وجاءوا اباهم عشاءً يبكون …/ المهندس محمد خير شويات
٥ سنين من عمر الورد ونظارته ما لبثت أن ذبلت وسقطت عن عودها في خمسة أيام فقط!!
لم تستجب السماء لدعاء الملايين من المتعاطفين الذين وحَّدَ “ريان” قلبوهم بعد أن فشلت جامعة بني يعرب بتوحيد قلوب، ومصالح ٢١ عاصمة “عبرية”!!
لم تستجب السماء – لحكمة يعلمها رب السماء – ولعل جلها بأنه قد اختار “ريان” الى جواره ليكون فِرطاً لابويه المكلومين وطيراً من طيور جنانه!!
ادوات بدائية استخدمها اسباط بني يعقوب على مدى خمسة أيام بلياليها لانتشال الطفل البريء من غيابة الجُبّ!! ليعودوا بعدها بقميصه الممزق وعليه دم كذب!!
لن يجلس ريان في مخدع امرأة العزيز هذه المرة!! ولن يمهلها القدر كي تراوده عن نفسه!! ريان لم يبلغ اشده بعد ولم يؤت الحكمة!! كل ما اوتيه تلخص بإجراء مكالمة استهدفت قلوب الملايين من الشعوب المكلومة!! مكالمة .. أحيا بها ضمائر البسطاء ولكنها اخفقت بالوصول الى قصور اولياء الامر او بلاط امير المؤمنين!!
“ريان المغرب الغريب” .. لا يختلف عن “ريان” غزة وفلسطين، او مخيمات اللجوء بالبرد القارص في سوريا!! او مخيمات اللجوء التي يقبع بها “ريان اليمن” حيث ينتظر ريانها هناك ان تُحَلَ “الخلافات الشخصية” بين رعاة الابل وعرش كسرى!! فتغادر سمائهم الطيور الابابيل التي احالت اليمن السعيد الى يمن تعيس!!
وإن عدنا ولو للحظة الى “ريان المغرب”!! فلا بد من سؤال: تُرى .. لو عثرت قدم كلب امير المؤمنين بحفرة “بداره البيضاء” وسقط فيها، فهل كانت الاستعدادت لتتم كما فعلوا مع المسكين والفقير “ريان”؟؟
أم هل كانوا سيقولون:” إن يسرق فقد سرق له اخ من قبل”؟؟
رسالة رحيل ريان الى جوار ربه مفادها: لا بأس ان مات “ريان” طالما أن الملك وحاشيته بخير!! والرسالة ايضاً تقول: لا بد من البراءة من انظمة الحكم العربية كلها!! تلك الأنظمة التي تثبت كل يوم ان ثلة من الحكام في كل عاصمة لها الحق باستعباد الشعوب التي يجب عليها ان تسهر على راحتها!!
منطق غريب لعمري ذاك!! الذي يقضي بأن الشعوب عليها ان تقضي حياتها بالعمل، والمشقة في خدمة حفنة تعيش في قصور عاجيِّة وان تسدد فواتير تلك الثلة من الجبابرة التي لم تقدم لشعوبها الا التبار والذل!!
التعليقات مغلقة.