بعد عقود من المطالبة.. متى تتخلص الجنيد من آلاف الحفر الامتصاصية؟

لطالما كان مطلب إنهاء مشكلة الصرف الصحي بمناطق الجنيد بمحافظة عجلون، يتصدر اهتمامات بلدية الجنيد  وسكان المنطقة، لما سيكون له في حال تنفيذه، من آثار بيئية إيجابية، بالتخلص من زهاء 15ألف حفرة امتصاصية، تشكل تهديدا لمصادر المياه، وتوفر على المواطنين تكاليف باهظة جراء أجور نضحها.

ويعد هذا المشروع الذي يحتاج إلى زهاء 5 سنوات لإتمامه حال البدء به، من أضخم المشاريع المائية الذي يأتي بمنحة دولية تبلغ 70 مليون دينار، وسيكون له انعكاسات تنموية إيجابية على منطقة تعد من المناطق السياحية في المحافظة.

ويقول رئيس بلدية الجنيد الدكتور مهدي المومني، إنه تم مؤخرا توقيع الاتفاقية الخاصة بعمل الدراسات لمشروع الصرف الصحي لمناطق الجنيد التي تضم عبين وعبلين وصخرة، من قبل وزارة المياه والشركة المعنية، لافتا إلى أنه بدأ العمل بالدراسات المساحية ومخططات المباني للمشروع والمتوقع الانتهاء منها خلال عام، للبدء بعدها بأعمال الإنشاء والحفر وتنفيذ المشروع المتوقع إنجازة خلال 5 أعوام وبكلفة تصل إلى 66 مليون دينار.
وأكد أن مشروع الصرف الصحي سيشتمل على إنشاء محطة تنقية على قطع أراض تقع ما بين محافظتي عجلون وجرش، مشيرا أن هذا المشروع الضخم سيخلص مناطق الجنيد من زهاء 15 ألف حفرة امتصاصية تشكل تهديدا للبيئة والمياه الجوفية، وتوفر أعباء على المواطنين في المنطقة.
وزاد أن بلدية الجنيد تستقبل يوميا عشرات الشكاوى من المواطنين وسكان المنطقة التي تتعلق بمشاكل الصرف الصحي والقضايا البيئية المختلفة جراء آلاف الحفر الامتصاصية المنتشرة في المنطقة، ما يستدعي الإسراع بإنجاز المشروع.
ويطالب الناشط والخبير المائي الدكتور ثابت المومني، بالإسراع في تنفيذ المشروع، وتوفير كل الظروف والإمكانيات التي تمنع تعثره خلال عملية التنفيذ، لا سيما مع انتشار آلاف الحفر الامتصاصية في المنطقة، في ظل غياب شبكة الصرف الصحي، ما قد يتسبب بتلوث مصادر المياه، مؤكدا أن وجود الشبكة يساهم في الحفاظ على السلامة البيئة، ويخفف على السكان من كلف الحفر والنضح، لافتا إلى أن طبيعة صخور المنطقة كارستية وتسمح بتسرب المياه إلى عمق التربة بسهولة وتؤثر سلبا على البيئة والمياه الجوفية والآبار الارتوازيــة ضمن المنطقة.
وزاد على أن شمول منطقة الجنيد بشبكات الصرف الصحي سيسهم في حماية المصادر المائية الجوفية من التلوث جراء تسرب المياه العادمة من الحفر الامتصاصية إليها، وأحيانا إلى شبكات المياه، خاصة المهترئة، ويحد من الإضرار بالبيئة والسلامة العامة، ولتجاوز التأثيرات السلبية، وللحفاظ على الواقع البيئي الزراعي والسياحي الذي تتمتع به المنطقة.
ويقول علي المومني إن أبناء قضاء الجنيد يترقبون بفارغ الصبر البدء بتنفيذ مشروع شبكة صرف صحي لمناطق صخرة وعبين وعبلين، لينقذ مناطقهم من مشكلة بيئية خطيرة تهدد مصادر المياه، وتتمثل باضطرارهم الاعتماد على آلاف الحفر الامتصاصية منذ عشرات السنين.
وأكد أن هذا المشروع والمتوقع أن يتم بمنحة كويتية تزيد على 66 مليون دينار، سيوفر عليهم تكاليف إضافية أرهقتهم طويلا جراء أجور صهاريج النضح المرتفعة.
وأعرب مأمون المومني، عن ارتياح السكان لسماع الأنباء عن وعود بقرب المباشرة بتنفيذ شبكة الصرف الصحي في المنطقة، لافتا إلى أن معاناة المواطنين في المنطقة تزداد كل يوم مع الحفر الامتصاصية التي أصبحت تشكل مشكلة بيئية كبيرة.
ويؤكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، وجود العديد من المطالبات بشمول القضاء بشبكة صرف الصحي منذ 3 عقود، متمنيا أن يبدأ العمل قريبا بهذا المشروع للحد من التلوث البيئي، مؤكدا أن المجلس أولى منذ بداياته أولوية كبيرة لهذا المشروع الحيوي الذي يعد من الاحتياجات الملحة للمنطقة، فيما قام عدد من نواب المحافظة حينها بتقديم الدراسات وطرحها للحكومة، حيث تمت الموافقة من وزارة المياه لتنفيذ هذا المشروع.

عامر خطاطبه/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة