المفرق: المترشحون ينهمكون بالمنافسة.. والناخبون أمام برامج وشعارات متشابهة

المفرق- وسط حالة من التنافس الشديد بين المترشحين للانتخابات النيابية المقبلة في محافظة المفرق، تتباين البرامج والشعارات الانتخابية التي تعكس اختلاف الأولويات والرؤى بين المترشحين الذين يخوضون سباقا مع الزمن لاستقطاب أكبر قدر من الناخبين من خلال تلك البرامج والشعارات التي يركزون فيها بالدرجة الأولى على قضايا تمسّ هموم أهالي المفرق وسكانها، وقضايا وطنية عامة أخرى.

وتضم المحافظة دائرة المفرق الانتخابية ودائرة بدو الشمال، ففي دائرة المفرق، يتنافس 23 مترشحا على ثلاثة مقاعد، بالإضافة إلى مقعد الكوتا الذي تتنافس عليه 5 مترشحات، فيما تخوص مترشحة واحدة السباق الانتخابي عبر التنافس، في حين يبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة نحو 112 ألف ناخب وناخبة، منهم 52 ألفا من الذكور و60 ألفا من الإناث، موزعين على 76 مركز اقتراع تضم 190 صندوقا انتخابيا.

أما دائرة بدو الشمال، فتغطي ثلاثة ألوية رئيسة هي: لواء البادية الغربية، لواء البادية الشمالية الشرقية، ولواء الرويشد، ومخصص لها 3 مقاعد بينها مقعد لكوتا المرأة، فيما يبلغ عدد الناخبين والناخبات في هذه الدائرة نحو 121453، موزعين على 95 مركز اقتراع مجهزة بـ201 صندوق اقتراع.
وتعكس هذه الأرقام التوزيع الجغرافي والديمغرافي للمشاركة الانتخابية في المحافظة، مما يعكس التنافس الحاد والاستعداد الكامل لاستقبال الناخبين وتسهيل عملية التصويت في جميع مراكز الاقتراع.
وتتنافس القوائم الانتخابية في محافظة المفرق في أجواء منافسة ساخنة، حيث تعرض كل منها مجموعة متنوعة من البرامج والاهتمامات التي تعكس تباين أولوياتها، حيث تسعى بعض القوائم إلى تحسين جودة الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، من خلال رفع كفاءة المرافق وتحديث التجهيزات لضمان تقديم خدمات متميزة للمواطنين، وفي المقابل، تركز قوائم أخرى على دفع التنمية الاقتصادية، من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحفيز الاستثمار المحلي لخلق بيئة اقتصادية محفزة.
وفي جانب العدالة الاجتماعية، تتعهد بعض القوائم بالعمل على توزيع عادل للموارد بين المناطق، مما يعكس التزامها بدعم المناطق الأقل حظا وتوفير فرص متساوية لجميع السكان، كما تركز بعض القوائم على تعزيز دور الشباب في الحياة السياسية عبر تقديم برامج تدريبية تحفزهم على المشاركة الفعالة في صنع القرار وصياغة السياسات.
وتسعى القوائم المحلية إلى تحقيق تحول إستراتيجي في مجال فرص العمل من خلال تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحسين البنية التحتية وتطوير برامج تدريب وتأهيل متقدمة، مما يسهم في رفع كفاءة القوى العاملة المحلية، كما تركز على إقامة شراكات إستراتيجية مع القطاع الخاص لتسهيل إنشاء مشاريع جديدة وتوفير فرص عمل ملائمة للشباب، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
وتضمنت برامج انتخابية سياسات تشجع الاستثمار في مجالات إستراتيجية مثل الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والسياحة، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين الخدمات العامة.
من وجهة نظر الدكتور عايد العظامات، وهو رئيس قسم الجغرافيا التطبيقية في جامعة آل البيت، فإن الدعاية الانتخابية وللأسف، خلت من أي برنامج انتخابي مميز لأي مترشح. ومع ذلك، من خلال بعض لقاءاتي مع المترشحين، أكدوا حرصهم على محاربة الفقر والبطالة والمحسوبية، والسعي لجلب مشاريع تنموية للمناطق الريفية، والعمل على رفع مستوى التعليم والخدمات الصحية والمياه”.
وأضاف العظامات لـ”الغد”، “جميع البرامج الانتخابية للمترشحين تتشابه تقريبا لأن المشاكل هي نفسها. لكن الإمكانيات محدودة لمعالجتها نظرا للظروف الصعبة في المنطقة. فالمواطن الأردني أصبح على دراية ووعي بجميع القضايا المحيطة به، ويعرف الدور المحدود للنائب في الوقت الحالي على الصعيدين السياسي والاقتصادي. لذا، نشاهد عدم اهتمام واضح من قبل المواطنين وعدم تفاعل مع تلك الطروحات”.
