هل تدخل السياحة بعجلون “سباتها الشتوي” رغم وجود التلفريك؟
رغم أن محافظة عجلون وخلال الموسم السياحي العام الحالي، سجلت أرقاما جيدة في أعداد السياح خلال الربيع وأشهر الصيف بحيث تجاوزت مليونا و600 ألف زائر، إلا أنها بدأت تتراجع بشكل ملحوظ مع اقتراب فصل الشتاء، وسط تجدد المخاوف من عودة سيناريو السبات الشتوي الذي يمتد لأكثر من 5 أشهر تشهد خلاله مشاريع السياحة توقفا شبه تام.
وفيما يرجع متابعون ومعنيون للشأن السياحي الركود الشتوي المتكرر بمحافظة عجلون إلى عدم توفر البنى الملائمة للسياحة الشتوية، كانت الآمال معلقة على مشروع التلفريك في كسر حدة هذا الركود، إلا أن هذه الآمال بدأت تتبدد مع إعلان توقف التلفريك عن العمل لمدة يومين بسبب الظروف الجوية السائدة.
وكانت المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والتنموية قد أعلنت عن توقف استقبال زوار تلفريك عجلون يومي الأحد أمس، والاثنين اليوم، بسبب الظروف الجوية السائدة.
وقالت في بيان أصدرته السبت، إن العمل في التلفريك سيتم استئنافه عندما تتهيأ الفرصة للتشغيل، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن موعد ذلك في حينه.
و تؤكد مصادر بالمناطق التنموية أن “توقيف كابنات التلفريك يكون في حالات محددة، كإجراءات احترازية وزيادة في الأمان كالأمطار الغزيرة والرياح الشديدة، لافتة إلى وجود إمكانية تشغيله في حالات تساقط الثلوج”.
التراجع السنوي بأعداد الزوار خلال الشتاء، كان يرجى تجاوزه نسبيا مع تشغيل التلفريك، إلا أن توقيفه بسبب الظروف الجوية السائدة كما صرح القائمون عليه، خيب الآمال بإمكانية قدرته على استقبال الزوار خلال تساقط الأمطار والثلوج كما هو في مناطق أخرى حول العالم.
ويرى مهتمون وأصحاب مشاريع سياحية، أن إنشاء “تلفريك عجلون”، جاء ليكون قيمة مضافة للمشاريع والمواقع السياحية القائمة، ويهدف إلى تطوير المحافظة، وتحفيز وجذب الاستثمارات السياحية، ودعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل.
ويؤكد محمود شريدة من سكان عجلون أهمية إقامة المرافق السياحية المؤهلة لاستقبال الزوار خلال الشتاء واستغلال مناطق الأودية والشلالات في راجب وكفرنجة وحلاوة وعرجان كمناطق للموقع بأكمله ليكون ضمن المواقع مناطق ذات جذب سياحي خصوصا خلال تساقط الأمطار والثلوج، لافتا لأهمية تأهيل واستمرار التلفريك للعمل خلال الأمطار وتساقط الثلوج، مطالبا بوضع الأودية ضمن المسار السياحي سواء على مستوى المملكة أو المحافظة وضرورة الاهتمام بها خصوصا وادي زقيق التي تشهد حركة سياحية نشطة خلال الربيع والصيف، وتتراجع خلال الشتاء.
وطالب خالد القضاة بتجويد الطرق للمواقع والمشاريع السياحية وتوسعتها وتدريب وتأهيل ودعم أصحاب المشاريع لديمومة عملهم خلال الشتاء.
وزاد أن افتقار المواقع الأثرية والمشاريع السياحية للبنى التحتية المناسبة لموسم الأمطار، يسهم بتراجع الإيرادات السياحية، إذ تضيع 5 شهور من كل سنة من دون مردود حقيقي لأصحاب تلك المشاريع.وطالب مالك منتجع سياحي حمزة شويات، بتحسين البنى التحتية المؤدية الى مشروعه، ليكون بمقدوره تأهيله بما يتناسب وديمومة الحركة السياحية طيلة الشتاء، وتوفير الدعم من قروض ومنح لأصحاب المشاريع، لتطوير استثماراتهم بما يتلاءم والسياحة الشتوية.
ويقول الناشط علي المومني “إن إقامة المشاريع السياحية في المحافظة، يعد أحد أساسيات التنمية فيها، ليس لدورها الاقتصادي المهم حسب، بل لأن المنطقة ذات طبيعة ملائمة ومناسبة لإنجاح هذه المشاريع، التي تحقق مردودا متزايدا في الاقتصاد، وتشغيل الأيدي العاملة، وهذا ما يؤكد أهمية دور الحكومات ووزارة السياحة بتشجيع وتمويل هذه المشاريع في المحافظة، وتوجيه الدعم لتنشيط السياحة الشتوية، مؤكدا أن الحديث عن تطوير هذا القطاع، يأتي في مقدمته السياحة الشتوية، لتكون أمرا مهما لزيادة أيام العمل، وضرورة العمل على ذلك لتحقيق أهداف تنموية أخرى، وتكون بيئة ملائمة لاستيعاب الزوار للمنطقة في مختلف الأوقات، بخاصة بعد تشغيل التلفريك.
