هل تطوي عجلون صفحة غياب الإنارة عن طرق مؤدية لمناطق ومشاريع سياحية؟
عجلون- يجمع مواطنون ومهتمون بالشأن التنموي والسياحي في محافظة عجلون على أن التوسع بمشاريع إنارة الطرق، خصوصا في الأرياف والمناطق السياحية، يتجاوز الأهمية الجمالية وتلاشي وحشة تلك المناطق المظلمة، إلى أثره البالغ في تنمية هذه المناطق، لا سيما في المجال السياحي، وذلك بتشجيع السكان الراغبين بالاستثمار لإقامة مشاريعهم السياحية المشغلة للأيدي العاملة.
وأكدوا، أن كثيرا من المناطق الريفية الجميلة والطرق وسط الغابات ما تزال بحاجة إلى إنارتها وتزويدها بالعواكس الليلية، ما يستدعي مضاعفة مخصصات الإنارة من موازنة مجلس المحافظة.
حول ذلك، يقول الناشط ومالك مشروع سياحي حمزة أبو نزيلة، “إن توفير مخصصات كافية من مجلس المحافظة لإنارة الطرق بجميع أنواعها؛ الرئيسة والقروية والريفية والزراعية، أصبح ضرورة تنموية في محافظة عجلون ومطلبا مهما، لا سيما مع انتشار المشاريع السياحية في جميع المناطق التي يغلب عليها الطابع الريفي والزراعي، والتي ما تزال الطرق المؤدية إليها موحشة في ساعات الليل”.
وأكد أبو نزيلة، “أنه رغم مرور سنوات عدة على فتح وتعبيد عشرات الطرق الرئيسة والقروية في محافظة عجلون، إلا أن طرقا أخرى كثيرة ما تزال على قوائم الانتظار لتزويدها بالإنارة الكافية والمناسبة”، مشددا على “أن إنارتها ستساهم إلى حد كبير في تنمية المناطق التي تمر بها سياحيا وزراعيا، وتوفر مزيدا من السلامة المرورية لسالكي تلك الطرق”.
أما المواطن عبدالله الخطاطبة، فيطالب من جهته، مجلس المحافظة بـ”إنارة الطريق المؤدي من كفرنجة إلى منطقة الوهادنة من جهة الشطورة، والطريق المؤدي إلى منطقة الوهادنة من منطقة الزغدية، نظرا لانتشار عدد من المشاريع السياحية هناك”، مؤكدا “أن إنارتها سيشجع السكان على استثمار مناطقهم في إقامة مشاريع سياحية وزراعية”.
كما طالب الخطاطبة، مجلس المحافظة بـ”ضرورة توفير المزيد من المخصصات لإنارة العديد من الطرق المنتشرة في أرجاء المحافظة”.
المواطن ماهر عريقات، يطالب بـ”إنارة طريق وادي الطواحين بين مدينتي كفرنجة وعجلون، خصوصا أن واقع الطريق الضيق والموحش يتطلب إعادة تأهيله وإنارته بأسرع وقت ممكن، نظرا لأهميته السياحية والتنموية، وذلك على غرار إنارة طريق عين جنا المؤدي إلى مستشفى الأميرة هيا العسكري، والذي بلغت تكلفته أكثر من 200 ألف دينار”.
وطالب المواطن أحمد القضاة، مجلس المحافظة، “بأن يوفر على مخصصاته العام الحالي 2025 المبالغ الكافية لإنارة العديد من الطرق المنتشرة في أنحاء المحافظة، التي أصبحت الحركة المرورية عليها متزايدة، ويسلكها العديد من الزوار المتجهين للمشاريع السياحية”، لافتا إلى “ضرورة استكمال إنارة كامل طريق عجلون- إربد الرئيسي، وذلك بالتنسيق مع مجلس محافظة إربد”.
وأضاف القضاة، “أن كثيرا من الطرق الحيوية في محافظة عجلون ما تزال تخلو من الإنارة، واستكمال تأسيسها بالعواكس والحواجز”، مؤكدا في الوقت ذاته، أنها “بوضعها الحالي موحشة وتشكل خطرا على السائقين لعدم وضوح الرؤية بسبب افتقارها للإنارة على الأعمدة، وكذلك افتقارها للعواكس الليلية التي ترشد إلى جوانب ووسط الطريق”.
وبحسب صاحب أحد المخيمات السياحية، زهير الشرع، “فإن على مجلس المحافظة والأشغال أن يوليا إنارة الطرق في عموم المحافظة عناية فائقة، خصوصا المؤدية إلى المشاريع السياحية”، مشيرا إلى “طبيعة المحافظة وتضاريسها الوعرة ومحدودية سعة الطرق، ما يحتم ضرورة إنارتها”.
وأضاف الشرع، “أن موازنة قطاع الأشغال رغم أنها الأكبر بين القطاعات كافة، إلا أنها بحاجة إلى المزيد من التمويل بسبب تضاريس محافظة عجلون الصعبة”، موضحا، “أن تكاليف توسعة وتعبيد وفتح أي طريق في محافظة عجلون تحتاج إلى أضعاف ما تحتاجه في محافظات أردنية أخرى”.