ويرى المواطن علي حمدان وهو من إحدى مناطق البادية الشمالية الغربية، أن “البرامج الانتخابية للمترشحين تختلف بشكل كبير حسب المترشح وحزبه السياسي. فبعض البرامج تركز على القضايا الاقتصادية مثل تحسين مستويات المعيشة، وزيادة فرص العمل، وخفض الضرائب، بينما تركز برامج أخرى على القضايا الاجتماعية مثل التعليم، والرعاية الصحية، والعدالة الاجتماعية”.
وأشار حمدان، إلى أن “تلبية حاجات المواطنين تعتمد على مدى توافق هذه البرامج مع تطلعاتهم واحتياجاتهم اليومية. وفي بعض الأحيان، قد يرى المواطنون أن البرامج الانتخابية تقدم وعودا كبيرة ولكنها تفتقر إلى التفاصيل حول كيفية تحقيق هذه الوعود أو تمويلها، مما قد يقلل من الثقة في قدرة المترشحين على تنفيذها”.
وأكد، “أهمية أن يكون لدى المترشحين برامج واقعية ومحددة تعكس الفهم الحقيقي لحاجات المواطنين وتقدم حلولا قابلة للتنفيذ. فيما قد تختلف الآراء بين الناخبين، حيث يرى البعض أن البرامج الانتخابية الحالية تلبي حاجاتهم، بينما يرى آخرون أنها تحتاج إلى تحسينات أو تفاصيل أكثر”.
كما أشار إلى أن “المشهد الانتخابي شهد لأول مرة ظهور قوائم وطنية حزبية بدأت بالفعل في تغيير المشهد والتحالفات”، موضحا أنه “على الرغم من أن أغلب الأشخاص أصحاب خبرات سياسية وشخصيات مخضرمة، إلا أن تقليص المقاعد المحلية أدى إلى احتدام المعترك الانتخابي وزيادة التنافسية بين المترشحين”.
واختتم حمدان حديثه بالإشارة إلى أن “السواد الأعظم من الناخبين ما يزالون ينتخبون المرشح لانتمائه للعشيرة، ولكن للمرة الأولى نرى أحد المترشحين الشباب يشكل تهديدًا للإرث القديم المعتمد على الجاه والمنصب بسبب علاقاته الممتازة مع الطبقة الوسطى والكادحة من جميع العشائر. قد يدل هذا على بدء تغيير إيجابي في مجتمع البادية مبني على القيم والمبادئ ونظرة تقييمية لشخص وكاريزما المرشح.”
وعبّرت المواطنة سحر وليد من قصبة المفرق عن استيائها قائلة، “لم ألاحظ أي تغيير حقيقي في البرامج الانتخابية. كل المترشحين يتحدثون عن القضايا نفسها مثل الفقر والبطالة، لكنني لا أرى خططا ملموسة لمعالجتها. الوضع الاقتصادي والسياسي صعب، والإمكانات محدودة، ما يجعلني أشعر بعدم جدوى التصويت، حيث يبدو أن النتائج لن تختلف كثيرا عن السابق”.
وعلى عكس سحر، يبدي المواطن ياسر سليمان من قصبة المفرق قدرا من التفاؤل، قائلا، “رغم أن البرامج الانتخابية قد تبدو متشابهة، إلا أنني أؤمن بأهمية التغيير والتجديد في البرلمان. أرى أن الاهتمام بقضايا مثل التعليم والصحة والتنمية المحلية ضروري، ويجب علينا منح الفرصة للمترشحين الجدد الذين يقدمون حلولًا مبتكرة. إذا لم نشارك في الانتخابات، لن نتمكن من تحسين الوضع الحالي. لذلك، أنا متفائل وأعتقد أن التصويت يمكن أن يحدث فرقا”.
ويرى مواطن من البادية الشمالية، فضل عدم نشر اسمه، أن “الانتخابات توفر فرصة لتغيير الأوضاع الراهنة. القضايا التي يتم تناولها مثل تحسين الخدمات الأساسية والتنمية الاقتصادية مهمة للغاية بالنسبة لنا. نحن بحاجة إلى منح فرصة للمترشحين الذين يعرضون أفكارا جديدة ويظهرون استعدادا فعليا لمعالجة مشاكلنا. التغيير يبدأ من هنا، والمشاركة في الانتخابات هي خطوة أساسية لتحقيق ذلك”.
أما الشاب سليمان الشرعة، من دائرة بدو الوسط، فيقول، “قررت مقاطعة هذه الانتخابات لأنني لا أرى قيمة مضافة من النائب، سواء كان من السابقين أو الجدد. من وجهة نظري، لن يقدم النائب الجديد أي تحسينات حقيقية في قضايا مثل التوظيف أو غيرها. لذلك، أرى أن عدم المشاركة في الانتخابات هو الخيار الأفضل”.
وأفادت إحدى المواطنات من قرى محافظة المفرق، أن “الوضع الانتخابي الحالي لا يعكس تغييرات ملحوظة”، مشيرة إلى “غياب البرامج الانتخابية الفعالة وعدم ظهور شخصيات ذات تأثير إيجابي. الوضع ما يزال كما هو دون تغيير حقيقي. رغم إعجابي بالمترشح الذي كنت أعتزم التصويت له، قررت مقاطعة التصويت للقوائم المحلية”.
وأضافت، “أرى أن القوائم الوطنية أكثر قدرة، وقررت للمرة الأولى المشاركة في التصويت لقائمة وطنية للتعبير عن رأيها وأداء واجبها بصدق”.

 دعاء الزيود/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة