كيف يمكن جذب المزيد من الاستثمارات إلى القطاع السياحي؟

عمان- في الوقت الذي اعتبر فيه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، أن حجم الاستثمار بالقطاع السياحي ليس بالمستوى المطلوب أكد خبراء أهمية إطلاق إستراتيجية ببرامج واضحة لزيادة قدرة المملكة على جذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع الإستراتيجي الواعد والمهم.

وبين الخبراء في أحاديث منفصلة لـ”الغد” أن استقطاب المزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي يتطلب حزمة من الإجراءات في مقدمتها تقديم حوافز ومزايا خاصة بالقطاع لتشجع المستثمرين على إقامة المشاريع وتحفيز القائمة منها على التوسع بالإضافة إلى إعادة النظر في الكلف التشغيلية خاصة فيما يتعلق بفاتورة الطاقة وتكثيف حملات الترويج للفرص المتاحة بالقطاع.

وأشاروا إلى ضرورة الالتزام بتنفيذ مبادرات رؤية التحديث الاقتصادي التي تتضمن إجراءات من شأنها أن تسهم في النهوض بالقطاع والوصول لوضع أفضل بكثير من الوضع الحالي.
وأكد هؤلاء ضرورة تكثيف حملات الترويج للفرص والمشاريع السياحية بالمملكة بالاضافة الى زيادة الاهتمام بواقع  البنى التحتية وتوفير الخدمات عند المواقع الاثرية التي يصل عددها لأكثر من 100 ألف موقع أثري متاحة بعموم المملكة.
وكان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد قال في مقابلة تلفزيونية مؤخرا، بمناسبة “اليوبيل الفضي” لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية ان القطاع السياحي من أهم القطاعات لاقتصادنا، إذ يساهم بأكثر من 15 % من الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف سموه أن الأردن يوجد فيه كل شيء، مناطق خضراء، وجبال وبحر وصحراء، ولدينا آثار عمرها 14 ألف سنة والأردن متحف، فلدينا أكثر من 100 ألف موقع أثري.
وقال “يجب أن يتم العمل عليها بشكل أكبر، وأنا مقتنع أن هذه الكنوز هي نفطنا المستقبلي وعملنا كثيرا لوضع الأردن على “خريطة السياحة العالمية” ويوجد 6 مواقع مدرجة على قائمة “اليونسكو”، والسابع والثامن في طور الإعداد.
وأضاف سموه خلال المقابلة “لدي شغف بالقطاع السياحي، وعندي إيمان أننا نستطيع الوصول لوضع أفضل بكثير من الوضع الحالي، لكن حجم الاستثمار بالقطاع ليس بالمستوى المطلوب، وسيكون هناك عمل كبير، وإن شاء الله، سنسير إلى الأمام ليس خطوة فقط، بل عدة خطوات.
ويضم الأردن نحو 635 فندقا ويصل عدد المطاعم السياحية إلى 1203 مطاعم، كما بلغ خلال عدد مكاتب السياحة والسفر 904 مكاتب سياحية. ويبلغ عدد العمالة في القطاع السياحي اكثر من 60 الف موظف.
بدوره أكد رئيس لجنة السياحة في مجلس النواب النائب مجدي اليعقوب أهمية تعزيز قدرة المملكة على جذب المزيد من الاستثمارات بالقطاع السياحي من خلال تقديم المزيد من الحوافز والمزايا للمستثمرين في ظل وجود كافة المقومات السياحية والأثرية المنتشرة في كافة مناطق المملكة التي تدعم نجاح الاستثمارات والمشاريع بهذا القطاع.
وقال إن العمل جار على استرجاع أعداد السياح الى المملكة من خلال الدعوات التي نقدمها للكثير من السفراء المقيمين في المملكة وهذه الدعوات مؤشر على استمرار الحركة السياحية اضافة الى تسويق استثماري لاستقطاب المشاريع الاستثمارية السياحية في القطاع على الاراضي الأردنية.
وأشار اليعقوب إلى أن هذه الدعوات هي بمثابة رسائل وواقع يؤكد أن الأردن بلد الأمن والأمان وأن الأحداث الواقعة على غزة من اعتداء وجرائم بعيدة عن المملكة اضافة الى أن أبواب المملكة مفتوحة لاستقبال زوارها من مختلف دول العالم.
واضاف ان السفير عندما يزور المواقع السياحية والاثرية في مختلف مناطق المملكة وخاصة في مادبا سيقوم بإرسائل رسائل تطمينية لحكومته التي بالتالي ستقوم ببثها لموطنيها ان المملكة خالية من اي ازمة سياسية او اضطراب وبالتالي سيتمكن من زيارة الأردن دون خوف او ترد، اضافة الى توفير بيئة استثمارية سياحية في القطاع لهؤلاء السياح الذين من المحتمل ان يصبحوا مستثمرين في القطاع في ظل وجود مناخ سياحي مشجع لإقامة المشاريع في المملكة.
وأشار اليعقوب الى وجود مخططات نقوم بها مع مختلف الجهات الحكومية السياحية مثل وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحية بالاضافة الى دائرة الآثار العامة لاستقطاب اكبر عدد ممكن من السياح الى المملكة خلال الفترة المقبلة وسنحقق تقدما في هذا المجال وسنشهد قدوم مجموعات سياحية.
وأضاف ان ولي العهد الامير الحسين يبدي اهتماما واضحا وقريبا للقطاع السياحي بشكل كبير ولديه رؤية مستقبلية لأهمية القطاع السياحي على الاقتصاد الوطني.
