10 ملايين دولار لإحياء الشعاب المرجانية في العقبة
– أطلقت الحكومة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن ومفوضية العقبة أمس، خلال قمة المناخ “كوب 27″، برنامجاً لحماية وإعادة إحياء الشعاب المرجانية في خليج العقبة، بالاعتماد على تقنيات وأساليب جديدة لزيادة مرونتها في التكيف مع تأثيرات التغير المناخي، وبتكلفة إجمالية تقدر بعشرة ملايين دولار.
ويتضمن البرنامج ثلاث مراحل تنفيذية، وينفد في الأردن ومصر، وعلى مدى سبع سنوات، حيث تبدأ التحضيرات خلال العام المقبل وتمتد لمدة عامين، تليها مرحلة الإدماج لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم مرحلة النمو، والتي ستتطلب عامين لتحقيقها.
ولكن سيتم أيضا التعاون المكثف مع الشركاء في المملكة العربية السعودية، والتي من المتوقع أن تكون مصدرا رئيسيا للاستثمار في الحفاظ على المرجان، وترميمه وإجراء أعمال الاقتصاد الأزرق في المنطقة، بحد ما ورد في ملخص البرنامج الذي حصلت “الغد” على نسخة منه.
ويستهدف البرنامج دعم المجتمعات في خليج العقبة لبناء مرونتها في مواجهة الصدمات الكبرى التي قد تؤدي إلى تدهور النظم البيئية للشعاب المرجانية، كما سيتم العمل على القطاعات الإنتاجية لضمان انتقال أنشطتها من تلك التي تؤدي إلى الإضرار بالمرجان الى أن تصبح مستدامة، بحيث تنعكس بصورة إيجابية على الحيد المرجاني.
ومن أجل الحصول على التمويل اللازم تم إعداد مذكرة تفاهمية ستقدم للصندوق العالمي للشعاب المرجانية (GFCR)، مع تحديد الفئات المستهدفة من البرنامج المقترح وعلى رأسهم الأفراد، والمجتمعات المحلية والمنظمات، والدول، والنظم الإيكولوجية البحرية والساحلية في خليج العقبة، وشمال البحر الأحمر.
وسيعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع الصندوق العالمي للشعاب المرجانية للتعاون فيما بينهم على تصميم عملية تفاعلية لتحديد وتقييم فرص الاستثمار المحتملة في منطقة خليج العقبة.
وتبلغ مساحة الحيود المرجانية في البحر الأحمر، حوالي 17640 كيلومترا مربعا، في حين يمتد خليج العقبة على مساحة 27 كيلومترا، وتحتل الحيود المرجانية حوالي 13 كيلومترا من مساحته، وسجل فيها نحو 150 نوعا من المرجان، وما يزيد على 180 نوعا من المرجان الرخو.
ويتوقع القائمون على البرنامج أن يساهم في “زيادة التمويل للحفاط على الشعاب المرجانية، والعمل على حمايتها، من خلال اتخاذ التدابير الكفيلة بالحد من التهديدات على المرجان”.
كما سيعمل البرنامج على “وضع الإجراءات الكفيلة بتعزيز مناطق حظر الصيد” وتفعيل اللوائح الخاصة بذلك، وزيادة التمويل الموجه إلى المحميات البحرية، مع دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الداعمة للشعاب المرجانية من خلال مسرع أعمال الاقتصاد الأزرق، مثل المشاريع المجتمعية لمصايد الأسماك المستدامة والسياحة البيئية؛ وخفض تدفقات البلاستيك والرواسب والتلوث على الشعاب المرجانية”.
وتم “تصميم برنامج الشعاب المرجانية في خليج العقبة لضمان الحفاظ على الحيد المرجاني ورفع مقاومته بشكل استثنائي لارتفاع درجات حرارة مياه البحر، التي تسبب التبيض الشديد، أو حدوث وفيات للمرجان في أماكن أخرى من العالم”.
وبحسب ما ورد في ملخص البرنامج “يعيش أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم على الشعاب المرجانية لكسب عيشهم وقوتهم، لكونها توفر مزايا، وخدمات مهمة للنظام البيئي، مثل إيجاد بنية تحتية طبيعية لحماية السواحل من العواصف والفيضانات”.
وسيؤدي فقدان “خدمات النظم البيئية الحيوية تلك لحدوث كارثة على المجتمعات الساحلية وقدراتها على التكيف، في وقت ما تزال فيه الشعاب المرجانية معرضة لخطر تغير المناخ، والتهديدات البشرية المحلية الأخرى”.
وكان حذر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ان “39 % من الشعاب المرجانية في الأردن يمكن أن تتعرّض للتبيض، أي تحوّل لونها إلى الأبيض بحلول نهاية القرن، ما لم يحدث انخفاض جذري في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري”.
وتحدث ظاهرة تبيض المرجان “عندما ترتفع درجات حرارة الماء، حيث يطرد المرجان الطحالب المجهرية النابضة بالحياة التي تعيش في أنسجته”.
فرح عطيات/ الغد
التعليقات مغلقة.