ووفق أرقام مديرية سياحة المحافظة فإن عدد زوار محافظة عجلون منذ بداية العام الحالي حتى نهاية الشهر الماضي تشرين الأول (اكتوبر) بلغ مليونا و 555 ألف زائر من مختلف الجنسيات، فيما بلغ عدد زوار قلعة عجلون التاريخية وموقع مار الياس المعتمد من قبل الفاتيكان للحج المسيحي 460 ألف زائر من داخل المملكة وخارجها ومن مختلف الجنسيات، كما بلغ عدد زوار التلفريك منذ تشغيله في منتصف شهر حزيران (تموز) الماضي زهاء 250 ألف زائر.
وتشير الإحصائيات إلى أن 75 ألفا من مختلف الجنسيات قاموا بزيارة موقع سيدة الجبل في مدينة عنجرة، أحد المواقع المعتمدة للحج المسيحي ضمن خمسة مواقع على مستوى المملكة، فيما استقبلت منطقة راجب السياحية التي تشتهر بوفرة المياه والشلالات زهاء 780 ألف زائر.
ويقول عمر فندي إن شلالات وادي راجب في مدينة كفرنجة، واحدة من الوجهات السياحية الخلابة التي تستقطب الزوار والسياح على مدار العام، خصوصا وأنها تزخر بطبيعة وإطلالات رائعة على الصخور والنباتات، وتتميز بوفرة المياه التي تتدفق على شكل شلالات جميلة، ما يجعلها وجهة مفضلة لمحبي الطبيعة وعشاق المشاهد الخلابة.
وأكد أنه وفي ظل غياب السياحة الشتوية، فإن معظم تلك المشاريع تضطر إلى تعطيل أعمالها طيلة فترة الشتاء التي تمتد لاكثر من 5 أشهر تقريبا، ما يجعل أصحابها يعانون من تراجع الإيرادات بنسبة تزيد على 80 %، وبالتالي توقف فرص العمل للأيدي العاملة، ما يستدعي توفير دعم رسمي بتحسين البنى التحتية وتوجيه الدعاية لهذا النوع من السياحة، وقيام أصحاب تلك المشاريع بتأهيلها لتتناسب والسياحة الشتوية.
ويقول أبو ضرغام فريحات، إن أجواء الشتاء يجب أن تجذب آلاف المتنزهين للاستمتاع بالمناظر الجميلة، ومشاهدة الأودية والينابيع المتفجرة، وتجمع المياه في سد كفرنجة وحتى خلال تساقط وتراكم الثلوج، ما يستدعي تسليط الضوء على المواقع السياحية، التي يمكن أن تقام فيها استثمارات سياحية جاذبة للزوار خلال الشتاء، وتوفير المنح والقروض لإقامة المشاريع الملائمة للشتاء.
وبين صاحب أحد المخيمات زهير الشرع أنه أقام سابقا شاليهين في المخيم لاستقبال السياح شتاء، كما يعمل حاليا على إضافة 3 أخرى، داعيا لتوفير الدعم من منح وقروض لتطوير مشروعه، وبما يضمن ديمومته شتاء؛ كإقامة صالة زجاجية يمكن للسائح أن يشاهد عبرها تشكل الضباب وهطل الأمطار والثلوج.
وأكد أن آلاف الزوار من خارج المحافظة، يغتنمون تساقط الثلوج على مناطق المحافظة شتاء، للقدوم مع أسرهم والاستمتاع بالأجواء، خصوصا وأن طبيعة عجلون في الشتاء، لا تقل جمالا عنها خلال أشهر الربيع والصيف، ما يستدعي من القطاعين العام والخاص، ضرورة اغتنام فترة الشتاء في السياحة الشتوية، بتوفير مخيمات سياحية مؤهلة، ومواقع للإقامة وسط الغابات تكون آمنة خلال تساقط وتراكم الثلوج، وتخصيص مواقع مؤهلة ومحددة ومجهزة بوسائل السلامة والأمان لممارسة رياضة المغامرة، والتزلج على الثلوج على غرار كثير من الدول.
من جهتها تؤكد مصادر مديرية سياحة المحافظة أهمية تنشيط الحركة السياحية شتاء، وإيجاد برامج وأنشطة ملائمة، مشيرة إلى أن هذه السياحة تلقى رواجا محدودا في المحافظة، ما يتطلب تجاوز العوائق التي تتلخص بعدم توافر البنى التحتية المناسبة.
واكدت المصادر أن المحافظة، تشهد قدوم وفود سياحية أوروبية ومجموعات سياحية بين شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (اكتوبر)، لزيارة المسارات السياحية، ما ينعكس إيجابا على مشاريع الإيواء وبيوت الضيافة والمطاعم.
عامر خطاطبه // الغد
التعليقات مغلقة.