جيل الشاشات // هبة احمد الحجاج

=

حين يصبح الحلم على وشك الوصول ، وتشعر أنك على بعد عدة ايام ساعات لحظات ، أين كانت تلك المدة الزمنية بإذن الله سأتمسك بذلك الحلم ، I won’t look back, I won’t go in that direction
One day I will say: “I did it
لن انظر للخلف ، أنا لن أسير في ذلك الإتجاه
يوما ما سأقول : لقد فعلتها .
نعم بالتأكيد سأفعلها، ها أنا الآن اشارف على الانتهاء من رسالة البرفسور في علم التربية بعنوان ” جيل الشاشات ” وبينما انا مابين خطوات عمل رسالة ماجستير من اختيار موضوع رسالة ماجستير: …
• و وضع عنوان رسالة الماجستير: …
• و اختيار المصادر والمراجع الخاصةبرسالة ماجستير:
• وإعداد مقترح البحث: …
• كتابة مقدمة رسالة ماجستير: …
• كتابة فصول الدراسة: …
• كتابة الخاتمة: …
• الى ترتيب المصادر والمراجع .. ، تذكرت انني منذ ثلاثة أيام لما أزور امي وشعرت وكأن هناك صخرة وضعت على صدري وجعلتني لا أستطيع التنفس ، فتركت كل شي وذهبت إليها على الفور لكي اطمئن عليه وازف الها خبر ان ابنها سيصبح برفيسور في علم التربية ..
وهل يوجد أكثر من آلام ستفرح بهذه المناسبة ، بل ستشعر انها هي التي أصبحت ليس ابنها من شدة الفرح والمحبة الممزوجة بالتباهي والفخر..
وعندما وصلت وجدت امي تتعامل مع ابن اختي بالطريقة معينة ، فشعرت انني يجب أن ادلي بدلوي بحكم انني أصبحت على مشارف البرفسوراه، فقلت لها:-
أمي العزيزة بما أنني اعد حاليا رسالة البروفسور في علم التربية ومن أقسامها، قسم نتائج الدراسة والتي يقوم الباحث ” حضرتي ” بعرض النتائج التي توصل إليها والعمل على السرد الواضح والاعتماد على مجموعة من العناصر التوضيحة الأخري مثل الجداول والأشكال وفي حالة البيانات الكيفية فإن الباحث يعتمد على التوظيف الجيد للكلمات والألفاظ
والالتزام بالموضوعية وعدم التحيز.

أعجبتني مقولة انجليزية تقول :- You may find it difficult to fix yourself after many years of bad behavior, but you will find it easier when you are trying to raise a child, so do not let him grow up before you raise him well.
بمعنى ،ربما تجد صعوبة في إصلاح نفسك بعد سنوات طويلة من السلوك السيء، ولكنك ستجد الأمر أسهل عندما تحاول تربية طفل، فلا تجعله يكبر قبل أن تربيه جيدًا.
فالتربية بمعناها الفردي هي إعداد الشخص لحياته في المستقبل، حيث إنّها تُعدّ الشخص من أجل مواجهة الطبيعة، بالإضافة إلى كشفها عن مواهب الأطفال واستعداداتهم الفطرية لتغذية وتنمية مواهبهم.

اما التربية بمعناها الاجتماعي :- تعلّم الشخص كيفية التعامل مع المجتمع المحيط به والخبرات السابقة للمجتمع، بالإضافة إلى المحافظة على تراث المجتمع؛ لأنّ التراث هو أساس استمرار المجتمعات وبقائها، أي أنّ التربية بالمعنى الاجتماعي تحرص على تقدم المجتمع وتمكينه من الازدهار والتقدم.

فمثلًا في هذا العصر الحالي ، أصبح الأطفال مدمنين على الهواتف الذكية، لأنه باعتقاد الوالدين أنه الهواتف الذكية هي الأداة الأسهل لإسكات الأطفال والتخلص من إزعاجهم،لانشغال كل منهم في جهازه الإلكتروني، دون توفر الوقت للتواصل والحوار والأنشطة المشتركة التي توثق الروابط الأسرية.
فتؤثر على العلاقات داخل الأسرة ويسبب فجوة بين الأفراد.

و زيادة العدوانية والعنف عند الأطفال التي انتشرت بالشكل كبير جدا في عصرنا هذا ، سببها التأثر بالألعاب الإلكترونية القتالية أو بأي برامج أو فيديوهات يتابعونها بشكل مستمر على أجهزتهم الذكية.
حيث كشفت الدراسات أن المراهقون في عام 2017، مقارنة بالمراهقين في فترة السبعينات

والثمانينات والتسعينات، يأخذون وقتاً أطول للدخول إلى عالم الكبار، سواء من ناحية المتعة أو تحمل المسؤولية. وأحد الأسباب هو غرقهم في عالمهم الافتراضي وانشغالهم بالأنشطة المختلفة على الإنترنت (أونلاين) باستخدام هواتفهم الذكية، كالألعاب وشبكات التواصل الاجتماعي والواتس أب وغيرها.

