الأغوار الوسطى.. لهيب الحر وفصل الكهرباء لتراكم الفواتير يفاقمان معاناة السكان
الأغوار– مع بدء فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تشكل فواتير الكهرباء سواء المنزلية أو الزراعية معاناة لا يمكن لغير أبناء الأغوار وصفها، في الوقت الذي زادت الحملات المتكررة التي تقوم بها شركة توزيع الكهرباء لإزالة الاعتداءات وفصل الاشتراكات من صعوبة العيش.
“اتركونا نعيش” هكذا يبدأ فيصل البركات، مبينا أن أهالي الأغوار عامة ولواء الشونة الجنوبية خاصة يعيشون في جحيم لا يطاق، إذ إن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف يزيد الاحتياج للماء والكهرباء والتي باتت كلفها تشكل تحديا كبيرا للأهالي الذين يجدون أنفسهم بين نارين، إما أن العيش بلا ماء أو كهرباء، لعدم قدرتهم على دفع الفواتير المتراكمة أو اللجوء إلى الحصول عليها بطرق غير مشروعة” قائلا” في كلتا الحالين يبقى المواطن مجبرا على عيش ظروف صعبة للغاية وسط أجواء من الخوف والقلق.
ويضيف” الحاجة للتكييف مع الارتفاع في درجات الحرارة يدفع الأهالي إلى اللجوء لاستخدام المكيفات والمبردات والتي تحتاج لكلف باهظة رغم أوضاعهم الاقتصادية الصعبة” لافتا إلى أن الحملات المتكررة التي تقوم بها شركة الكهرباء لفصل التيار سواء على المشتركين الذين يعجزون عن دفع فاتورة الكهرباء أو المواطن الضعيف الذي لم يجد بدا عن استجرار التيار من الشبكات.
ويشاركه الرأي سليمان عبدالقادر وقال” إن مشكلة الكهرباء تعد أحد أهم العقبات التي تحرم المواطن البسيط من عيش حياة كريمة، مضيفا أن المشكلة تتفاقم مع المزارعين الذين يجهدون ليلا نهارا للحصول على لقمة العيش لأبنائهم، إذ إن كلف الطاقة تعد إحدى أعظم التحديات التي تواجه المزارعين الذين أجبرهم شح مياه الري واضطرارهم لاستغلال المياه الجوفية وتحليتها وكل هذه المراحل تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
وتابع: “ارتفاع أثمان الكهرباء فضلا عن انقطاعاتها المتكررة التي تلازم أهالي الأغوار كل حين لتحيل صيفهم لجحيم، يحتاج لمراجعة من الجهات صاحبة الاختصاص، كون منطقة الأغوار ذات طقس حار جدا ويصعب على الأهالي التكيف مع الأجواء بدون مبردات، “موضحا أن الأوضاع المادية الصعبة لغالبية الأسر تحد من قدرتها على التكيف مع الأوضاع، إذ إن ارتفاع كلف فاتورة الطاقة تشكل عبئا كبيرا مع وجود التزامات شهرية ملحة، الأمر الذي يدفعهم إلى الاعتداء على شبكات الكهرباء والعبث بخطوط المياه وهو أمر قد ينطوي على مخاطر جمة.”
ويرى المواطن محمد الخنازرة، أن مشاكل شح المياه وانقطاع التيار الكهربائي باتت أهم المشاكل التي یواجهها أهالي الأغوار بخاصة خلال فصل الصيف، لافتا إلى أن زیادة الطلب على المیاه والكهرباء وارتفاع كلفها يشكل تحديا حقيقيا أمام تأمين حياة كريمة.
ويبين أن قلة من المواطنين من يستطيعون تحمل كلف الطاقة بأقل حد من الاستخدامات، فيما البقية يلجأون إلى الحصول عليها من مصادر غير مشروعة، مؤكدا أن الحال أصبح لا يطاق في ظل استمرار الأوضاع الحالية بخاصة مع ارتفاع الكبير على درجات الحرارة التي تجعل من صيفهم أكثر قسوة.
ويشير محمد العجوري إلى أن الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة يتسبب بتوقف وسائل التكييف عن العمل بفعل ارتفاع الأحمال وضعف التيار بخاصة خلال الفترة ما بين الظهر والعصر، موضحا أن الأجهزة الكهربائية كالمكيفات والثلاجات تعزز صمود الأهالي ولا يمكن الاستغناء عنها، إلا أن ارتفاع كلف الطاقة يجعل منها عبئا لا يمكن تحمله.
ويطالب الأهالي بضرورة تخفيض تعرفة الكهرباء خلال فصل الصيف وضمان وصول التيار للمواطنين دون تذبذب أو ضعف، إضافة إلى وقف الحملات التي تقوم بها الشركة لحين إيجاد حلول جذرية للمشكلة.
من جانبه يوضح المدير التنفيذي لشركة توزيع كهرباء وادي الأردن والشرقية مروان خريسات، أنه ورغم الجهود التي تبذلها الشركة لمعالجة الاختلالات، إلا أن الفاقد الكهربائي في لواء الشونة الجنوبية يقارب من 70 % الأمر الذي يحد من قدرتها على توفير الخدمة الفضلى للمواطنين.
ويضيف أنه يوجد في اللواء 12 ألف اشتراك كهرباء ما بين منزلي وزراعي منها 4 آلاف اشتراك لا يستطيع موظفو الشركة تسجيل قراءتها ومعرفة كميات استهلاكها أو ذممها لرفض أصحابها السماح للموظفين بالوصول إليها، في حين أن غالبية الاشتراكات المتبقية تعرضت للعبث، مؤكدا أن الحملات التي تقوم بها الشركة تستهدف الحد من عمليات الاستجرار غير المشروع والمتمثل بالاعتداء على الشبكات والعدادات.
ويعزو الخريسات الانقطاعات المتكررة في بعض المناطق إلى زيادة الأحمال على المحولات والشبكات، قائلا “إن غالبية المحولات الموجودة في المنطقة تجهد بأحمال ضعف المقرر لها حسب أعداد المشتركين، لافتا إلى أن الشركة تتعرض لخسائر نتيجة الفاقد الكبير وهو أمر يخضعها للمساءلة من الجهات المختصة.
وبخصوص التعرفة يوضح المدير التنفيذي للشركة أن تعرفة الكهرباء تحدد من مجلس الوزراء وليس للشركة أي علاقة بتخفيضها، مؤكدا أن تعرفة الكهرباء للقطاع الزراعي هي الأقل من بين جميع تعرفات الكهرباء المحددة للقطاعات.
ويشير إلى وجود عدد كبير من المباني المقامة على أراض خزينة أو أراض أخرى وغالبية سكانها يستجرون التيار الكهربائي بطرق غير مشروعة ويشكلون نسبة كبيرة من الفاقد الكهربائي في اللواء، مؤكدا أن الشركة تسعى جاهدة لإدامة التيار الكهربائي لكافة المواطنين وتقديم الخدمة الفضلى لهم خاصة في ظل الأجواء السائدة، لافتا إلى أن كوادر الشركة تعمل على مدار 24 ساعة لضمان ديمومة التيار الكهربائي وعدم انقطاعه.
التعليقات مغلقة.