30 زائرا لأضرحة الصحابة منذ بداية العام.. متى تتعافى السياحة الدينية بالغور الشمالي؟
الغور الشمالي- بعدد لم يتجاوز 30 زائرا منذ بداية العام، تواصل المعالم الدينية والتي من أهمها أضرحة ومقامات صحابة أجلاء بالغور الشمالي حالة العزلة الممتدة التي فرضتها إجراءات جائحة كورونا، وتوقفت معها نشاطات السياحة الدينية.
ورغم إعادة فتح كافة القطاعات، إلا أن فترة التوقف عن زيارة هذه المعالم ماتزال مستمرة، والقت بآثارها على المجتمع المحلي، وتسببت بإغلاق العديد من المشاريع التي كانت قائمة بمحيطها وتعتمد على نشاط السياحة الدينية.
ويتساءل العديد من سكان اللواء عن الأسباب التي أضعفت السياحة الدينية، رغم أن مناطق الغور الشمالي تضم العديد من أماكن السياحة الدينية، إلا أن هذه الأماكن غاب عنها الزوار مؤخرا، بشكل شبه كامل، ما انعكس سلبا على السكان، لا سيما وأن الكثير منهم يعتمدون في مصدر رزقهم على هذا النوع من النشاط السياحي.
ودفع استمرار ضعف السياحة الدينية إلى المطالبة بضرورة إدخال المنطقة ضمن البرامج السياحية المحلية لكسر حالة الركود المستمر منذ بدء جائحة كورونا.
وتنتشر معالم سياحية جاذبة في اللواء الذي يحتضن أيضا أضرحة صحابة أجلاء، وهم شرحبيل بن حسنة في وادي الريان، وعامر بن أبي وقاص في منطقة وقاص، ومعاذ بن جبل في الشونة الشمالية.
وتضم المساجد التي تحوي مقامات الصحابة، حدائق ومرافق متكاملة إضافة إلى برامج دينية تقدم لزوارها على مدار الساعة، من قبل وعاظ مؤهلين خصصتهم مديرية الأوقاف في اللواء للإجابة على تساؤلات الزوار.
ويطالب محمد التلاوي من الجهات المعنية ضرورة الالتفات إلى تلك الأماكن السياحية، من خلال الترويج لها بشكل أفضل، والحرص على تقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الزوار، وتسهيل الوصول اليها عبر طريق سليم ومخدوم، والعمل على وجود دليل سياحي يمكن الزائرين من البقاء في المكان أطول مدة زمنية ممكنة، لتمكين أبناء اللواء من الإستفادة من هذه الزيارات التي تدعم الحركة التجارية باللواء.
وأضاف التلاوي، أن مناطق لواء الغور الشمالي بجمال وبساطها الأخضر ودفء أجوائها خلال الشتاء وطبيعتها الخلابة وتنوع معالمها السياحية، جعلها قبلة للمتنزهين الذين يقصدونها للتنزه والاستمتاع وخصوصا في فترة الشتاء، غير أنه ومع كل عناصر الجذب السياحي، إلا أن السياحة الدينية بالواء ما تزال شبه معدومة.
ويؤكد علي البشتاوي صاحب محل تجاري، أن هناك العديد من المشاريع التى تم إنشاؤها بالقرب من تلك المعالم الدينية من قبل شباب متعطلين عن العمل على أمل إيجاد مصدر دخل لهم ولأسرهم، غير أن المشاريع تراجعت مقارنة بالسنوات السابقة ومنها ما تم إغلاقه، مطالبا من وزارة الأوقاف وضع خطة محكمة تمكن من عودة نشاط السياحة الدينية كما كانت عليه قبل الجائحة، وخصوصا وفود السياح من الخارج.
كما طالب بتكثيف عمل الجهات المعنية من أجل رفع مستوى الخدمات المقدمة في تلك الأماكن وبشكل أفضل.
