إربد.. موسم زيتون مبشر وتوقعات بارتفاع الإنتاج %20

إربد- يترقب مزارعو الزيتون في إربد، موسما يقولون إنه مبشر، وإن كميات الإنتاج المتوقعة فيه، سترتفع بنسبة 20 % مقارنة بالموسم السابق، فيما يأملون بأن تحافظ أسعار الزيت على مستوياتها كما كانت في العام الماضي، وألا يكون هناك تأثير لزيادة كميات الإنتاج على الأسعار العام الحالي.

ويعتمد مزارعو الزيتون في إربد، بشكل كبير، على ما تنتجه أراضيهم من زيتون وزيت لتوفير نفقات أسرهم على مدار العام، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن انخفاض أسعار الزيت في حال حدث بالفعل، قد يدفع الكثير منهم إلى زراعة أراضيهم بمحاصيل وأشجار أخرى.

ووصل سعر تنكة زيت الزيتون العام الماضي (تزن 16 كيلوغراما) إلى 100 دينار، في حين تشير التوقعات لهذا العام إلى انخفاضها بنحو 10 دنانير بسبب زيادة كميات الإنتاج.
وأشار المزارعون إلى أن معدلات الأمطار التي هطلت على المحافظة العام الماضي وتجاوزت نسبتها 120 % كان لها الأثر الإيجابي في زيادة إنتاج الزيتون بشكل أفضل؛ حيث توفرت الاحتياجات الحرارية، وكان الجو مناسبا، لافتين كذلك إلى أن عدد الأيام الماطرة كان كبيرا، مما أعطى فرصة أفضل لإنتاج محصول الزيتون.
وقالوا، إنهم بدأوا يتحضرون لقطف ثمار الزيتون من خلال إزالة الأعشاب الجافة من تحت الأشجار ورشها بالمبيدات الحشرية، مشيرين إلى أنهم لا يتمكنون من قطف الثمار إلا بعد هطول الأمطار لغسل الأشجار من الغبار المتراكم عليها طيلة العام الماضي، إضافة إلى زيادة كميات الزيت في الثمرة، خصوصا أن الأشجار عطشى ولم تُرو منذ عام.
ووفق المزارع محمد خضير، فإن “شجرة الزيتون تمر بحالة المعاومة، حيث تتناوب الأشجار بين إعطاء براعم زهرية في سنة الموسم الوفير، وفي العام الذي يليه تميل هذه الأشجار لإعطاء براعم خضرية تكون مهمتها إعطاء نموات جديدة تحمل البراعم الثمرية للموسم التالي”.
وأوضح خضير “أن عوامل عديدة تؤثر في شدة المعاومة، منها الصنف المزروع والخدمات الزراعية المقدمة للأشجار، مثل التقليم والتسميد السنوي المتوازن، والري التكميلي خلال الصيف، إضافة إلى الحراثة وإزالة الأعشاب الضارة”.
أما المزارع علي المومني، فقال “إن الموسم الزراعي الحالي للزيتون أفضل من الموسم الماضي بسبب الأمطار التي سقطت على المحافظة العام الماضي”، مؤكدا “أن الإنتاج هذا العام سيكون وفيرا، مما يزيد دخل الأسرة ويوفر فرص عمل للأيدي العاملة”.
ولفت المومني، إلى أن “موسم الزيتون ينتظره المئات من الأسر كل عام، خصوصا أنه يعد مصدر دخل للعديد من الأسر في إربد في ظل اعتمادهم على تلك الأشجار بشكل أساسي، إضافة إلى ما يوفره الموسم من فرص عمل مؤقتة للمتعطلين عن العمل”.
من جهته، توقع مدير زراعة إربد الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي، أن يكون موسم الزيتون مميزا هذا العام، مؤكدا أن محافظة إربد تشهد اكتفاء ذاتيا من محصول الزيتون هذا الموسم، وكمية المحصول تغطي حاجة المحافظة، فيما الفائض يتم بيعه إلى المحافظات الأخرى.
وأوضح أبو عرابي، أن الأصناف المزروعة في محافظة إربد ذات جودة عالية، وأنه من المتوقع أن يكون موسم الزيتون لهذا العام أفضل من سابقه نظرا لحمولات الأشجار، عازيا ذلك إلى معدلات هطول الأمطار المرتفعة العام الماضي، التي زادت في بعض المناطق 160 % على المعدل العام، إضافة إلى حملات الرش التي قامت بها مديرية الزراعة وعمليات الإرشاد للمزارعين.
كما توقع ارتفاع إنتاج الزيتون العام الحالي بنسبة تزيد على 20 %، داعيا المزارعين إلى عدم قطف ثمار الزيتون قبل الوصول إلى مرحلة النضج التي تختلف من صنف إلى آخر.
وأضاف أبو عرابي، أن بعض الثمار تنضج مع بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، في حين أن هناك أصنافا أخرى، ومنها النبالي المحسن الذي انتشر بشكل واضح، ينضج قبل نهاية هذا الشهر.
وعن أسعار الزيت المتوقع لهذا الموسم، أكد أبو عرابي أن الأسعار يحكمها العرض والطلب، في ظل ارتفاع أجور الأيدي العاملة وأعمال التقليم والرش والتسميد.
وشدد على أهمية استعمال الصناديق البلاستيكية المفتوحة وعدم خلط الثمار المصابة والساقطة على الأرض مع الثمار السليمة، وعدم استخدام العصي في عملية قطف الثمار، وتخزين الزيت في عبوات غير قابلة للصدأ.
وتعد محافظة إربد الأكبر بين المحافظات المزروعة بأشجار الزيتون، فيما تقدر وزارة الزراعة أن أكثر من مليون دونم مزروعة بالزيتون في الأردن، وتشكل 40 % من الإنتاج الزراعي و77 % من الأشجار المثمرة.
ووفق إحصائيات مديرية زراعة إربد، فإن المحافظة تنتج ثلث إنتاج المملكة من ثمار الزيتون والزيت، حيث تبلغ المساحة المزروعة 170 ألف دونم، وتشكل 95 % من إجمالي الأشجار المثمرة في إربد.
كما يعد الزيتون والزيت مصدر دخل رئيسيا أو مساندا لقرابة 35 ألف أسرة على مستوى المحافظة بسبب وجود أعداد كبيرة جدا من أشجار الزيتون، ما يعكس أهميته في مواجهة مشاكل الفقر والبطالة.
واحتلت محافظة إربد المرتبة الأولى على مستوى المملكة في إنتاج ثمار الزيتون المستخدم في العصر، وكمية زيت الزيتون المنتجة، خلال العام الماضي.
وبحسب المسح السنوي لمواسم 2023-2024 لمعاصر الزيتون، التي يبلغ عددها 146 معصرة، ونفذته دائرة الإحصاءات العامة بالتعاون مع وزارة الزراعة، بلغت كمية ثمار الزيتون المستخدمة في العصر في إربد 51.8 ألف طن، بانخفاض نسبته 5.9 % عن 2022، بينما كانت كمية زيت الزيتون المنتجة في المحافظة نفسها العام الماضي 10.2 ألف طن، بانخفاض نسبته 13.2 % عن العام الذي سبقه.
وبلغ إنتاج أشجار الزيتون في محافظة إربد العام الماضي 32.122 ألف طن، وبلغ إنتاج المحافظة من الزيت نحو 6382 طنا، اعتمادا على الإحصائيات الواردة من معاصر الزيتون في المحافظة وألويتها كافة.
ويبلغ إنتاج المحافظة السنوي من زيت الزيتون بين 10 و11 ألف طن اعتمادا على جودة الموسم الزراعي، ما يشكل نحو ثلث إنتاج المملكة تقريبا.
كما تضم المحافظة 52 معصرة زيتون تعمل بنظام العصر الثلاثي وبطاقات إنتاجية مختلفة، بالإضافة إلى 3 معاصر قديمة عاملة في لواء الكورة.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة