جرش.. الخيول مصدر دخل لمتعطلين وسط انتقادات لانتشارها بالمواقع السياحية

جرش- يثير انتشار الخيول والحمير بمحيط المواقع السياحية في محافظة جرش، انقساما في الرأي، بين من يرى أنها توفر مصدر دخل للعاملين عليها الذين يقومون بإتاحة الركوب عليها من قبل الزوار مقابل أجر مالي، ومن يرى في المقابل أنها تشكل تشوها بصريا للمكان، فضلا عن أنها قد تشكل خطرا في ظل غياب إجراءات السلامة والرقابة، وتسبب تراكما للنفايات والروائح المنفرة.

متعطلون عن العمل من مختلف قرى وبلدات المحافظة، يجدون في هذه المهنة فرصة لتحقيق مصدر دخل يساهم في مصروفاتهم الشهرية وإعالة أسرهم، لا سيما في مواسم نشاط الحركة السياحية في فصل الصيف، بينما يعمل أصحاب تلك الحيوانات عليها في فلاحة الأراضي الزراعية خلال فصلي الشتاء والربيع.

الشاب عبد الرحمن الصوالحة، وهو من سكان مخيم جرش، يقول إن “يستغل الحصان الذي يمتلكه بوصفه مصدر رزق له ولأسرته من خلال العمل عليه في فلاحة الأراضي الزراعية”، مشيرا إلى أنه في نهاية الأسبوع، يتوجه إلى المواقع السياحية للعمل عليه مقابل أجر، خصوصا في غابات دبين أو مواقع التنزه الأخرى التي يرتادها الزوار.
وأوضح الصوالحة، أن “العمل على الحيوانات في أيام نهاية الأسبوع، يوفر له دخلا يتراوح بين 30 إلى 40 دينارا كحد أدنى، وهو مبلغ مناسب مقارنة بالظروف الاقتصادية التي يمر بها المواطنون، وعدم توفر فرص عمل وزيادة مصروفات واحتياجات الأسر اليومية”، على حد تعبيره.
وبشأن إجراءات السلامة، أكد أنه “يقوم بوضع سراج على الخيل ليمسك الأطفال به قبل ركوبهم، وأنه قام بترويض الخيل، حرصا على سلامة الركاب من حوادث السقوط التي تقع بين الحين والآخر”.
ومن وجهة نظر الناشط والصحفي نصر العتوم، فإن “ظاهرة عمل الحيوانات في المواقع الأثرية منتشرة بشكل كبير وبشكل غير منظم، خصوصا أن هذه الحيوانات تفتقد لوسائل السلامة العامة والعاملين فيها غير مؤهلين وغير مدربين ويعملون في هذه المهنة بشكل عشوائي”.
وأوضح العتوم، أن “كل مهنة أو عمل يتعلق بالجانب السياحي في جرش، يجب أن يكون ضمن شروط محددة ومعايير سلامة عامة، ويعكس صورة إيجابية عن جرش بوصفها وجهة سياحية بارزة، ومن غير اللائق أن تقف هذه الحيوانات على مداخل المدينة الأثرية تنتظر السياح أو على مداخل المتنزهات العامة، وتخلف وراءها النفايات والروائح النتنة، وكذلك تزاحم المركبات على الطرقات العامة وتسبب أزمات سير خانقة”.
وطالب العتوم، أن “يتم تدريب وتأهيل نخبة من الشباب القادرين على العمل في هذه المهنة ومنع كل المتطفلين من العمل فيها، وأن تتوفر لديهم وسائل السلامة العامة حفاظا على سلامة السياح وخاصة طلاب المدارس والأطفال غير القادرين على الركوب على هذه الحيوانات بطريقة آمنة”.
بدوره، قال المواطن محمد العياصرة، إنه “وأثناء قيام بالتنزه نهاية الأسبوع الماضي في مدينة الألعاب الوحيدة بجرش، سقط أحد الخيول على مركبته وألحق بها ضررا كبيرا، وفي هذه الحالة لا يمكن تعويض خسارته وتكلفة الصيانة، فيما لا تقل تكلفة صيانة مركبته عن 500 دينار”.
ويدعو العياصرة إلى “ضرورة أن يتم ضبط عملهم وتحديد مسار خاص بهم والابتعاد عن مواقف السيارات وألعاب الأطفال التي تشكل خطرا عليهم، حيث تكررت حوادث السقوط عن الخيول مرات عديدة، وتنصل أصحاب الحيوانات من الملاحقات القانونية والطبية كونهم يعملون بدون غطاء قانوني”.
إلى ذلك، يرى الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات، أن “هذه الحيوانات ممنوعة من الدخول إلى المواقع الأثرية، غير أن أصحاب الخيول يستغلون المواسم السياحية للتواجد في المواقع السياحية والأثرية والعمل مع السياح ورحلات المدارس مقابل أجر وبشكل غير قانوني، خصوصا أنه في حال تعرض أي فرد لحادثة سقوط من ظهر الحيوان، لا يوجد أي جهة تتحمل مسؤولية علاجه وبدل عطل وضرر يلحق به”.
ووفق زريقات، فإن “مشكلة أصحاب الخيول والحمير هي عدم التزامهم بمسار محدد ويتجاوزون كافة المسارات التي تعد لهم في المحميات، مما يشكل امتعاضا للعائلات والمستثمرين، لأنه تواجدهم غير قانوني وعملهم غير منظم ولا يتبعون لأي جهة معنية، فضلا عن أنهم غير مدربين وغير مؤهلين، مما يعرض حياة السياح للخطر”.
وطالب بأن “يتم منعهم من العمل، لا سيما أنه عملهم موسمي، ومعظمهم يعملون في حراثة الأراضي أصلا أو في التصوير التلفزيوني للأعمال الدرامية المختلفة ويستغلون المواسم السياحية للعمل فيها كذلك”.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة