الفروة والعباءة والبدلة وربطة العنق ….والاستعراض الاجتماعي // د.رياض خليف الشديفات


الفروة …العباءة …البدلة …. ربطة العنق …. السجاد الأحمر …. مواقع التواصل الاجتماعي …لقطات التصوير …. الجاهات …. العراضة …. موسم الانتخابات …. الأحزاب … بين القديم والحديث … قيم اندثرت …وقيم استجدت …. ثقافات غابت …وثقافات برزت …مشهد اختلط فيه القديم بالجديد …غاب الجوهر وبقي الشكل ببعض البراويز والإطارات الخارجية التي تزين المظهر الخارجي كنوع الإكسسوارات للزينة فقط التي تستخدم في المناسبات الاجتماعية.
نعود للفروة متى تلبس… ومتى تخلع… ومتى توضع في دولاب الملابس …ومما تصنع …وما قيمتها الاجتماعية ….ففروتنا الاجتماعية تآكلت بفعل عوامل الزمن ومتغيرات الأيام اجتماعياً ، فلم تعد الفروة ترمز إلى تلك الدلالة الرمزية لمن يضعها على كتفيه ، أما العباءة فكانت حكراً على الوجهاء وأهل الحل والعقد في المجتمع الذي يحدد من يلبسها ، وكانت ترمز إلى الوجاهة الاجتماعية والكرم والجود وفك النشب بين الناس ، وليست للاستعراض الاجتماعي في زمن فقر القلوب والنفوس وموت الضمير إلا ما رحم ربي ، فشتان بين فروة الأمس وفروة اليوم ، وبين عباءة الأمس وعباءة اليوم .
أما البدلة التي يلبسها الناس مع ربطة العنق كنوع من الإشارة إلى المكانة الاجتماعية وبعضهم يريد الجمع بين القديم والحديث يلبسها وفوقها العباءة ليقول " أنا هنا " مع لقطات التصوير التي توضع على الحالات في مواقع التواصل الاجتماعي للفت الانتباه واثبات الوجود الاجتماعي.
فالعالم مشغول بالأحداث الجسام التي تجري حولنا وبالمستقبل الذي ينتظره هذا العالم المضطرب، ونحن من نحن… شغلنا الشاغل وهمنا الأكبر الاستعراض الاجتماعي…. والبحث عن المصالح والمقاعد الامامية في مجتمع يخسر كل أوراقه في هذا العالم الذي لا مكان فيه للاعبين الصغار، أو لمن يقومون بدور الكمبرس بغض النظر عن الفروة والعباءة والبدلة وربطة العنق، فكلها مظاهر يتزين بها بعض الناس كنوع من الإكسسوارات الاجتماعية… أو مساحيق التجميل التي تزول مع حرارة الشمس… أو عند وصول الماء إليها، وغداً يذوب الثلج ويظهر المرج وحينها نعرف الفرق بين الفروة الحقيقية والفروة الزائفة والعباءة الأصيلة والعباءة الصينية التقليدية في زمن البضاعة المقلدة من النخب الأول إلى النخب العاشر ، وإن غداً لناظره لقريب ، والله المستعان .

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة