وادي شعيب: “جسر العراقية”..موروث تاريخي معرض للانهيار
“جسر العراقية” أو كما يعرف بجسر الخشب او “الكينايات”، أحد شواهد التاريخ، بناه الجيش العراقي في ستينيات القرن الماضي على سيل وادي شعيب لتسهيل مرور قواته المرابطة انذاك في الأردن بمواجهة إسرائيل، ولم يزل يستخدم من قبل الزوار والمتزهين الذين يأمون المنطقة طوال أيام السنة، قبل أن يتعرض لاضرار كبيرة في نيسان (ابريل) الماضي نتيجة سقوط شجرة كينا معمرة عليه.
الجسر الذي مضى على بنائه ما يقارب من 60 عاما، بات معرضا للإنهيار، بانتظار تأهيله، فيما تم إغلاقه أمام مستخدميه رغم انه يخدم منطقة سيل وادي شعيب والتي تعتبر إحدى الوجهات السياحية المهمة التي تستقطب آلاف المتنزهين سنويا خاصة خلال فصلي الشتاء والربيع.
ويؤكد مواطنون ان منطقة وادي شعيب والمعروفة بـ منطقة “الكينايات”، تحتاج إلى اهتمام أكبر من الجهات المعنية كونها إحدى أهم مناطق التنزه خلال فصلي الشتاء والربيع وحتى خلال فصل الصيف، لافتين إلى أن وضع الجسر حاليا خطر للغاية، في حين أن الإهمال وغياب المتابعة أحال المنطقة إلى مكرهة صحية نتيجة انتشار النفايات.
يبين عمر العدوان أن منطقة وادي شعيب تعتبر مكانا مثاليا لقضاء نزهة عائلية لما تتمتع به من أجواء رائعة ترسمها مياه الوادي الجارية وظلال أشجار الكينا وقد اعتادت الأسر على ارتيادها منذ عقود طويلة، مشيرا إلى أن الموقع الذي كان شاهدا على وحدة الجيوش العربية في الدفاع عن فلسطين بات عبارة عن مكرهة صحية نتيجة قلة الوعي والإهمال وغياب المتابعة من الجهات المعنية.
ويشير إلى أن الجسر الذي يعتبر شريان العبور للضفة الأخرى من الوادي بات معرضا للانهيار في أي وقت بعد أن تعرض لاضرار بالغة نتيجة سقوط إحدى أشجار الكينا الضخمة عليه خلال فصل الشتاء الماضي، موضحا أنه لم يتم إلى الآن صيانة الجسر رغم الخطورة التي يشكلها على المتنزهين.
ويلفت إلى أن الموقع غير مدرج على قائمة المواقع السياحية ولا توجد جهة تؤكد مسؤوليتها عن هذا الموقع، مطالبا البلديات باستثمار مثل هذه المواقع والحفاظ على نظافتها وتأمين خدمات البنى التحتية اللازمة لتشجيع السياحة.
ويؤكد سلطان الرميلات أن منطقة جسر الخشب أحد الأماكن التي تعج بآلاف الزوار والمتنزهين سنويا، إلا ان غياب الاهتمام الرسمي بالموقع خاصة بما يتعلق بالنظافة وعدم وجود جهة مسؤولة يقع على عاتقها الحفاظ على نظافة المكان يشكل تحديا أمام الحركة السياحية، مشددا على ضرورة إيلاء المنطقة الاهتمام اللازم لتعود كأحد أهم أماكن التنزه العائلية في الأردن.
ويرى احمد العبادي أن منطقة وادي شعيب وخصوصا منطقة جسر الخشب تعتبر مقصدا سياحيا طبيعيا فريدا وقبلة للسياحة الداخلية تفتقر لأدنى المقومات كالمرافق الصحية أو حاويات نفايات، مطالبا الجهات المعنية بإعادة بناء الجسر المتضرر كونه إرثا تاريخيا مهما.
ويؤكد ضرورة ايلاء المنطقة اهتماما أكبر والعمل على استثمارها سياحيا والعمل على تأهيلها وتوفير الخدمات اللازمة للسائح وضرورة العمل على قص وتقليم الأشجار الجافة التي تشكل خطورة على المتنزهين، لافتا إلى أن غياب الخدمات أحد أهم أسباب تحول المنطقة إلى مكرهة صحية لان المتنزهين لا يجدون أي وسيلة للتخلص من نفاياتهم سوى جمعها بأكياس والقاءها على جانب الطريق او على مدخل الجسر.
ويبين مدير اشغال محافظة البلقاء المهندس ايمن السعايدة ان جسر الخشب تعرض لاضرار نتيجة سقوط إحدى أشجار الكينا قبل أشهر، وتم انذاك إغلاقه حفاظا على السلامة العامة، لافتا إلى انه تم وضع الدراسات اللازمة لإعادة تأهيل الجسر ومن المتوقع ان يتم البدء بالمشروع قريبا بانتظار إحالته على المتعهد.
من جانبه، أكد مدير بيئة وادي الأردن المهندس محمد الصقور ضرورة توعية المواطنين بأهمية المحافظة على الأماكن السياحية التي تعتبر الوجه الحضاري للوطن، وان المديرية بالتعاون مع البلديات تقومُ على الدوام بحملات نظافة للأماكن السياحية إلا أن “بعض السلوكات الخاطئة تحول دون استمرارية نظافة تلك الأماكن”.
حابس العدوان / الغد
التعليقات مغلقة.