ذكرى استشهاد الملك المؤسس// ناجي عقيل الخوالدة
جلالة الملك عبد الله الأول بن الحسين بن علي الهاشمي مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية وأول ملوكها، وهو الإبن الثاني للشريف حسين بن علي ملك العرب شريف مكة المكرمة وبلاد الحجاز قائد الثورة العربية الكبرى من أجل كرامة الأمة العربية وعزتها .
كان للملك المؤسس طيب الله ثراه دورًا كبيرًافي الثورة العربية الكبرى فهو من ألمع وأبرز قادتها محققًا انتصاراتٍ باهرةٍ وهو إلى جانب ذلك أديب وشاعر وصاحب حنكة سياسية عروبي القومية مفتخراً بها مؤمنًا برسالة الثورة العربية الكبرى ومبادئها يذود عن حمى الأمة العربية .
خاض الملك المؤسس حروب الاستقلال بعد مفاوضات طويلة وشاقة مع بريطانيا انتهت بتوقيعه وثيقة الاستقلال والمناداة به ملكاً دستوريًا للبلاد في 1949/5/15 ، مُصدرًا أول إرادة ملكية ساميةموشحةً بالعبارة التالية ” متكلاً على الله تعالى أوافق على هذا القرار شاكرًا لشعبي واثقاً بحكومتي ” ، حيث ركز على بناء الدولة ووضع الأطر المؤسسية للأردن الحديث وسعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال بإقامة شرعية ديموقراطية فكان منجزاً حَمَلَ عبئه الملك المؤسس .
إن هذة الذكرى تمثل سيرة ملكٍ هاشميٍ جليل ومجاهد عربي قدم التضحيات وبذل كل كل ما بوسعه من أجل الأردن وفلسطين ومقدساتها وهو من طراز القادة العظام الذين حافظوا على حضورهم التاريخي على الرغم من تقلب الأزمات وظروف السياسة .
ومن مواقف شهيد القدس الخالدة رفضه إعطاء اليهود ممرًا خاصً إلى حائط البراق ورفضه تدويل القدس ما هو إلا تعبير عن بعد نظر جلالته وحنكته السياسية وذلك للحفاظ على هويتها العربية، وقد أعلن زمن وحدة الظفتين بأن القدس الشريف هي العاصمة الروحية للملكة الأردنية الهاشمية مفتخرًا بخدمته للمقدسات الإسلامية والمسيحية والعيش المشترك وعلى نهج العهدة العمرية.
تميزت سياسة الملك الشهيد الخارجية بالبعد القومي المنطلق من الفكر الهاشمي الحريص على
وحدة الامة العربية فمن أقواله المشهورة ” من أحب العرب جمع كلمتهم ووحد صفوفهم وقادهم إلى الخير وحفظ صبغتهم ومن كره العرب دعاهم إلى التفرقة ” حيث سعى إلى تطبيق أفكار القومية في وحدة الأمة العربية بأن ساند العديد من مشاريع الوحدة العربية التي طرحت عام 1945 ومشروع وحدة الضفتين عام 1950 ومشروع سوريا الكبرى وغيرها
فشهيد القدس مليكنا المؤسس طيب الله ثراه وجعل الجنة ماواه يملك إرثاً سياسياً عميق الجذور وقد كان لمواقفه العربية الأولى أن اسست لقيم ما زالت راسخة ولمواقف ما زالت آثارها باقية ما بقي الزمان .
ويرتبط الملك المؤسس بعلاقة خاصة مع القدس الشريف فهو شهيدها الذي استشهد على ابواب المسجد الاقصى بعدما دافع عنها دفاع الأبطال على أن تبقى عربية، وقدم روحه رخيصة في سبيلها حيث روى بدمائه الزكية الطاهرة عتبات المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين حيث لم يساوم على المبدأ وبقي مخلصا وفيًا لقبلته مهبط الوحي ومهد الديانات السماوية ومعراج جده الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لينظم إلى قافلة الشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم في سبيل مبادئهم وقيمهم وثوابتهم العربية النبيلة الأصلية.
ومع ذكرى رحيل الملك المؤسس نرى أن انجازات الأردن اليوم تستند الى جذور عميقه وإلى إرثٍ هاشميٍ مسنود وممتد كان الفضل فيه للإرث الهاشمي وأدوار الملك المؤسس ما زالت باقية وقد صانها ملوك بني هاشم الأطهار وتعرف اليوم بأدوار الوصاية الهاشمية وقيم دولتنا الراسخة وسياستها الحكيمة الرشيدة.
التعليقات مغلقة.