قلبي من زجاج// د .رياض خليف الشديفات

=

لا أبالغ إذا وصفت حال قلبي وما يعانيه من التحطيم والتهميش والتكسير بالزجاج المحطم المهشم ، فكلما شاهدت مناظر الأشلاء والموت والدمار يعتصر قلبي ألماً لتلك المناظر لجهة عجزنا عن نصرتهم أو فعل أي شيء تجاههم سوى القليل من الدعاء مما يفعله العجزة من أمثالي مما يشعرهم ببعض الرضا الزائف وهم يمارسون حياتهم الاعتيادية وكأن مناظر القتل والدمار والاستغاثة لا علاقة لهم بها ، فيا ويل قلبي كم احتمل وكم يحتمل في زمن سقوط الأخلاق وسقوط الإنسانية ودعاة حقوق الإنسان ، فلم يعد لقلبي طاقة بتحمل تلك المشاهد التي هربت منها بإغلاق القنوات التي تنقل الصورة مع حالة العجز والهوان والمشاركة في تحطيم القلوب والنفوس والعقول .
ويزيد القلب تحطيماً ووجعاً قسوة قلوب البشر من القريب والبعيد ممن يرقصون على الجراح، وممن فقد كل معاني الإنسانية، كم هم البشر ساديون في هذا الزمن ممن يستمتعون بمآسي غيرهم!! كم هم البشر الذين يرقصون طرباً ولهواً ولعباً وكأن وسائل الإعلام لا تنقل الأحداث لحظة بلحظة بالصوت والصورة!! فلا تحدثوني عن الإنسانية، ولا تحدثوني عن حقوق الإنسان والمرأة والطفل، ولا تحدثوني حماية البيئة وتلوثها فقد تلوثت بقسوة قلوبكم وبصنيع أياديكم، ولا تحدثوني عن التنمية ولا عن المستقبل فقد حطتم كل الآمال كما حطمتم القلوب والمشاعر …لا إله إلا أنت الحليم الكريم رب العرش العظيم، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والهم والحزن ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.
في عالمنا الذي فقد الإنسانية والإحساس يتمنى المرء أن يرى مشاعر صادقة ممن صدعوا رؤوسنا بالكرامة الإنسانية ، فنحن والله لسنا بخير ، المستقبل بيد الله ، ولا تغير من قدر الله شيئاً ، نفر من قدر الله إلى قدر الله ، نعبر عما في داخلنا تجاه ما نرى ونسمع بأضعف الإيمان ، وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان ، اللهم إنا ما نراه منكر ولا نرتضيه ، فهناك شيء في داخلنا يخقنا ، القلب يتألم لا يحس به إلا صاحبه ، أرهقنا الكذب والنفاق والتزلف وتزييف الواقع والوعي وذهاب الريح ، وما فائدة كلماتي والقوم في سبات عميق ، أنها مجرد تنفسية بحثاً عن ….شيء ما ، اللهم أفرغ علينا صبراً وثبت قدامنا واجبر كسر قلوبنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة