الأرجيلة تحتل أولوية فتح القطاعات الاقتصادية..!!
الدكتور موفق العجلوني
–
بقلم / السفير الدكتور موفق العجلوني
أستاذ العلوم السياسية وتاريخ الحضارات
المدير العام
مركز فرح الدولي للدراسات والبحوث الاستراتيجية
=====================
أعلنت معالي وزيرة الصناعة والتجارة والتموين، مها علي، فتح مجموعة من القطاعات المغلقة اعتباراً من الأول حزيران/يونيو المقبل، و على رأس هذه القطاعات الارجيلة . وتحدثت معاليها عن إجراءات تقديم “الأراجيل” في المقاهي والمطاعم السياحية، ومنها مرور ٢١ يوما على تلقي الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لفيروس كورونا للعاملين والمرتادين باستثناء من هم دون ١٨ عاما، أو من لا يستوجب التطعيم وفق وزارة الصحة.
لا بد ان نتوجه لمعاليها بكل الشكر والتقدير على إعطاء هذا الامر جل اهتمامها ، وخاصة بالتنفيس عن هموم المجتمع الأردني و رفع معنوياته ، و كذلك في دعم الاقتصاد الأردني و تخفيض عجز الموازنة و زيادة ارادات الدولة و الإيرادات الضريبية و زيادات الصادرات ، علاوة على زيادة عدد المرضى و المراجعين لدى المستشفيات الحكومية والخاصة والصيدليات ، و رفد أطباء القطاع الخاص بمزيد من المراجعين من المرضى الذين يعانون من الامراض الصدرية وامراض الدم و ضيق التنفس .. . الخ.
مجموعة من الأسئلة التي اضعها امام معالي الوزيرة ، والتي اكن لمعاليها كل تقدير واحترم ، و كذلك امام كل المسؤولين في الحكومة الأردنية ، حيث اعتقد كما اشرت في مقالات سابقة ، يبدوا لي ان موضوع الاراجيل هو احد الاستراتيجيات لتدمير الشباب الأردني ، و الذين يشكلون المستقبل ، مقابل فئة برأي فقدت الضمير الحي من اجل تكوين ثروة مادية على حساب صحة المواطن وافساد ابناؤنا و بناتنا :
هل الشغل الشاغل لمجتمعنا الأردني و التحديات الاقتصادية والاجتماعية من فقر و بطالة و القضايا الصحية و ما يعانيه الأردن من تحديات ، حلها مرتبط ارتباطاً كلياً بالسماح بالتعاطي مع الارجيلة …!!!
هل تشكل الارجيلة احد اهم مصادر الدخل القومي …!!!، هل تشكل الارجيلة اهم مصدر للصادرات الأردنية للخارج …!!!، هل تشكل الارجيلة أهم مصدر من مصادر مكافحة جائحة كورونا …!! ، هل تُكوّن الارجيلة نسبة عالية من المناعة المجتمعية …!!!،كم تساهم الارجيلة في منع الزهايمر و فقدان الذاكرة…!!! كم هي الفيتامينات وانواعها التي تدخل في خلطات المعسل و تقوى الجانب المناعي للجسم …!!!، كم تساهم الاراجيل في تنشيط الذاكرة لدى طلبة المدارس والجامعات في استعداهم لدخول الجامعات والمدارس في الفصل القادم …!!!كم تساهم الاراجيل في التخفيف من الفقر والبطالة ….!!! ، كم تساهم الاراجيل في المحافظة على البيئة …!!!كم تساهم الارجيلة بدعم النشاطات الرياضية …!!! كم تساهم الارجيلة بالتخفيف من السمنة التي يعاني منها المجتمع الأردني …!!!كم تساهم الارجيلة في تقوية الاسنان و منع التسوس …!!! كم تساهم الارجيلة في دعم الجنين لدى الحوامل …!!!كم تساهم الارجيلة بدعم الدخل العائلي و التخفيف من الفقر …!!! كم تساهم الارجيلة في تحسين البيئة الصحية للعائلة …!!! كم تساهم الارجيلة في تنقية الأجواء …!!!كم تساهم الارجيلة في تعزيز العلاقات الزوجية …!!! كم تساهم الارجيلة في تعزيز الخصوبة عند الرجال و النساء …!!! كم تساهم الارجيلة في تعزيز العلاقات العائلية و تعزيز الالفة و المودة و الرحمة و المحبة ضمن العائلة الواحدة .
حقيقة هنالك مأساة حقيقة يتعرض لها الشباب والشابات في عمر الورود، لا بل أكثر الفتيات ابناؤنا وبناتنا، انها عملية لا بل استراتيجية موت بطيء للشباب الاردني بذكوريته وانوثته، والتي اعتقد بدأوا يفقدوها شيئاً فشيئاً. حقيقة الحكومة ومؤسسات الدولة الرسمية، واصحاب الضمير الميت او بالأحرى بلا ضمير ويفتقدون لأي ضمير او وجدان او مخافة الله، لا بل هنالك غشاوة على أعينهم ومعمميه ابصارهم من كثرة الغيوم السوداء المتلبدة والصاعدة من محلات اراجيلهم. فقد لاحظت بسبيل الصدفة ان مقاهي الاراجيل بدأت تغزوا الازقة والحارات المأهولة بالسكان، وان هذه المقاهي تعج بالفتيات والشباب والذين هن بعمر الورود وتكاد نسبة الفتيات تصل الى أكثر من ٨٠٪ من رواد هذه المقاهي.
صرخة من الضمير ..من المسؤول في غياب فقدان سلطة الوالدين على الابناء ، هذا اذا لم يكن الوالدين غارقين الى حناجرهم بالمعسل والتفاحتين و ما الى ذلك من خلطات اجهلها و لا اعرف لها طعم ، باستثناء استنشاقها عن بعد و هي تنبعث من محلات مقاهي الاراجيل .من المسؤول ، من الذي يقوم بإصدار الرخص لفتح مقاهي اراجيل في الحارات و الازقة و بين المنازل الاهلة بالسكان ، الامر الذي يودي الى ازعاجات للساكنين الامنين و التضيق عليهم من خلال ركن المركبات في هذه الازقة و الحارات ، الامر الذي يؤدي احياناً الى نزاعات و مشاكل لها اول و ليس لها اخر .
اين المسؤولين في الدولة، اين امانة عمان صاحبة الامانة، اين وزارة الصحة، اين هي وزارة البيئة ، ومن هو صاحب الامر والنهي بالموافقة على فتح محلات اراجيل في الازقة والحارات المأهولة بالسكان بهدف تحقيق الربح السريع. ربما تأخذ هؤلاء الرواد من الشباب والشابات الى طريق مجهول سوآء عن غير قصد وبقصد، ولا تجلب لهم الا الامراض الخبيثة والعادات السيئة وسوء الخلق.
سؤال الى المجتمع الأردني ، لماذا نشجع ابناءنا وبناتنا الذهاب الى هذه الاماكن الموبوءة … الى الموت البطيء، لماذا لا تتحول هذه الاماكن المسمومة الى مكتبات عامة أو اماكن للممارسة الهوايات الرياضية، او تكون مصدر رزق حلال لا ضرر ولا ضرار.
لماذا تمنح رخص لزرع هذه المحلات بين المناطق المأهولة بالسكان وفي الازقة والحارات؟
حدثني صديق أن أحد اصحاب المحلات دفع ١٠٠ ألف دينار رشاوي حتى تمكن من الحصول على رخصة …!!! لماذا يصرح لمن هم في سن الورود في الدخول لهذه الاماكن؟ الى درجه انني شاهدت اطفالاً بعمر سنوات وبعمر شهور بمعية ذويهم والاهل يمارسون هواية تدخين الارجيلة بحضور اطفالهم وامام أعينهم، باعتقادي هذه النوعية من الرجال فقدوا ابوتهم ورجولتهم، وهؤلاء النسوة فقدن امومتهن وانوثتهن (مقالي في وكالة عمون الغراء بعنوان اطفال الاراجيل بتاريخ ٥/٨/٢٠١٧ ) .
ان من يقوم بهذه التجارة يخرج عن الضمير الحي. كفى تدمير ابنائنا وبناتنا، كفي زرع الامراض الخبيثة بصدور ودماء الابناء الابرياء.
اين أصحاب الفكر والمثقفين، اين اعلامنا المسؤول، عشرات القنوات التلفزيونية، وصحافتنا الحرة المسؤولة، أين التوجيه السليم للشباب والشابات بمدارسنا بمعاهدنا بجامعاتنا، واين منابرنا في المساجد والكنائس ودور الوعظ والارشاد. الا يمكن خلق نوادي رياضية تستوعب الشباب والشابات ومكتبات عامة في كل حي وحارة بدلاً من مصانع السم من المعسل والاراجيل القذرة الموبوءة وغيوم التباكو التي تنبعث من صدور الشباب والشابات، والنيران المشتعلة من حملة مشاعل الكربون.
ايها المسؤولون في الدولة والمؤسسات صاحبة القرار بترخيص هذه الاماكن مستودعات السم والعار، كفى فقد اخذتم ابناءنا وبناتنا، لا بل اخذتم المجتمع كله الي الجحيم، اتقوا الله، فلا نملك في اردننا الحبيب الا هؤلاء الشباب والشابات، فبدل ان نفتح لهم اماكن للسم والعادات السيئة، لنفتح لهم مشاريع واماكن لسد لقمة العيش وتخفيف البطالة واماكن لقضاء وقت الفراغ كالأندية الرياضية والمكتبات العامة، ورياض الاطفال، فنحن في الاردن ليس لدينا الا هؤلاء الشباب الذين هم المستقبل وهم أغلى ما نملك (الانسان أغلى ما نملك ) .
أتمنى نحن في الأردن ان نكون قدوة عالمية بالتخلص من الاراجيل ، لا ان يضرب المثل بالأردن من أسوأ دول العالم بالتدخين و تعاطي الارجيلة ، و الانعكاسات الخطيرة الناتجة عن تدخين الارجيلة اولاً و مخاطر التدخين بشكل عام اخيراً .