ثرثرة أردنية -عشيرة الحزب …. وحزب العشيرة …. زواج متعة أم ماذا؟// د.رياض خليف الشديفات
=
الحزب يبحث عن العشيرة، والعشيرة تبحث عن الحزب، الحزب يبحث عن السلطة، والسلطة تبحث عن المال، توظيف الحزب للعشيرة، وتوظيف العشيرة للحزب، كلاهما يبحث عن مصلحته بالطريقة التي يراها تحقق له المصلحة، هل هذا البحث بحث عن شريك دائم أم هذا البحث زواج متعة مؤقت؟ هل عقلية العشيرة تغيرت في هذا المحيط من العالم الذي تعد فيه لغة المصالح أقوى المصالح؟ وهل تقوقعت الأحزاب لتبقي رهينة التفكير العشائري المنحصر بالمنطقة والعشيرة؟ أليس الوطن بسكانه مجموعة من العشائر التي تترابط فيما بينهما على تراب هذه الأرض، وما الضير في زواج المتعة بين العشيرة والحزب؟ وهل تستطيع الأحزاب أن تستمر من غير هذا الزواج لا سيما وأن كثير من الأحزاب ولدت ميتة في بيئة سلطة المال ومال السلطة؟
هذه الثرثرة الأردنية لا تهدأ هذه الأيام بصوت عالٍ أو بصوت خافت، لا فرق لدى المواطن الحائر بين العشيرة والحزب، فإذا كانت الأحزاب ببرامجها وشخوصها وأعلامها لم تتمكن من حل عقد الحالة الأردنية المعقدة الحائرة بتعقيداتها المقصودة وغير المقصودة، فهل العشيرة أقوى من الحزب أم الحزب أقوى من العشيرة؟ المواطن الحائر يسأل عن هذه العلاقة التي غالباً لن تتجاوز شهر العسل ثم يعود كل تليع لتعلعته، فلا العشائر بصوتها الذي يملأ الساحات يستطيع إرجاع الثروات المنهوبة أو تخفيف المديونية الهائلة، أو وقف نزيف منظومة القيم، أو وقف هجرة الشباب التائه في دروب الهجرة والمجهول، أو …أو …. فإذا كان الحال هذا فما معنى التغني بالعشيرة أم هي شماعة إلى حين؟ وماذا تستطيع العشائر أن تفعل أكثر من أن تزاحم بعضها في الساحات الإعلامية ودواوينها بحثاً عن شيء ما!! …
أما الأحزاب التي تتنافس فيما بينها وتتحاسد، فنوياها مختلفة لا نعلمها، فكلها يخطب ود العشائر وأصحاب المال فيها، وحملة الفكر ضمن معادلة الحزب والعشيرة في الحياة السياسية من حيث الربح والخسارة، وفي معادلة الترويج لحياة سياسية ضمن الواقع والتقاليد العشائرية والحزبية، فهل تنجح هذه العلاقة أم أنها مجرد زواج متعة مؤقت تستدعيه ضرورات المصلحة المؤقتة؟ فكم أتوجس خيفة من هذه العلاقة!! وكم أود أن نفهم هذه العلاقة! والله المستعان.
التعليقات مغلقة.