مهرجان الحصاد يختتم فعالياته” بالنقد والشعر والموسيقى ” في مركز إربد الثقافي.

محمد الأصغر محاسنه. / اربد .
اختتمت مساء أمس في مركز اربد الثقافي فعاليات مهرجان الحصاد العاشر الذي تنظمه مديرية ثقافة اربد بالتعاون مع المجتمع المحلي والهيئات الثقافية في اربد ، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام . برنامج الختام الذي رعاه مدير ثقافة اربد الدكتور سلطان الزغول وادار مفرداته جينا صالح ، وتضمن البرنامج على ندوة ثقافية من ثلاثة متحدثين حول ” الحركة الثقافية والفنية في ربع قرن “. . استهل الحديث الناقد والشاعر والفنان التشكيلي محمد العامري حول مسيرة التشكيل في الأردن باضاءات أولها:
عن مؤتمر أريحا سنة ١٩٥٠ الفاصلة و الأهم في ارتباط مصير الشعب الأردني والفلسطيني في مصير واحد مما انعكس على المشهد الثقافي الأردني ومن بينها الفن التشكيلي بحيث استقر عدد من الفنانين الفلسطينيين في الأردن مما أسهموا في تحريك عجلة الفن التشكيلي في الأردن
ومن بينهم ” عفاف عرفات، جمال بدران، فاطمة المحب، سامية الزرو ” .
كما توالت بذور الأنشطة التشكيلية بدايات خجولة للهواة عام ١٩٥١ عن طريق المنتدى العربي الذي أسسه المرحوم إبراهيم قطان
حيث أقيم معرض شارك به : إحسان ادلبي، رفيق اللحام، مهند درة، هشام حجاوي وآخرون…..
وبعدها بعام عرض رفيق اللحام وفاطمة المحب وجورج أليف في الكلية العلمية الإسلامية بالإضافة إلى ندوات حول التشكيل في معهد النهضة العلمي حيث ازدادت في هذه الفترة أعداد كبيرة من التشكيليين.
وبعد ذلك أسس الدكتور حنا كيالي معهد للموسيقى والرسم في عمان بإشراف الإيطالي “أرماندو برون ” ليلتحق به كل من مهند درة ، ورفيق اللحام ، ووجدان علي وغيرهم لتدريس الفنون في عمان.
بعد ذلك أصبح الفن من ضرورات الدولة الأردنية ليتم ابتعاث فنانين للدراسة في الخارج .

” الإضاءة الثانية ”
بعد هزيمة ال ٦٧ تأسست دائرة الثقافة والفنون والتي أسهمت في تغذية الساحة التشكيلية الأردنية جراء الهجرة القسرية حتى برزت أسماء جديدة مثل : الفنان منى السعودي ، ونصر عبدالعزيز حتى تم تأسيس معهد الفنون والموسيقى بمبادرة من مهنا الدرة الذي ترأس إدارة المعهد فكان لتأسيس المعهد أثر كبير في ظهور أسماء من الفنانين بالإضافة إلى اسهامات الأميرة فخر النساء زيد في تعليم مجموعة من الفنانات ” الأميرة عاليه بنت الحسين، هند ناصر، أوفيما رزق ، جانيت جنبلاط “وغيرهم.

” الإضاءة الثالثة”
تحدث العامري عن تأسيس رابطة للفن التشكيلي الأردني التي كانت ولادتها عام ١٩٧٧ وتأسيس الجمعية الملكية للفنون برئاسة الأميرة وجدان علي عام ال ٧٩ مما رافق ظهور أسماء جديدة منهم ” كايد عمرو، كورام النمري، محمد أبو زريب” وغيرهم…

” الإضاءة الرابعة ”
كان لعام ١٩٨٠ تحول كبير في استحداث كلية للفنون الجميلة في جامعة اليرموك وإفتتاح المعهد الوطني للفنون الجميلة كما أنشأت مؤسسة عبدالحميد شومان مؤسسة ترعى الثقافة والفن عام ١٩٨٨ .

” الإضاءة الخامسة ”
تحدث العامري عن التحولات العمودية للتشكيل الأردني في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بأنها شهدت هذه المرحلة نشاطا مغايرا وكبيرا في مجالات الفنون عبر اسهامات مؤسسات أهلية اخذت على عاتقها الإهتمام وتسويق الفن من خلال صالات عرض احترافية حيث استطاعت تلك المؤسسات أن تسهم في تسويق العمل الفني الأردني والعربي وإقتناء أعمال فنية كجزء من الإستثمار وأصبحت هذه اللوحات موجودة في متاحف خاصة.
اما عن أهم منجزات العقدين الأخيرين توجه كثير من المؤسسات المالية والجمعيات لتنظيم ملتقيات خاصة بالتشكيل الأردني والعربي مثال ذلك : سمبوزيوم أقامته كلية المسرح والفنون التابعة لوزارة الثقافة في جبل اللويبدة في نهاية التسعينيات من القرن الماضي وغيرها من الملتقيات التي اختصت في النحت.

بعد كل هذا الإهتمام المستمر منذ البدايات بالتشكيل الأردني من خلال الإنتشار الواسع للأنشطة الفنية عملت وزارة الثقافة على التعريف بالفن الأردني مر خلال دعم شراء الأعمال الفنية ومشاركة فنانين أردنيين داخليا وعربيا بالإضافة الإهتمام الإعلامي عبر الصحف والمجلات التي عرضت على صفحاتها أعمال فنانين أردننين مما سهل إنتشار أوسع بالفنان والفن الأردني عبر هذه الوسائل للعالم أجمع. .
الدكتور “هاني عبيدات ” قدم بحثا حول التراث تحدث فيه عن قيمة التراث التي تعد الذاكرة الحية للمجتمع و الروح المتنقلة في وجدان الأمة و هو ما اعتادوا عليه من فنون أدائية و تعبيرية و تشكيلية ، والذي
تكمن اهميتة في انه مصدر من مصادر الدخل الوطني بما له من علاقة بالجذب السياحي و فتح فضاءات اقتصادية من خلال توفير فرص عمل و تنشيط الصناعات الثقافية و الإبداعية من الفنون و الحرف و الكتب و الوسائط الإعلامية و البرمجيات. وعن دور المؤسسات الوطنية في حفظ التراث أضاف عبيدات ”
بأن وزارة الثقافة حققت نجاحات متميزة خلال الألفية الثالثة على الرغم من قصر عمر المدة ، ودو المكتبة الوطنية التي اصبحت نموذجا في التوثيق و النشر و الحفظ . ودور
الحكومة المصادقة على العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحفظ و صون التراث.
من جانبه تحدثت د. ليندا عبيد أستاذة الأدب والنقد الحديث في جامعة اليرموك  حول الأدب في الالفية الثالثة وقالت عبيد ” إن الادب الأردني شعرا ونثرا قد شهد نضوجا  واكتمالا علي مستوى البناء الفني والتقنيات والمضامين بل وعلى مستوى الإنتاج والنشر، ويأتي ذلك تزامنا مع  ينال الفن بفعل الصيرورة الزمنية الطبيعية التي تغير الظروف الاجتماعية والثقافية والسياسية وتنعكس على المبدع وتشكيله  وأدبه، وياتي ذلك تماشيا مع تطور الرواية العربية ونضجوجها واستكمال تجربتها.
وقد عرضت د. عبيد للشعر في الاردن والرواية والقصة القصيرة منذ مرحلة إمارة شرق الاردن ورواده وصولا إلى الألفية الثالثة وتوقفت عند العناصر التي أدت إلى نضوجها وتطورها الفني وصولا إلى مرحلة التجريب والتجديد الفني، إضافة إلى الحديث عن انتشار الرواية الاردنيةو وصولها إلى العالمية إن جازت التسمية عبر حركتي الترجمة والجوائز خاصة فيما يتعلق بالرواية. ولفتت الانتباه إلى الإصدارات الكثيرة والإنتاج الزخم شعرا وقصة ورواية، وعن ولادة فنون جديدة مثل الهايكو والقصة الومضة أو القصة القصيرة جدا والرواية الرقمية واستكمال تجارب قصائد النثر والتفعيلة، وقد تزامن ذلك مع حضور حركة نقدية نشطة تتحرك مابين القبول والرفض لبعض الفنون الحداثية، ورأت أن تطور الرواية والقصة والقصيدة جاء تماشيا مع تطورها عربيا فمن الرواية الرومانسية إلى الواقعية والوجودية وفق الصيرورة الزمنية الطبيعية لتعبر عن الإنسان والمكان .
الشاعر أمين الربيع قرأ مجموعة من قصائده التي تعاين احوال الحياة والذات ، فهو شاعر مسكون بالتأملات والاسئلة التي يطرحها من خلال نصوصه العميقة . ومن قصيدة ” رسالةٌ مفقودةٌ من رسائلِ إخوانِ الصَّفا ”

يزيدُكَ الحُبُّ في تعليلِهِ مَرَضَا فكلَّما وضَحَتْ أسبابهُ غَمَضَا

كم شوَّحَ الحُبُّ في حِرْمانِهِ كبِدًا وفي عطاياهُ كم من ميِّتٍ نَهَضَا

الحُبُّ مثلُ غريبٍ مَرَّ مُنتَبِها بين اللُهاةِ وحينَ استشعَروهُ مَضَى

ومثلما يتهجَّى الأرضَ مُبتَعِدًا غيمٌ على حافَةِ (الوُدْيانِ) قد رَكَضَا

مُغامرٌ ملَّ من تَكرارِ قصَّتهِ وسامريٌّ على الآثارِ قد قَبَضَا

الحُبُّ ما هَمَسَتْ نَفْسٌ لجُثَّتِها شعبٌ إذا سَقَطَتْ حلواؤهُ انتفَضَا

طاغٍ تجبَّرَ والأبرارُ تتبَعُهُ لوالديهِ جناحَ الذُّلِ ما خفَضَا

تاجٌ من الوردِ في أُسطورةٍ يَبستْ وكائنٌ من خيالاتِ الرؤى انقَرَضَا

سِربٌ من الطَّيرِ يأتي عندَ موعدِهِ مُهاجرًا، وبريقٌ خُلَّبٌ وَمَضَا

صِدقٌ يُكذِّبُ، آمالٌ مُخرَّمَةٌ وزاهِدٌ عبدَتْ شكواهُ ما رَفَضَا ..

واختتمت الفعالية بوصلة موسيقية شارك بها كل من : شروق فشخو ، لؤي خصاونه ،نانسي رياض ، لارا كيله ، اغاني من الزمن الجميل . وقدم الفنان نزار العيسى مجموعة من الأغاني . وفي نهاية الحفل قدم مدير ثقافة اربد الشهادات على المشاركين .

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة