منازل تراثية في الكرك تتعرض للتخريب بحثا عن اللقى
الكرك – تتعرض منازل تراثية قديمة في مختلف أحياء مدينة الكرك وغيرها من البلدات والمدن فيها لعمليات تخريب وتجريف وهدم من أشخاص مجهولين للبحث عن اللقى الأثرية والكنوز من الذهب والفضة.
ووفق تقديرات رسمية، فإن مدينة الكرك ومختلف المدن وبلدات فيها تضم زهاء 1500 موقع تراثي قديم ما بين منازل تراثية كانت مأهولة لوقت قريب، أصبحت مهجورة الآن.
وفي مدينة الكرك لوحدها، يوجد زهاء 280 منزلا تراثيا قديما، أغلبها مهدد بالإزالة بفعل العوامل الطبيعية أو لضرورة استخدام المواقع القريبة منها لأغراض البناء الحديث.
وكانت العديد من المواقع الأثرية بالمحافظة قد تعرضت في السنوات الماضية لعمليات عبث وتخريب من باحثين عن اللقى الأثرية، عبر نبش قبور في العديد من المواقع، إلا أن عملية الدخول إلى المنازل التراثية القديمة داخل مدينة الكرك والعبث بها وتخريب بعضها بطريقة مدمرة يعتبر من أحدث أعمال الباحثين عن اللقى الأثرية.
وخلال الأيام الأخيرة تعرض عدد من المنازل التراثية للتخريب وقيام باحثين عن الذهب والآثار بحفر حفر عميقة داخل المنازل، وتهديم وتخريب جدران تلك المنازل وإحالتها لخراب لا يمكن الاستفادة منها، ما جعلها تشكل خطرا على السكان المجاورة، ما يعني تسويتها بالأرض حرصا على حياة السكان.
وكانت وزارة السياحة والآثار، قد نفذت في مدينة الكرك ثلاثة برامج تنموية لتطوير واقع المدينة سياحيا، وشملت جميعها تطوير وتحديث البنية التحتية، وبناء مرافق سياحية بمحيط قلعة الكرك، إضافة لترميم عشرات المباني والمواقع التراثية القديمة، وترميم منازل تعود ملكيتها لمواطنين بالقرب من قلعة الكرك، عادوا للسكن فيها من جديد بعد ترميمها.
وكانت بلدية الكرك قررت قبل خمسة أعوام البدء بعملية هدم للعديد من المنازل القديمة بحجة أنها أصبحت تشكل بؤرا لتراكم النفايات والحشرات والزواحف، غير أنها عادت عن قرارها بعد احتجاج المواطنين والجماعات المهتمة بالأبنية التراثية.
ولا تكاد منطقة أثرية كبيرة أو صغيرة تسلم من العابثين والباحثين عن الآثار، الذين يقومون بتخريب المواقع وإتلاف محتوياتها بشكل فوضوي أثناء عمليات الحفر، التي يقومون بها دون سابق معرفة أو علم، وأحيانا بعد أي حفرية تقوم بها جهة رسمية خارج أوقات الدوام الرسمي.
وقال مدير برنامج حماية التراث الثقافي المادي بجمعية السلم والتضامن الأردنية خالد برقان، إن محافظة الكرك ومدينتها على وجه الخصوص تضم آلاف المواقع والمنازل التراثية التي يجب حمايتها من التدمير والتخريب والإزالة من قبل البلديات أو المواطنين باعتبارها إرثا وطنيا يجب الحفاظ عليه، لافتا إلى أن المدينة فقدت على مدى السنوات السابقة عشرات من المباني التراثية سواء كانت منازل أو مرافق رسمية مثل مبنى السرايا القديم الذي جرى هدمه رغما من مكانته التراثية للمدينة قريبا من قلعة الكرك.
واشار إلى إن ما يجري الآن من عمليات تخريب وهدم للمنازل من بعض الأشخاص الباحثين عن الآثار والذهب واللقى الأثرية أصبح يهدد البيوت التراثية القديمة بالخراب، مشيرا إلى أن اثنين من المنازل التراثية القديمة كانت سليمة وصالحة للاستخدام، قامت إحدى المؤسسات بإنشاء مؤسسة سياحية فيها وقد تعرضت للتدمير والتخريب والحفر بحثا عن الآثار والذهب.
ودعا لإيجاد تحالف شعبي ورسمي لوقف هدم وتخريب تلك المنازل القديمة التراثية، وتوفير الدعم المالي لأجل ترميمها بالشكل المطلوب حرصا على التراث واستخدامه بالترويج السياحي بالمحافظة.
وقال مالك أحد المنازل يوسف القسوس، الذي تعرض منزله للتخريب والحفر فيها من اشخاص مجهولين، إن منزله من المنازل التراثية القديمة بالكرك وكان في حال جيدة ويمكن استخدامه بشكل مستمر، لافتا إلى أن إحدى المؤسسات كانت تتجه لاستخدامه كمتحف فني وبعد الكشف عليه وجد وقد تعرض للحفر وهدم الجدران والأسقف الداخلية بحثا عن الآثار والذهب.
وقال رئيس بلدية الكرك محمد المعايطة، إن البلدية تقوم حاليا بحماية المباني التراثية وتمنع هدمها حرصا على حماية التراث، مؤكدا أن آليات البلدية وكوادرها تقوم كل فترة بعملية تنظيف للمباني التراثية عبر نقل كميات كبيرة من النفايات والطمم المتراكم بالأحياء القديمة والمنازل المهجورة والذي أصبحت تشكل عائقا أمام حركة السكان بين الأحياء القديمة.
وأكد، على أن حماية المنازل والمواقع التراثية بمدينة الكرك جراء حجمها الكبير لا يمكن للبلدية وحدها تنفيذه بسبب ظروفها المالية، فهي بحاجة لمشروع وطني بمشاركة جهات رسمية وشعبية مختلفة لإعادة إحياء المنازل والمواقع التراثية وجعلها جزءا من الحركة السياحية كما هو الحال في المدن القديمة والعريقة.
التعليقات مغلقة.