4 أعوام على توقفه.. مواطنون يدعون لإحياء مشروع وادي الريان السياحي

إربد- يراوح مشروع تطوير وادي الريان السياحي في لواء الكورة بمحافظة إربد مكانه منذ أكثر من 4 أعوام، بعد ان استملكت وزارة السياحة والآثار 4 دونمات و700م، وأنجزت دراسة خاصة بقيمة 50 ألف دينار، وتوقف المشروع عند هذا الحد.

والمشروع، حسب الدراسة يتضمن إنشاء مركز للزوار وبنية تحتية وأكشاكا للاستثمار ومرافق ودورات صحية، ومواقف للحافلات السياحية والمركبات الصغيرة ومناطق للتنزه وألعابا متنوعة بكلفة تصل لـ600 الف دينار.

ويعول مواطنون في إربد ولواء الكورة على المشروع لتحقيق انتعاش اقتصادي، ليكون وجهة جذب لمزيد من الزوار، مشيرين إلى أن الوادي يشهد حركة تنزه في ظل الأجواء الطبيعية، والمناظر الخلابة التي يشهدها الوادي في فصل الربيع والصيف.
وحسب عضو مجلس المحافظة عن منطقة الكورة وصفي بني حمد، ان المشروع متعثر لغاية الآن دون معرفة الأسباب، لافتا إلى أن المجلس خصص في موازنته العام الماضي مبلغ 50 ألف دينار للبدء بالمشروع كمراحل، لكن المخصصات نقلت إلى قطاع آخر بعد توقف المشروع.
وأشار إلى تخصيص مبالغ سابقة أيضا للمشروع ضمن موازنة عام 2022، منوها بان المجلس سيتابع عملية تنفيذ المشروع وأسباب عدم البدء بمرحلته الأولى، وفي حال وجود أي عوائق فسيخاطب المجلس الجهات المعنية لتذليها.
وأشار إلى أن منطقة وادي الريان، تعتبر من أجمل المناطق في الأردن، لكن غياب الاستثمار في الوادي يحول دون حدوث تنمية اقتصادية في المنطقة، والتي من شأنها توفير فرص عمل لأبناء المنطقة، وايجاد متنفس حقيقي للمتنزهين بدل العشوائية في عملية التنزه.
ولفت إلى أن وادي الريان، يزوره سنويا آلاف السياح العرب والأجانب، بالإضافة للسياح المحليين، نظرا لما يحتويه الوادي من البساتين ومزارع التين والرمان والعنب، ويضم عيون مياه تتدفق وتجري على جانبيه وطاحونة “عودة ” التاريخية.
وأكد بني حمد، ان عشرات المواقع السياحية في اللواء، ما تزال تنتظر تأهيلها من قبل وزارة السياحة، لافتا إلى أن مجلس المحافظة على استعداد لرصد المخصصات اللازمة لأي مشروع، تعتزم السياحة تطويره ليصبح مقصدا للسياح.
وحاولت “الغد” لأكثر من أسبوعين، التواصل مع مديرة سياحة إربد د. مشاعل الخصاونة للوقوف على أسباب تعثر المشروع، إلا انها لم ترد على اتصالات الغد الهاتفية.
ويطالب مواطنون بسرعة إنجاز هذا المشروع، وتدخل الجهات المعنية لتذليل أي معيقات تواجهه بعد توقفه لسنوات، لافتين إلى أن السياح يضطرون لافتراش الأرض عند توجههم إلى الوادي في ظل غياب أي مشروع استثماري في المنطقة.
وشيد عدد من المواطنين استراحات شعبية تقدم بعض الخدمات، لكنها غير كافية في ظل الإقبال الكبير على الوادي من المواطنين الذين يؤمون المنطقة من كل مختلف المحافظات للتمتع بأجواء الوادي الجميلة.
وقال المصور الفوتوغرافي اسماعيل ربابعة، إن حجم زوار الوادي يقارب المليون شخص سنويا، من العرب أو الأجانب أو السياح المحليين، لكن ادامة توافد السياح للمنطقة لا يتعدى بضع ساعات، بسبب غياب الخدمات عنها.
وأضاف أن هناك نحو 40 استراحة شعبية، شيدها أصحاب أراض محيطة بالوادي لاستقطاب الزوار، تكون متنفسا لهم لقضاء أوقاتهم، لكن هؤلاء يعانون من عدم وجود كهرباء، إذ تفتقر المنطقة للإنارة ويعتمدون على مولدات كهربائية، ما يتسبب بزيادة كلف الإنتاج عليهم.
وأشار إلى أن هذه الاستراحات تقدم خدمة المشروبات الساخنة والباردة، وتوفر أماكن لجلوس العائلات، بالإضافة إلى ألعاب الأطفال والمسابح وخدمات الطعام حسب الطلب، لكنها لا تكفي في ظل العدد الكبير للزوار سنويا.
وأكد أن السياح يعانون اثناء ذهابهم إلى الوادي من ضيق الشوارع واهتراء أجزاء كبيرة منها، وهو ما يعتبر طاردا للسياحة، بالإضافة إلى عدم وجود مواقف لاصطفاف المركبات، إذ يضطر المواطنون لركن مركباتهم على بعد كيلومتر، والسير مشيا على الأقدام للوصول إلى الوادي.
وقال إن الوادي يضم أشجارا فريدة ومعمرة، تجعلها من عوامل الجذب السياحي، بالإضافة إلى انه يضم أقدم طاحونة في العالم، والتي اعيد تشغيلها، ناهيك عن وجود مجرى مائي وينابيع مياه تزيد من جمالية الوادي.
وأشار إلى أنه يقوم أسبوعيا بالتقاط صور من الوادي ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لفت انتباه المسؤولين إلى أهميته، بالإضافة للترويج لهذا المنتج الفريد من نوعه في الأردن، وضرورة استغلاله واقامة مشاريع سياحية لتشجيع السياحة فيه.
وقال فراس الدهون إن الاستثمار في المنطقة من الجهات الحكومية يوفر عشرات فرص العمل ويحيي المنطقة، مؤكدا على ضرورة إقامة أكواخ خشبية أو فنادق في المنطقة لاطالة مدة اقامة الزوار والسياح، خصوصا انه يشهد إقبالا متزايدا، سواء من السياح المحليين والعرب أو الخليجيين والأجانب.

 أحمد التميمي/ الغد