أثر الخير وأثر الشر // بكر عبد الحافظ الخليفات
=
مما لا شك فيه ولا لبس أن قدرات وطاقات البشر مختلفة ومتباينة من حيث القوة والكفاءة والتأثير ومن السهولة الحكم على ذلك من خلال معرفة النتيجة والأثر الذي يخلفة الفعل سواء خيرا كان ام شرا. واختلاف وتباين القدرات والأثر الذي تتركه ليس قصرا ولا حصرا على بني البشر ، إنما أيضا هناك عالم آخر غير عالم الشهادة وغير مشهود هو غيب محجب عنا لا نراهم ولكنهم يروننا من حيث لا نراهم هم عالم الجن . وهؤلاء فيهم الصالح وفيهم الطالح ، فيهم المؤمنين وفيهم المردة ، نلمس خيرهم كما نلمس شرهم حسب قدرتهم وتباين كفاءة فئاتهم تماما كفئات بني البشر، وفي كل فئة معلومة أو مجهولة لنا في عالم الغيب والشهادة يسند أمر الخير وكذلك امر الشر، كلا حسب سعة و قدرة وقوة الفئة وطاقتها في ترك الأثر ، فعلى سبيل الذكر وليس الحصر فإن الفئة التي يسند إليها أمر المساجد وعتباتها هي غير الفئة التي تتولى الخمارات والنوادي الليلية ذلك أن الأولى تحتاج كفاءة وقدرة عالية الأثر ، والثانية هينة يسيرة لا تحتاج خبرة ولا كفاءة في ترك الأثر ، أيضا لو تفرغت فتتبعت الأثر وسرت فسلكت بسيارتك بداية من القرية إلى المدينة ودخلت كل زقة، ثم عرجت ناحية الدوار الأول فالرابع حتى الثامن لوجدت تباين الأثر وشدة نتيجته المتروكة حسب كفاءة الفئة وقدرتها المطلوبة في ترك الأثر في الخير والشر ، والأثر المتروك _ خيرا كان أو شر _ على الرابع لا يمكن أبد أن يتطابق مع أثر الثامن ولا أثر القرية والأزقة… لا يستويان.
وقد يفتر الأثر ويقل وربما تتبدل نتيجته إذا أسند الأمر لغير أهله حينما تعكس الأدوار فتوضع فئة مكان فئة أي وضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، لكن أثر السوء الأكبر الذي يطغى على سائر النتائج ويبقى أثره بارزا على مر وكر الدهر لا يأتي إلا حينما تتوحد قدرات وطاقات الفئات المعلومة في عالم الشهادة _ أشرار البشر _ مع قدرات وطاقات الفئات المجهولة في عالم الغيب – مردة الشياطين _ حينها تقع الكارثة في كل ناحية .. والحال خيرا كان ام شرا على هذه الأرض خير شاهد وخير دليل …
متعكم الله بأثر الخير وطوى عنكم أثر الشر.
التعليقات مغلقة.