هل يعود مجمع القيروان للحافلات في جرش إلى الحياة؟

جرش – يأمل الجرشيون أن تسهم اتفاقية لبلدية جرش الكبرى، جرى توقيعها الأسبوع الماضي، بتحسين البنية التحتية وتجويد الخدمات لمستخدمي مجمع انطلاق القيروان- جرش، وتغير واقع الحال في المجمع الذي يعتبر من أكبر الاستثمارات للبلدية في أواخر 10 أعوام، لكنه تحول إلى موقع مهجور غير مستثمر نهائيا.

وتهدف الاتفاقية التي تمولها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتطوير خدمات مجمع انطلاق القيروان، إذ تنص على تنفيذ صيانة شاملة لمظلات الانتظار واللوحات الإرشادية والمرافق الصحية، وتهيئتها على نحو لائق، ودهان الأرصفة والأطاريف وفق رئيس البلدية أحمد العتوم.

كما تشمل تطوير 5 حافلات سيجري اختيارها من بين شركات النقل العام، وإعادة صيانة وتنجيد مقاعدها وإنارتها الداخلية وتزويدها بوسائل خدمية متميزة ولوحات إرشادية وتوعوية.
يشار إلى أن البلدية حولت 47 محلا تجاريا أنشئت كمشروع استثماري في المجمع إلى مستودعات، وأبقت على 5 محال ما تزال مؤجرة، يعجز مستأجروها عن دفع أجورها وتراخيصها، لضعف الحركة في المجمع، باستثناء عمل عدة حافلات عمومية على خط محافظة إربد لساعتين صباحا، وذلك لغياب دراسات كافية لاستثمار تلك المحال أو تغيير صفة استعمالها التي كانت تعول عليها البلدية بتوفير دخل سنوي لصندوقها.
وتربط البلدية فشل استثمار المحال التجارية بعدم تشغيل المجمع حتى الآن؛ إذ يرفض سائقو النقل العمومي استخدامه، مع استمرار اصطفافهم خارجه ووجودهم بوسط السوق التجاري.
بدوره، أكد مصدر مطلع في البلدية أن موقع المجمع والنظام الهندسي لبناء المخازن لا يتناسب مع مشاريع استثمارية أخرى للبلدية، ولا يمكن تغيير صفة استخدام هذه المحال التجارية نظرا لموقعها ومساحتها ووجودها في المجمع.
وبين أن التوقعات، كانت منذ لحظة تشغيل المجمع مبشرة بنجاح هذه المحال، اذ جرى تأجيرها بأسعار مرتفعة، وبعد بضعة أشهر من التأجير، ونظرا لفشل المجمع، ترك المستأجرون محالهم وتحولت إلى مبان مهجورة، مبينا أن خيار تحويلها إلى مستودعات لأقسام البلدية أفضل الخيارات، وهو الصفة الوحيدة التي يمكن أن تستخدم فيها هذه المحال نظرا لعددها الكبير وموقعها في المجمع.
ويرى المصدر ذاته، أن المجمع الذي أنجز قبل 7 سنوات، يتميز بموقع استراتيجي وقريب من الوسط التجاري، وقد تكاثفت كل الجهود لإقامته في موقعه الحالي مقارنة بموقعه القديم، غير أن بعض العقبات والصعوبات أعاقت تشغيله، ومن أهمها عدم التزام الحافلات بالدخول إليه، ومشكلة السيارات الخصوصية التي تعمل مقابل أجر.
وأكد أن المجمع يستخدم حاليا لمبيت الحافلات العمومية، وكان يعمل أثناء دوام الجامعات والمدارس بضع ساعات، وقد أسهمت الجائحة بإخلاء محال كانت مؤجرة فيه، ولم يبق سوى 5 منها مؤجرة، تعمل لبضع ساعات بتقديم الخدمات العامة لطلبة الجامعات والسائقين فقط، وأصحابها متعثرون ولا يلتزمون بدفع الأجور المتراكمة عليهم للبلدية.
وأوضح أن مستأجري المحال التجارية القدامى تتراكم عليهم ذمم مالية مستحقة للبلدية، ما اضطرهم لإخلائها وإنهاء العقود قبل سنوات، ويبلغ العدد الإجمالي لها 53 محلا، منها 5 مكاتب إدارية، وباقي المحال تأجرت قبل بدء عمل المجمع، غير أن ضعف الإقبال على المجمع أسهم بترك التجار لها، موضحا أن معظمهم تقدم مرات عدة بطلب إعفائهم من ذمم مالية وأجور مستحقة الدفع للبلدية.
وبدوره، قال التاجر عبدالرحمن عضيبات، إنه استأجر محلا تجاريا بكلفة تشغيلية تقدر بـ3 آلاف دينار، وبعد تشغيل المجمع ببضعة أشهر، بدأ العمل يتراجع لعدم التزام الحافلات بالاصطفاف داخله، ما اضطره لإخلاء محله بعد 5 أشهر من تشغيل المجمع.
وأكد أن ضعف إقبال الركاب على المجمع وتفضيلهم استخدام المركبات الخصوصية أدى لتراجع الحركة الشرائية في المجمع، موضحا أنه استأجر المحل كبقية التجار في جرش، بعد وعود من مختلف الجهات المعنية بتشغيل المجمع وزيادة حركة الإقبال عليه، فضلا عن القضاء على العقبات التي تواجه تشغيله، غير أن الحال الذي أصبح عليه المجمع سيئ وفي تراجع مستمر، ومئات الحافلات العمومية تقف خارجه، وفي الوسط التجاري ولم تلتزم نهائيا بالتحميل والتنزيل من داخل المجمع.
وبين أن حركة الإقبال على المجمع ضعيفة، ما أدى لتردي حركة البيع في تلك المحال، وألحق بالمستأجرين خسائر مادية فادحة، وصلت الى حد عجزهم عن تغطية أجور المحال أو العمالة أو حتى تغطية تكاليف العمل.
بدورها، تبذل هيئة تنظيم قطاع النقل البري جهودا مضنية لإنجاح عمل المجمع منذ سنوات، وقد طبقت مؤخرا المخطط الشمولي الذي نفذ على 3 مراحل، وهي مرحلة بناء المجمع بتكلفة لا تقل عن 3 ملايين دينار، وقد وقعت الاتفاقية بين الهيئة ومشغلي خطوط النقل العام، ما يعني بالضرورة تطبيق مخرجات المخطط الشمولي فعليا، والذي تنتظره المحافظة منذ عشرات السنين.
وتراقب الهيئة عمل المجمع على مدار الساعة، وتتعاون مع الجهات المعنية للقضاء على ظاهرة العمل الخصوصي، وتلزم حافلات النقل العام بالتحميل والتنزيل من داخل المجمع.
ويحتوي المجمع على صالات انتظار للركاب ومكاتب للإدارة ومحلات تجارية ومرافق صحية وكافتيريات وأماكن خاصة للصلاة، ويتسع لـ198 مركبة عمومية و50 سيارة تاكسي.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة