286 حرفيا بمهرجان جرش.. مشاركة خجولة ومردود متواضع
على وقع خيبات الأمل، يواصل أكثر من 286 من الحرفيين وأصحاب منتجات يدوية مختلفة، مشاركتهم الخجولة في مهرجان جرش الذي انطلقت فعالياته قبل أسبوعين بعرض منتجاتهم على زوار الموقع الأثري بالساحة الرئيسية وشارع الأعمدة، وسط إقبال ضعيف ومردود متواضع قد لا يغطي تكاليف الحضور للمشاركة.
دنانير قليلة يوميا، كل ما يتحصل عليه غالبية المشاركين من بيع منتجاتهم أثناء تواجدهم بالموقع الأثري مكان إقامة فعاليات المهرجان، وفق ما أكده البعض رغم استعدادهم الجيد لتجهيز كميات كبيرة لغايات تسويقها كما اعتادوا خلال مهرجانات سابقة.
في توضيح عفوي لضعف التسويق ومحدودية الإقبال على منتجات المشاركين، يرى حرفيون “أن تزويد موقع عرض منتجاتهم في الساحة الرئيسية وشارع الأعمدة بالمظلات لتقيهم حر الشمس أثناء النهار، وإطالة فترة تواجدهم لتكون منذ أول اليوم وحتى انتهاء الفعاليات، قد يسهمان برفع حجم مبيعاتهم ويشجعان الزوار على شراء منتجاتهم”.
وأوضحوا “أن فترة تواجدهم في الموقع الأثري قصيرة ولا تتيح لهم الفرصة لتسويق أكبر قدر ممكن من منتجاتهم، خاصة أنها تأتي بعد أن يكون معظم السياح من العرب والأجانب قد غادروا الموقع الأثري ولم يتبق سوى الزوار المحليين، وغالبيتهم غير مهتمين بشراء هذا النوع من المنتجات وإن حدث يكون بكميات محدودة”.
اللافت أن خيبة الأمل للحرفيين كانت غير متوقعة، وهو ما تكشفه توضيحات عضو اللجنة العليا لإدارة المهرجان ورئيس بلدية جرش الكبرى أحمد العتوم الذي قال “إن أحدا من المشاركين لم يتقدم بأي طلب بشكل رسمي لمعالجة مشكلة ضعف التسويق، ولو تقدموا بطلباتهم لتم النظر فيها ومساعدتهم قدر الإمكان”.
وأكد “أن بدء عرضهم لمنتوجاتهم منذ ساعات الصباح أمر صعب في هذه الفترة بالنظر الى ارتفاع درجات الحرارة ومعظم المعروضات مواد غذائية وتتعرض للتلف بشكل سريع”. وتابع “سيتم، وفي السنوات المقبلة، النظر بمشكلة التسويق ودراسة مطالب الحرفيين حفاظا على سمعة وجودة المنتج الجرشي في الداخل والخارج”.
تقول المشاركة بالمهرجان والحرفية مريم المومني “إن الإقبال على شراء منتجات المشاركين في المهرجان هذا العام، ضعيف ومتواضع مقارنة بحجم الإنتاج والتجهيزات التي أعدت من قبل المنتجين الذين كانوا يتوقعون حركة تسوق وترويج وتشبيك أفضل من الوضع الحالي، خاصة بعد الخروج من جائحة كورونا والدخول في مرحلة التعافي”.
وأوضحت أن مقدر البيع اليومي في المهرجان لا يتجاوز بضعة دنانير لا تغطي تكاليف التنقل اليومية بالمركبات الخصوصية بين موقع المهرجان ومساكن الحرفيين من مختلف قرى وبلدات محافظة جرش ومنهم من يأتي من محافظات بعيدة ويلتزمون بالدخول إلى موقع المهرجان يوميا بهدف بيع جزء من منتجاتهم التي أعدوها منذ أشهر للمشاركة بمهرجان جرش.
وتعتقد الحرفية ميسون داوود “أن حل مشكلة ضعف التسوق من المهرجان هو زيادة عدد الحرفيين بالموقع وإطالة مدة تواجدهم حتى لو كان على نظام التناوب”، مستدركة “أن إطالة تواجدهم تحتاج إلى تجهيزات ومعدات يفتقر اليها الموقع، خاصة بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الساحة الرئيسية وشارع الأعمدة، وهما الموقعان المخصصان لهم بالمهرجان، حتى يتمكنوا من الاستفادة من الحركة السياحية الخارجية طيلة اليوم”.
وترى أن حركة البيع خلال ساعات النهار للسياح والزوار معا أفضل من حركة البيع بعد ساعات المساء لزوار المهرجان فقط، التي تبدأ من الساعة السابعة مساء حتى منتصف الليل، لا سيما وأن المواطنين ممن يأتون الى الموقع لمشاهدة فعاليات المهرجان يعانون ظروفا اقتصادية صعبة وغير قادرين على التسوق من موقع المهرجان باستثناء شراء بعض المشروبات والأطعمة التي يطلبها الأطفال.
صابرين الطعيمات / الغد
التعليقات مغلقة.