جائزة الملك حمد للتعايش السلمي / الدكتورة سعاد ياسين
لطالما عُرفت مملكة البحرين كدولة الحضارات والانفتاح على الثقافات الأخرى ، وهي مكان آمن للجميع لممارسة معتقداتهم وطقوسهم الدينية بحرية ، بناءً على قيم حماية الحريات واحترام التنوع والبناء. وفي هذا الصدد تم الإعلان عن “جائزة الملك حمد للتعايش السلمي” لتعزيز هذه المبادئ والتعايش ليس فقط داخل البحرين ولكن أيضًا على نطاق عالمي.
و يمثل إطلاق جائزة الملك حمد للتعايش السلمي علامة بارزة في جهود البحرين لتأكيد التعايش السلمي. اذ ان الجائزة لا تمثل احتفالاً بالتزام المملكة بالسلام والوئام فحسب ، بل تعتبر أيضًا منارة تلهم الدول الأخرى لتبني مبادئ مماثلة. ويسعى مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي من خلال مبادراته إلى تعزيز التعايش السلمي والتسامح الديني بين الشباب والمجتمع . فنرى ان هذه الجائزة هي شهادة على التزام البحرين بهذه القيم و وهو بمثابة منارة للأمل ، والهام للدول لاحتضان التنوع ، وحماية الحريات ، وتعزيز التعايش السلمي. اذ تعتبر جائزة الملك حمد للتعايش السلمي بمثابة اعتراف دولي غير مسبوق الهدف منه تكريم الأفراد والمنظمات الذين أظهروا جهودًا وإنجازات بارزة في تعزيز التسامح والتفاهم والتعايش السلمي بين مختلف المجتمعات الدينية والعرقية والثقافية، وتهدف هذه الجائزة إلى تسليط الضوء على المبادرات الناجحة التي تحد من الانقسامات وتعزز العلاقات المتناغمة داخل المجتمعات من خلال تقدير أولئك الذين يساهمون بنشاط في الحوار بين الأديان ، وتعزيز التماسك الاجتماعي ، وتعزيز قبول التنوع ، ومكافحة التمييز والتحيز ، حيث تأتي جائزة الملك حمد حفظه الله ورعاه تكريما لتفانيهم في بناء مجتمعات عادلة وشاملة. حيث ان هذه الجائزة لا تحتفي بالعمل النموذجي فحسب بل تعمل أيضًا كمصدر إلهام للعمل الجماعي نحو خلق عالم أكثر سلامًا قائمًا على احترام حقوق الإنسان والكرامة لجميع الأفراد والمجتمعات المختلفة.. ، ومكافحة العنصرية والتعصب الأعمى والتطرف.الجائزة تجسد مدى إيمان جلالة ملك مملكة البحرين بضرورة أن تتوحد المواقف والرؤى العالمية تجاه هدف أسمى، وهو التعايش الإنساني الذي دعت اليه جميع الأديان والمواثيق الدولية، وتعكس الجائزة أيضًا الرؤية الثاقبة لجلالة الملك وما يحمله من رسالة خير وسلام للمجتمع الدولي والإنسانية، فهي مبادرة من قائد فريد يحمل رسالة مملكة البحرين للإنسانية جمعاء، بأن التعددية والتعايش والاحترام المتبادل هو الطريق الأمثل للبناء والعمران، وأن مملكة البحرين بتاريخها وإرثها الحضاري العريق القائم على التعددية والتسامح لقادرة على أن تقدم للعالم كله نموذجًا فريدًا في هذا المضمار، وأن قائدها هو رجل السلام والتسامح، والذي لا يألو جهدًا من أجل أن تستقر هذه القيم في وجدان الأمم والشعوب وتتحول إلى ممارسات على أرض الواقع.
التعليقات مغلقة.