وجود الجهاز الذكي مع الطفل أو المراهق بشكل مستمر يمنحه القدرة على الوصول إلى أي نوع من أنواع المحتوى غير الملائم، كالمواقع الإباحية والفيديوهات الداعية إلى العنف والألعاب الخطيرة المسببة للإدمان.
إضافة للتواصل مع الغرباء والشخصيات غير المرغوب بهاو يجعله أكثر عرضة لخطر التنمر الإلكتروني وهذا قد يقود اطفالنا لا قدر الله إلى الانتحار وفقاً لمقال تم نشره على موقع “Fox News : المراهقون الذين يقضون على هواتفهم الذكية 5 ساعات أو أكثر يومياً، معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بأي عامل من العوامل المحفزة على الانتحار بنسبة 71%، مثل مشكلة الاكتئاب والأفكار الانتحارية.

حتى يا امي العزيزة ان هناك دليل واضح على تراجع سرعة تطور الأطفال والمراهقين من الناحيةالاجتماعية والعاطفية والذهنية والنفسية في زمن الأجهزة الذكية
من عام 2010 إلى عام 2016، %32% فقط من طلاب الصف الثامن عملوا للحصول على المال، بينما كانت النسبة %63% في بداية التسعينات.
تخيلي يا أمي في عصرنا هذا إلى أين وصلنا ، ما رأيك ؟!
نظرت امي الي بكل دهشة وقالت :-
سأختصر لك التربية على طريقتنا بإمثالنا..
لا تشد عالولد ولا ترخيلو الحبل”. أي الاعتدال بتربية الأبناء.

“لا تحط إبنك عالحيطان وتقول أمر الله وكان”. يدعو هذا المثل إلى الاعتناء بالأبناء وعدم رمي المصائب على الأقدار.

“ما بخاف عالمال إلا اللي جناه وما بخاف عالولد إلا اللي رباه”. بمعنى لا أحد يخاف على الأطفال أكثر من آبائهم.

“اللي جالو توم يحرم عليه النوم”. يتحدث هذا المثل عن صعوبة تربية الأبناء خصوصاً لو أنجبت الأم توأم.

“إبن فرفور وذنبو مغفور”. أي أن الأطفال لا يؤاخذون على تصرفاتهم.

“إبنك لا تعلمو الدهر بعلمو”. ويدل هذا المثل على صعوبة التجارب التي سيخوض بها الأبناء والتي ستعلمهم ما لم يتعلموه من آبائهم.

” البنت المليحة خير من الصبي الفضيحة”. فالتربية والأخلاق هي ما تميز الأبناء.

“أبو البنات شايل عكتافو حسنات”. يقال هذا المثل في مدح وتفضيل إنجاب البنات.

“ضروب أبنك وحسين أدبه… ما بيموت ليجي أجله”. يدعو هذا المثل لضرورة الشدة في تربية الأبناء فهي لن تكسرهم بل ستقويهم.

“من أدب أولاده قهر حساده”. أي أن الإبن الخلوق مصدر فخر لوالديه.

قاضي الأولاد شنق حالو”. أي أن عدم التدخل في شؤون الصغار هو الحل الأسلم.

“إبنها بيبكي وراحت تسكَّت ابن الجيران”. يقال هذا المثل عند تقصير الأم بحق وليدها.

“إبن الخمسين زهر البساتين”. أي أن العمر ليس عائقاً للإنجاب.

“الأب جلاّب والأم دولاب”. أي أن الأب هو من يعمل لكسب الرزق والأم هي من تتعامل مع كل صعوبات الحياة الأخرى

إذا كبروا ولادك خاويهن”. أي صاحبهم وتقرب منهم.
كما قمت معك الان ، جعلت تتناقش معي في تربية ابن اختك وانا التي قمت بتربيتك وأصبحت الان تلقب بالبرفسور… أعطيت لك مساحة ..
قلت لها :- يا امي العزيزة انتي ماذا قلتي الان “إبن فرفور وذنبو مغفور”. أي أن الأطفال لا يؤاخذون على تصرفاتهم.
وانتي دائما تقولي :- أنت مهما كبرت ستبقى بالنظري طفلي الملل..
ابتسمت امي وقالت نعم نعم صحيح ، احتضنها وقلت له :-
‏أمي انتي لستي مثل أي شخص آخر في العالم، إنتي لا تعرف أي قانون عندما يتعلق الأمر بنا، وتتجرأ على كل شيء أمامك، وتدمري بلا رحمة كل من يقف في طريقنا.
انتي مربيتنا الأولى والأخيرة.

للمتابعة اخر المقالات تابعوني على موقعي الاكتروني
https://www.liakunjilisk.com/

شكرا لكم.

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة