جرينة مادبا.. “مثلث الموت” يستمر بحصد الأرواح
المثلث الذي يرتبط بشارع رئيس، يصل البلدة بمادبا وعمان والاغوار، ما تزال حالته الإنشائية على ما هي عليه، برغم النداءات المتواصلة لاعادة النظر فيه، بخاصة وان منطقة المثلث تعتبر عصبا تجاريا للأهالي الذين يتوافدون على المحال المنتشرة في منطقته على طرفي الشارع الرئيس.
وقد باتت منطقة المثلث الذي يقع في شمال مدينة مادبا، وفق الاهالي، نقطة خطرة، تتسبب حركة المرور عليه بالحوادث، وتعطل جزءا من عمله، لذا فهم يطالبون بإعادة النظر فيه، وتركيب جسر علوي وبناء نفق سفلي في نطاقه، يتيح للاهالي حركة مريحة، تبعدهم عن الحوادث المرورية، جراء المركبات التي تعبر الشارع بسرعات عالية.
ويطالبون بأن تتوجه أنظار الجهات المعنية الى تغيير واقع المثلث، ووضع اشارات تحذيرية، تنبه عابريه الى خطورته، وتساعد سائقي المركبات للتمهل في المناطق التي تشكل بؤرا لحركة المشاة، وتنظيم عملية العبور على جانبيه، بما يحمي الأرواح والممتلكات.
ويرى الأهالي، أن جرينة لا تلقى العناية المناسبة من الاهتمام بها، بخاصة بعد ان توسعت، وارتفع عدد قاطنيها، فمدخلها يكتظ بالمركبات، ما يشكل ازدحامات فيه، تعطل حركة الخروج والدخول منه وإليه، وهذا يتطلب توسعته، وإنشاء جسور تسهل حركة المشاة بين طرفيه.
وأشاروا الى خطورة القيادة على الشارع الرئيس، في غياب الرقابة والاشارات التحذيرية والمناطق الآمنة لحركة المشاة، بخاصة مع وجود سائقين يقودون مركباتهم بسرعات عالية، غير آبهين بأرواح العابرين للشارع، وهذا بدوره يهدد حياة الأطفال وكبار السن وآخرين، فالعبور من هناك، كما يقولون، يشكل خطورة كبيرة عليهم.
المواطن رائد الضوات، صاحب مكتبة تقع بمحاذاة المثلث، أكد أنه برغم النداءات لإعادة النظر في تخطيط المثلث، أو انشاء مناطق تؤمن حركة المشاة في نطاق المثلث، إلا أنه لا توجد استجابة من أي جهة لهذه المطالب.
وأشار إلى أن مشكلة وقوع الحوادث باستمرار في نطاق هذا المثلث باتت ملحة، وتتطلب دراسة للواقع، تقوم بها الجهات المختصة، وبناء عليها تنفذ خطة لإعادة تأهيل المنطقة، لتكون آمنة للمشاة، ووضع حد للتجاوزات المرورية، أكان بوضع نقاط رقابة دورية في النقاط الساخنة، أو بوضع آلية تحد من السرعات العالية هناك.
أما المواطن مسعود حسن، فيرى أن مثلث جرينة الذي يربط عمان بمادبا، يشهد كثافة مرورية، سواء من المركبات أو من الأهالي، الأمر الذي يخلق حالة مرورية معقدة، تؤدي الى وقوع حوادث تصادم غالبا في نطاقه، وبرغم وجود كاميرات مراقبة في نطاقه لرصد التجاوزات المرورية، والمخالفات، لكن ذلك لا يكفي للحد من وقوتع حوادث في منطقته، ما يثير التساؤلات حول عدم دراسة واقع الحال للمنطقة، وإعادة تخطيطها بما يحد من الحوادث.
ودعا إلى معالجة سريعة لهذا الحال، ورصد الحوادث التي تقع في المنطقة، ودراسة أسبابها، ومن ثم معالجتها، بما يجعل المنطقة مؤهلة وآمنة للحركة المرورية وحركة المشاة.
وقال المواطن محمد سليمان، إنه بالإضافة لخطورة الطريق وتفرعاته، والازدحامات المرورية في مدخل البلدة، وعدم وجود ممرات للمشاة، أو جسور وأنفاق، فإننا نواجه مشكلة أخرى في هذا النطاق، تتمثل بوجود مدرسة وروضة للأطفال ومحلات تجارية على هذا الطريق، ما يتسبب حركة مستمرة في الشارع.
وطالب بمعالجة هذه النقطة المرورية الخطرة، لافتاً إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه، يعني مزيدا من الحوداث وإزهاق الأرواح ووقوع إصابات.
المواطنة آلاء الشوابكة، تقول إنها تتخوف من عبور هذا الشارع، سواء كان ذلك مشيا على الأقدام، أو بالمركبة، لشراء احتياجاتها المنزلية من المحال المنتشرة على طرفي الشارع، واصفة منطقة المثلث بـ”المخيفة”، لما تتسبب بها الحركة فيها من حوادث، داعية الجهات المعنية الى إيجاد حلول توقف نزيف الموت فيها.
وأشار مصدر من بلدية جرينة، إلى أن المثلث يقع على شارع رئيس، نافذ، وهو في نطاق اختصاص وزارة الأشغال العامة، وهذا يتطلب أن تقوم الوزارة بدراسة واقع الحال لمنطقة أصبح عبورها خطرا على العابرين.
الناطق الإعلامي في وزارة الأشغال عمر محارمة، بين أنه جرى تحويل ملاحظات الأهالي ومطالبهم بإنشاء جسر مشاة في منطقة المثلث الى الدراسة، وستتخذ الإجراءات المناسبة لذلك، مشيراً إلى أن المطالبات المتعلقة بإقامة جسور مشاة أو وضع إشارات ضوئية أو ممر مشاة، تخضع لدراسة فنية وهندسية، تراعي طبيعة الموقع وسعته، وكثافة السير عليه، وحجم التجمعات السكانية، وقرب أو بعد الموقع عن المنشآت الحضرية كالمدارس والمراكز الطبية والمساجد وغيره.
وبين محارمة، أن مثل هذه الدراسة، هي من يحدد متطلبات السلامة المرورية، وبناء على توصياتها يجري اتخاذ الإجراء المناسب، علما بأن وزارة الأشغال تعطي موضوع السلامة المرورية أولوية قصوى، وتعمل باستمرار على تحسين مستوياتها على مختلف الطرق ضمن مناطق اختصاصها.
التعليقات مغلقة.