وبين خالد الرياحنة، أنه ورغم إعادة فتح المساجد والمرافق العامة أمام المواطنين والزوار، إلا أن أضرحة ومقامات الصحابة لم تستقبل إلا عدد قليل من الزوار هذا العام، وأغلبهم من المجتمع المحلي، ما إنعكس ذلك سلبا على سكان اللواء، إذ أغلقت العديد من المحلات التجارية، وزاد الفقر والبطالة وخصوصا بين الشباب والفتيات الذين كانوا يعتمدون على النشاط السياحي من قبل السياح الأجانب والعرب.
وبحسب مدير أوقاف الشونة الشمالية خالد القضاة، فإن الأضرحة وقفت عنها الزيارات منذ الإعلان عن انتشار فيروس كورونا، قائلا “ما تزال لعنة ذلك المرض ترمي بظلالها على القطاعات وأثرت بشكل سلبي على السياحية الدينية ولغاية الآن لم تتعاف”.
وأضاف، رغم عودة فتح المساجد إلا أن الأضرحة بقيت بلا أي زيارات، باستثناء بعض الزيارات الداخلية من سكان اللواء والتي لا تتجاوز30 زائرا أو أقل من ذلك، منذ بداية العام.
ويأمل القضاة، بأن تعود حركة الزوار للأضرحة من مختلف دول العالم كما كانت عليه بالسابق، مشيرا أن إدارة الأضرحة تعمل وفقا لتوجيهات الأجهزة المعنية بخصوص توفير كافة وسائل الوقاية الصحية والتباعد، أثناء التواجد بموقع الأضرحة حرصا على سلامة الزوار.
ولفت إلى أن هناك ضعفا في الترويج السياحي الديني، مطالبا من الجهات المعنية بالترويج لتلك الأماكن وعمل برامج سياحية دينية تمكن من عودة السياحية الدينية، مشيرا إلى أن ما يمكن أن يشكله هذا النمط من السياحة من مصدر دخل للدولة والأفراد.
وأشار إلى أن أهالي المناطق التي تضم أضرحة الصحابة هم الأكثر استفادة من حركة الزيارات، خاصة وأن الزوار يتجولون بالمكان ويقومون بالتسوق من المحال التجارية القريبة.
وأكد القضاة، أن بعض الأشهر كانت تشهد زيادة في عدد الزوار، في حين كانت تشهد في أشهر أخرى انخفاضا، وذلك تبعا لظروف مختلفة من بينها الظروف الجوية وأوقات الزيارات المرتبطة ببعض المناسبات الدينية.
ولفت القضاة إلى أن مكتب الإشراف على الأضرحة يعد مع بداية كل عام برنامجا لاستقبال الزوار للأضرحة، يتضمن مناوبات يومية من قبل العاملين في المقامات، بهدف تقديم الخدمات للزوار واستقبالهم وتقديم الإرشاد الخاص بهم بمختلف أجزاء الأضرحة، ومواقع المقامات ومراحل الإعمار الهاشمي لأضرحة الصحابة في لواء الغور الشمالي، مؤكدا أن المقامات تضم العديد من المرافق الخدمية التي توفر كافة ما يحتاجه الزائر.
وأشار إلى استعدادات المديرية لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار، حيث زودت المقامات ومساجدها بمشرف وواعظ لكل مقام لاستقبال الزوار وإرشادهم وللإجابة على تساؤلاتهم، إلى جانب تخصيص درسين دينيين في مسجد كل مقام يوميا وتجهيز حدائق المقامات وتهيئتها لاستقبال الزوار والتجهيزات الأخرى.
بدورها، قالت مديرة السياحة في إربد مشاعل الخصاونة، إن السياحة تتعافي مقارنة بالسنوات الماضية من خلال الإحصاء التي تشير لذلك، أما بخصوص السياحة الدينية فالأمر مرتبط بالمناسبات الدينية، والتي لها مواسم وأوقات معينة.
وأوضحت أن سبب التراجع جاء نتيجة إجراءات الاغلاقات في كورونا، والتي أثرت على هذا النمط من السياحية وهناك شركات سياحية خسرت وتم إغلاقها، معتبرة أن التعافي التام يحتاج إلى فترة من الزمن.
وقالت الخصاونة إن السياحة الدينية موجودة على الخريطة السياحية والوزارة تروج لتلك الأماكن ولكن نأمل عودة الأوضاع كما كانت قبل الجائحة وأفضل.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.