وركز ولي العهد خلال المقابلة التي اجراها مؤخرا ان السياحية “نفط المستقبل” ويجب تكثيف العمل لتحقيق ارقام سياحية متقدمة خاصة في الاستثمار السياحي في القطاع الذي يجب أن يكون أكثر من ذلك.
وأكد اليعقوب أهمية جذب الاستثمار السياحي الى المملكة وعمل بيئة استثمارية خصبة في ظل وجود كافة المقومات السياحية والاثرية المنتشرة في العديد من مناطق المملكة واطلاق خريطة استثمارية واضحة في المشاريع والفرص المتاحة بالقطاع مدعومة بدراسات جدولية تظهر العائد الاقتصادي لإقامة المشروع.
وركز اليعقوب على أن الاهتمام بالبنية التحتية المؤدية للمواقع الأثرية يجب ان تكون مجهزة بالكامل وتتوفر فيها كافة الاحتياجات لتكون بيئة استثمارية جاذبة لاستثمار السياح.
وبين اليعقوب ان رؤية التحديث الاقتصادي ركزت على القطاع السياحي وبينت على ضوء التوجيهات، أن الوزارة عملت مؤخرا على مواءمة خططها بما يتوافق وينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي (2023 – 2030) حيث تم التركيز فيها على أكثر القطاعات ذات الأولوية الاقتصادية ومنها القطاع السياحي ضمن محور “الأردن كوجهة عالمية”، وتعمل الوزارة على تحقيق مستهدفات رؤية التحديث لتوفير 99 ألف فرصة عمل في القطاع، وتحفيز الاستثمار، وزيادة الدخل السياحي.
وقال رئيس لجنة السياحة في مجلس النواب النائب السابق امجد المسلماني إن تطوير القطاع السياحي ضرورة ملحة في ظل تطوره في مختلف دول العالم ومواكبة تلك التطورات وليس مشاهدتها وحسب.
وأكد المسلماني أن القطاع السياحي محرك اساسي للاقتصاد الوطني واصبحت للمنافسة بالخدمة السياحية المقدمة للسائح دور مهم في جذب السائح الى المملكة وبالتالي ارتفاع الدخل السياحي.
وعن الاستثمار في القطاع السياحي اكد المسلماني ان رفع الاستثمار واستقطابه يعتمد على المشاريع والحوافز التي تقدم  فرصا استثمارية تكون مشجعة للمستثمر ومحفزة له بالإضافة الى اعطائه عروضا مشجعة لإقامة مشروعه ضمن معاملات عادلة ومنطقية لكافة المستثمرين الأردنيين والأجانب.
وبين المسلماني أهمية تطوير المواقع السياحية والاثرية من خلال تحسين آلية التسويق والترويج للمملكة اضافة الى خلق بيئة سياحية كاملة متكاملة تقدم كافة الخدمات السياحية فيها.
وقال عضو مجلس ادارة جمعية وكلاء السياحة والسفر السابق محمود الخصاونة ان الأردن كنز السياحة في منطقة الشرق الاوسط.
وأكد الخصاونة ضرورة جذب الاستثمار الخارجي الى المملكة ودعم الداخلي ليتوسع ويتطور وهذا يعزز نوعية المنتج السياحي الأردني ويرفع من حجم الاستثمار.
وبين أن القطاع السياحي يحظى باهتمام مباشر من ولي العهد الأمير الحسين لإدراكه أهميته وانه كما قال “نفط المستقبل”، لهذا يتابعه متابعة حثيثة ليكون ضمن الاستحاق الذي يستحقه هذا القطاع في ظل اعتبار الأردن متحفا اثريا.
وأشار إلى أهمية تقديم عروض وحوافز مشجعة لجذب الاستثمار الذي يشكل عاملا رئيسيا في زيادة الدخل السياحي وتوظيف الأردنيين خاصة الحوافز المتعلقة بملف الطاقة والمياه المكلفة اضافة الى تخفيض الضرائب والرسوم، فتلك الخطوات تستقطب المستثمر وتزيد من حجمه.
وأكد الخبير السياحي الدكتور نضال ملو العين ان المواقع الاثرية المنتشرة في مختلف مواقع المملكة يجب ان تستثمر وتستغل بالشكل الصحيح من خلال جذب الاستثمار السياحي اليها وتحسين بنيتها التحتية.
واكد ملو العين أهمية أن تكون مختلف الخدمات السياحية التي يحتاجها السائح او الزائر متوفرة مثل المطاعم او المقاهي بالاضافة الى الخدمات الصحية في الموقع ولا يجب التركيز على مواقع وترك الباقي في ظل وجود اكثر من 100 الف موقع اثري وسياحي في المملكة ونحو 10 آلاف موقع موثق.
كما أكد اهمية البنية التحتية المؤدية الى الموقع التي يجب ان تكون مؤهلة من خلال طرق منظمة ومجهزة وميسرة لوصول السائح اليها حتى يصبح لدى السائح انطباع جيد عن الموقع وينقله لغيره من الاصدقاء والمعارف في بلده.
وعن الاستثمار السياحي في مختلف المواقع السياحية والأثرية أكد ملو العين انه يحتاج الى تعزيز وجذب إذ تفتقد منطقة البحر الميت الى فئة الأربعة نجوم والثلاثة نجوم بالاضافة الى نقص في المطاعم والمقاهي والمنشآت السياحية في تلك المنطقة الوحيدة على مستوى العالم والتي يجب ان يكون الاستثمار فيها ضخم.
واشار الى اهمية اعطاء اعفاءات مشجعة وخلق بيئة استثمارية جاذبة لمختلف اشكال الاستثمار المحلي والاجنبي بالإضافة الى القائم والجديد وهذا سينعكس على الاقتصاد الوطني بالاضافة الى توفير فرص عمل للمواطنين.
وبين أهمية وجوب أن تكون المعاملة خاصة ميسرة ومريحة للمستثمر حتى يشعر بالأمان على استثماره.

محمد أبو الغنم/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة