هل “خدع” قائد فاغنر أمريكا بـ6 مليارات دولار بحجة التمرد؟
طوال ساعات تمرد قوات فاغنر على القيادة الروسية يوم السبت الماضي، لم تكن في خطابات موسكو رواية العمالة للخارج.
فعلى غير العادة في مثل هذه الأزمات لم تستدعٍ روسيا نظرية المؤامرة، وتورط جهات أجنبية في تمرد قائد قوات فاغنر، يفغيني بريغوجين، وحين ظهر الرئيس فلاديمير بوتين، ليعلق على الأحداث، لم يتطرق سوى لـ”خيانة”، و”وطعنة في الظهر”، في إشارة أن الشأن تمرد داخلي.
رغم ذلك ظهرت فبركات كثيرة، حول عمالة بريغوجين، ومحاولة لتغيير السلطة في روسيا بدعم غربي، وتضمنت تعليقات القادة الغربيين إشارة إلى تصدعات في النظام، لكن موسكو تعاملت حتى النهاية بتساهل، وحرص قائد فاغنر على توضيح مطالبه، بإقالة وزير الدفاع سيرغي شويغو.
ومن أكثر الفبركات رواجا في هذا الشأن تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي واجهة تقرير تنسب لصحيفة “لو أنجلوس تايمز”، تظهر عنوانا يقول إن فاغنر أخذ أكثر من 5 ملايين دولار أمريكي من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، في خديعة بجة تمرده على بوتين.
ونٌشر الخبر في صورة متداولة منسوبة لموقع “لوس أنجلوس تايمز”، وبعد تحرٍٍّ أجرته “العين الإخبارية”، تبين أن الخبر عار عن الصحة، وهو يعتمد على خطأ محاسبي وقع فيه البنتاغون في تقدير مساعدات زادت التكاليف إلى أكثر من 6 مليارات.
ولم ينشر موقع “لوس أنجلوس تايمز” ولا أي موقع آخر -حسبتتبع العين الإخبارية-، ولا أي خبر يتعلق بخدعة بريغوجين للاستخبارات الأمريكية، أو البنتاغون، كما لم تثبت التقارير الغربية أي تواصل لقائد فاغنر مع جهات أجنبية.
ووضع تمرد عسكري قاده قائد فاغنر ضد السلطات الروسية، أوزاره، بعد استسلم بريغوجين، وأمر قواته بالانسحاب إلى خارج الحدود، إثر نجاح وساطة قادها الرئيس البيلاروسي إلكسندر لوكاشنسكو, حليف الرئيس الروسي.
وقد فتحت الأحداث الدراماتيكية في سوريا شهية عشاق نظرية المؤامرة، بين من يعتبر الموضوع مسرحية من إخراج بوتين نفسه، وتمثيل قادة الجيش وقائد فاغنر، وبين يلجأ للسخرية، ليحمل الأحداث طابع الظرافة والدعابة.
وكالات
التعليقات مغلقة.