63 شهيدا بغزة وفقد الاتصال بمستشفى كمال عدوان بعد اقتحامه من قبل الاحتلال
– فيما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس مستشفى كمال عدوان المحاصر شمالي قطاع غزة، ودعت المرضى للنزول إلى ساحته، استشهد عشرات الفلسطينيين في قصف للاحتلال استهدف منازل بمنطقة المنارة جنوبي مدينة خان يونس فجر أمس.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة إن أكثر من 150 مريضا وموظفا محاصرون في مستشفى كمال عدوان، مشيرا إلى وقوع إصابات في صفوف الطاقم الطبي وتحطم نوافذ غرف المرضى في المستشفى إثر قصف الاحتلال المتواصل.
وقالت مصادر إن قوات الاحتلال تحتجز الشبان الموجودين في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة وتحقق معهم، بعد تعريتهم من ملابسهم.
كما استشهد أطفال جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي محطة الأكسجين الرئيسية في المستشفى.
وفي وقت لاحق من يوم أمس أعلن مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس فقدان الاتصال مع طاقم مستشفى كمال عدوان بعد اقتحامه من قبل جيش الاحتلال.
وقال غيبريسوس إن منظمة الصحة فقدت الاتصال مع الطاقم الموجود بالمستشفى، واصفا ما يحدث بالمستشفى تطور مقلق للغاية، لأن الموقع مكتظ بنحو 200 مريض يعانون من إصابات مروعة، وفيه المئات من الأشخاص الذين لجأوا إليه طلبا للحماية.
وأكد مدير منظمة الصحة أن الوصول إلى المستشفيات في جميع أنحاء غزة “أصبح أكثر صعوبة بشكل لا يصدق ويعرض موظفينا للخطر”.
وقبل فقدان الاتصال به قال حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان إن عددا من العاملين في الطاقم الطبي بالمستشفى أصيبوا نتيجة قصف الاحتلال.
وأضاف أبو صفية أن المستشفى كان ينتظر وصول المساعدات الطبية، لكن بدل ذلك وصلته الدبابات.
من جانبها، ناشدت وزارة الصحة في قطاع غزة “أحرار العالم” بذل كل السبل لإنقاذ مستشفى كمال عدوان.
وقالت الوزارة في بيان “لا نتفهم كيف يسمح العالم لنفسه بأن يقف متفرجا على أبشع إبادة جماعية وأوسع عملية ممنهجة لتدمير النظام الصحي وقتل واعتقال المرضى والطواقم الطبية دون أن يحرك ساكنا”.
كما قالت حركة حماس اقتحام المستشفى جريمة حرب وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية”، مضيفة أن مجازر وقصف الاحتلال للمنازل ونسف مربعات سكنية على رؤوس قاطنيها، مما أدى إلى استشهاد العشرات من الأبرياء جلهم من الأطفال والنساء هو إمعان صهيوني في حملة التطهير العرقي”.
بدوره، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية حياة عشرات الأطفال والمرضى والجرحى وأفراد الطواقم الطبية الذين يحتجزهم بعد اقتحام مستشفى كمال عدوان.
وقال المرصد في بيان إنه تلقى معلومات أن قوات الاحتلال فصلت الرجال عن النساء والأطفال، وبدأت بإخضاع جميع من تزيد أعمارهم على 13 عاما للتحقيق والتنكيل بمن في ذلك أفراد الطواقم الطبية والاعتداء عليهم.
وأشار إلى أن 15 مريضا في غرفة العناية المركزة منهم أطفال مهددون بالموت بعد قصف محطة الأكسجين بالمستشفى، وذكرت أنباء أن عددا من الأطفال توفوا جراء نقص الأكسجين.
وطالب المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الطواقم الطبية والمرضى والجرحى وحمايتهم وضمان استئناف عمل المستشفى وطواقم الإسعاف والدفاع المدني، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة آلاف الفلسطينيين هناك.
وحذر المرصد الأورومتوسطي من أن الأوضاع في شمال غزة كارثية بشكل غير مسبوق، إذ تتعرض المنازل للقصف والحرق، ولا توجد أي طواقم إسعاف أو دفاع مدني للمساعدة في الإنقاذ.
من جهته كان مدير الصحة بغزة قال أن جثامين عشرات الشهداء في بيت لاهيا لا تزال في الشوارع ولم يتمكنوا من الوصول إليها.
وقالت وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال ارتكب مجازر في خان يونس وصل منها إلى المستشفيات 38 شهيدا وعشرات الجرحى.
وذكرت مصادر طبية أن 63 فلسطينيا أستشهدوا في غارات للاحتلال استهدفت منازل مأهولة في قطاع غزة منذ فجر أمس.
وقالت وسائل إعلام إن قصفا مدفعيا استهدف مدرسة حليمة السعدية التي تؤوي نازحين في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة.
كما بات عشرات آلاف السكان محاصرين بعد تطويق قوات الاحتلال مناطق في بيت لاهيا ومخيم جباليا، وإحراق عشرات المنازل في منطقة مشروع بيت لاهيا.
وفي السياق ذاته، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) إن قطاع غزة يواجه خطر المجاعة بسبب القصف المتواصل ونقص وصول المساعدات الإنسانية.
وأكدت الأونروا أن وقف إطلاق النار في القطاع ضروري الآن أكثر من أي وقت مضى.
بدوره قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة إن ما يحدث في القطاع راهنا إبادة جماعية واضحة، وأعلن خروج محافظة شمال القطاع عن الخدمة بشكل كامل.
وبحسب مصدر طبي، فقد بلغ عدد الشهداء 820 فلسطينيا جراء العملية العسكرية للاحتلال المستمرة في جباليا وشمال قطاع غزة منذ 20 يوما.
من جانبها كشفت المقاومة الفلسطينية عن خوضها اشتباكات ضارية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة، تسببت بخسائر بشرية وعسكرية للاحتلال،
فقد قالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– إنها قنصت جنديا إسرائيليا ببندقية الغول في منطقة الرزان شمال معسكر جباليا شمال القطاع.
كما أكدت القسام أنها استهدفت جرافة عسكرية للاحتلال بعبوة ناسفة، كما استهدفت ناقلتي جند بقذيفتي “الياسين 105” وتاندوم قرب مسجد الشهيد عماد عقل، شرق معسكر جباليا.
من جهتها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إنها خاضت أمس اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والمناسبة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي المتوغلين شمال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
ومساء أمس أعلنت القسام قتل وجرح جنود خلال مهاجمة مقر القيادة العسكرية لجيش الاحتلال شمال قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة وتطهير منذ نحو 3 أسابيع.
ويتواصل القصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من شمال قطاع غزة بالتزامن مع استمرار مساعي تل أبيب بإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
من جهة أخرى، ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن مجموعة من اليهود اليمينيين المتطرفين اقتحمت منطقة الحاجز الأمني بين كيان الاحتلال وقطاع غزة، وأن الجيش حاول منعهم من الدخول إلى القطاع وأوقف عدد منهم.-(وكالات)