إلى ذلك، أعرب الناشط بدر الصمادي، عن “تفاؤله بتنفيذ غالبية مشاريع المجلس للعام الحالي، لا سيما إنارة الطرق، والتي تم إدراجها بعد دراسة معمقة لواقع المحافظة، كما توقع أن تكون نسبة تنفيذ المشاريع في العام الحالي مرتفعة، وينعكس تأثيرها الإيجابي على جميع مناطق المحافظة”.
وأكد الصمادي، “أهمية توفير المخصصات الكافية للطرق، سواء الزراعية أو السياحية، وتجهيز البنية التحتية بشكل عام يصب جميعه في خدمة التنمية في المحافظة، سواء في القطاعات السياحية أو الزراعية”.
بدوره، قال مدير أشغال المحافظة المهندس زهير أبو زعرور، “إن خطة المديرية فيما يتعلق بالإنارة تبقى مرهونة بتوفر المخصصات الكافية لوضع العواكس الليلية والحواجز الحديدية كمرحلة أولى، على أن يتم إنارتها بوضع أعمدة الكهرباء ووحدات الإنارة في مراحل لاحقة بعد إجراء الدراسات وتوفير التمويل الكافي”.
أما رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، فأقر بحاجة عدد من الطرق إلى الإنارة وتأسيسها بالعواكس الليلية والخطوط، مشيرا إلى أن بعض تلك الطرق تم إنجازها منذ عدة أعوام، وأن المجلس سيولي مشاريع إنارة الطرق في مخصصاته أولوية قصوى نظرا لأهميتها التنموية وسلامة المرور عليها، وسيسعى إلى إجراء بعض المناقلات في مخصصات المشاريع التي قد تتعثر أو لم تطرح عطاءاتها للاستفادة منها في إنارة الطرق.
وبين المومني، أنه تم إنارة طريق عين جنا / مستشفى الأميرة هيا العسكري ومنطقة مثلث صخرة وحتى مثلث ارحابا بقيمة 250 ألف دينار، كما تم تجهيز خط الإنارة من سد كفرنجة باتجاه المدينة بكلفة 150 ألف قريبا وسيصار إلى إنارته قريبا.
وأضاف، أن المجلس رصد لهذا العام ضمن موازنته 2025 مبلغ 537 ألف دينار لإنارة عدد من الطرق والمداخل التي تعاني من الضباب وتدني مستوى الرؤية خلال فصل الشتاء، مشيرا إلى أنه تم رصد 100 ألف دينار لإنارة الطريق الواصل من نادي المتقاعدين العسكريين باتجاه مثلث الصوان بطول 1.5 كيلو متر وقد بوشر العمل بهذا الموقع وتقع ضمن منطقة الشفا، كما تم تخصيص 100 ألف دينار لإنارة مدخل راجب الأغوار وهو من الطرق الحيوية في المحافظة والتي تقع ضمن مناطق بلدية كفرنجة الجديدة.
كما بين المومني، أنه تم رصد مبلغ 137 ألف دينار لإنارة المنطقة الواقعة بين بلدة عبلين باتجاه بلدة سوف في محافظة جرش وهذه المنطقة تقع ضمن بلدية الجنيد، وتخصيص مبلغ 100 ألف دينار لإنارة طريق محنا والطيارة ضمن منطقة الروابي التابعة لبلدية عجلون الكبرى، لافتا إلى أنه تم رصد 100 ألف دينار لإنارة طريق الصفصافة / الشكارة التي تقع ضمن منطقة الصفا التابعة لبلدية عجلون الكبرى وتعتبر من المناطق السياحية في المحافظة.
ووفق المومني، فقد تم تخصيص مبلغ 25 ألف دينار، ضمن موازنة العام 2025، لإنشاء حديقة وإنارتها في منطقة عين جنا، مؤكدا أن إنشاء الحديقة يُعد من المشاريع المهمة لتحسين مستوى الخدمات الترفيهية وتعزيز جودة الحياة للمجتمع المحلي وتحقيق التنمية المستدامة.
ولفت إلى أنه تم طرح العطاء والمباشرة بالتنفيذ كمرحلة أولى لإنشاء الحديقة في منطقة (الكترة- بجانب الحاووز) وستكون الحديقة تابعة لبلدية عجلون الكبرى وسيتم تجهيزها بكافة المستلزمات، من أماكن مخصصة للأطفال وبالألعاب الحديثة، مع ضمان سلامتها.
وأوضح المومني، أن المشروع سيكون متنفسا بيئيا وصحيا للسكان المحليين، مما يترك أثرا إيجابيا طويل الأمد على المجتمع والبيئة، بالإضافة إلى توفير مساحات مظللة تتضمن طاولات ومقاعد للنزهات العائلية والمرافق والخدمات الأساسية وبناء أكشاك صغيرة لبيع المشروبات والمأكولات الخفيفة.
عامر خطاطبه/ الغد