتكون الأجواء مشمسة وباردة نسبياً في أغلب المناطق، ومائلة للدفء في الأغوار والبحر الميت والعقبة، وتكون الرياح جنوبية شرقية معتدلة السرعة تنشط أحياناً.-(بترا)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة