يحيى السنوار.. من هو قائد حماس الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله ؟

بعد ما يزيد قليلا عن شهرين لاختيار يحيى السنوار زعيما للمكتب السياسي لحركة حماس، قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه تمكن من قتله.

وأضاف الجيش، في بيان، أن قوة تابعة له من اللواء 828 رصدت وقتلت 3 من عناصر حماس خلال اشتباك جنوبي قطاع غزة، وبعد استكمال عملية فحص الحمض النووي يمكن التأكيد أن السنوار “قُتل”.

يأتي ذلك فيما لم يصدر عن حماس، حتى الساعة 17:00 ت.غ تأكيد أو نفي لما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

ففي 6 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت حماس، اختيار السنوار، المكني بـ”أبو إبراهيم” رئيسا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي تم اغتياله بالعاصمة الإيرانية طهران، في 31 يوليو/ تموز، بهجوم ألقيت مسؤوليته على تل أبيب، رغم عدم إقرار الأخيرة بذلك.

وتعتبر “إسرائيل” السنوار، مهندس عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و”الجهاد الإسلامي”، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لتل أبيب، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.

نتيجة لذلك، أعلنت “إسرائيل” أن القضاء عليه يعد أحد أبرز أهداف حرب الإبادة الجماعية الحالية على غزة.

فيما كشفت القناة “12” العبرية الخاصة أن جهاز الاستخبارات الداخلية “الشاباك” شكّل وحدة خاصة لاغتياله.

** محاولات اغتيال سابقة

وسابقا، نجا السنوار، الملقب بـ”الرجل الحي الميت” من عدة محاولات إسرائيلية لاغتياله، منها محاولة في 11 أبريل/ نيسان 2003 بواسطة زرع جسم ملغم في جدار منزله بمدينة خان يونس جنوبي غزة، وأخرى في مايو/ أيار 2021 خلال الحرب الإسرائيلية الرابعة على غزة.

وخلال الأشهر الماضية، قال الجيش الإسرائيلي، مرات عدة، إنه يقترب منه، لكن المطلوب الأول في إسرائيل نجا في كل مرة.

ورغم اختفاء السنوار منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، إلا أنه ظهر في 4 مناسبات عبر بيانات ورسائل رسمية.

ففي 28 أكتوبر 2023، أصدر بيانا أعلن فيه جهوزية حركته لصفقة تبادل أسرى مع “إسرائيل”.

وفي 11 سبتمبر/ أيلول 2024، بعث برسالة تهنئة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بمناسبة إعادة انتخابه.

كما وجّه السنوار، رسالة إلى الأمين العام الراحل لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله، لشكره على مشاركته في المواجهة ضد “إسرائيل” ضمن معركة “طوفان الأقصى”، وهي الرسالة التي أكد “حزب الله” تلقيها في 13 سبتمبر.

وبعدها بثلاثة أيام، وبالتحديد في 16 سبتمبر، وجه السنوار رسالة إلى زعيم جماعة “الحوثي” باليمن عبد الملك الحوثي، بارك فيها وصول صواريخ الجماعة إلى “عمق الكيان (الإسرائيلي) متجاوزة طبقات الدفاع ومنظومات الاعتراض”.

** مولده ونشاطه

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار، في 19 أكتوبر 1962، في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي غزة.

تعود أصول عائلته إلى مدينة مجدل عسقلان، الواقعة جنوبي “إسرائيل”، حيث هجروا منها قسرا عام 1948.

درس في مدارس خان يونس حتى أنهى المرحلة الثانوية، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة، ويحصل منها على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.

انضم السنوار، منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين، ودرس بالجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل منها على درجة البكالوريوس باللغة العربية.

وخلال دراسته الجامعية، ترأس “الكتلة الإسلامية”، الذراع الطلابي لجماعة الإخوان.

وفي عام 1985، أسس السنوار الجهاز الأمني لجماعة الإخوان المسلمين، الذي عُرف باسم “المجد” آنذاك.

وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة “الاحتلال الإسرائيلي” في غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.

ساعد النشاط الطلابي السنوار، على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في حماس، بعد تأسيسها عام 1987.

ويجيد السنوار اللغة العبرية، وله العديد من المؤلفات والترجمات السياسية والأمنية، من أبرزها: منها كتاب “حماس التجربة والخطأ”، وكتاب “المجد” الذي يرصد عمل جهاز “الشاباك”.

كما ألف العديد من الأدبيات الأمنية التي أسست للتجربة الأمنية لحماس.

** اعتقاله

في 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار، لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، ليعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حُكم عليه بالسجن لـ6 أشهر بتهمة “المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل”.

وفي 20 يناير/ كانون الثاني 1988، اعتقلت “إسرائيل” السنوار وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة أربع مرات، بالإضافة إلى 30 سنة، بعد أن وجهت له تهمة “تأسيس جهاز (المجد) الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم (المجاهدون الفلسطينيون)”.

وقضى السنوار 23 سنة متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، منها نحو 4 سنوات منها في العزل الانفرادي.

وخلال فترة سجنه الطويلة، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية دورات عدة.

وقاد سلسلة من الإضرابات عن الطعام للمطالبة بحقوق الأسرى، والتي كانت أبرز محطاتها في أعوام 1992، و1996، و2000، و2004.

وفي 11 أكتوبر 2011، أطلقت “إسرائيل” سراح السنوار ضمن صفقة لتبادل الأسرى مع حماس، عُرفت باسم “صفقة شاليط”.

وبموجب الصفقة أطلقت “إسرائيل” سراح 1027 معتقلا فلسطينيا مقابل إطلاق حماس، سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

** قيادة حماس بغزة

عقب خروجه من السجن في 2011، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس في 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولي مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري “كتائب القسام”.

وفي 2012، تزوج السنوار، وأنجب ولدين هما إبراهيم وعبد الله وبنتا تدعى رضا.

وفي سبتمبر/ أيلول 2015، أدرجت الولايات المتحدة، السنوار في لائحة “الإرهابيين الدوليين”.

فيما وضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية السنوار، على قائمة المطلوبين للتصفية في غزة.

وفي 2017، وقع الاختيار على السنوار، لتزعم حماس في غزة، ثم لخلافة هنية، رئيسا للمكتب السياسي للحركة في أغسطس الماضي.

وبدعم أمريكي مطلق، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 141 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل “تل أبيب” هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

وكالات

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة