إربد.. المياه العادمة تنغص الحياة في كفريوبا و”الصرف الصحي” ينتظر التمويل

إربد- تتفاقم معاناة سكان منطقة كفريوبا التابعة للواء غرب إربد، جراء غياب مشروع صرف صحي، يخلص المنطقة وسكانها من هم يعكر صفو حياتهم، وذلك مع استمرار فيضان المياه العادمة في الشوارع، وما يسببه ذلك من مكاره صحية وانتشار للحشرات والقوارض.

ويؤكد مواطنون أن المشكلة باتت تستدعي حلا أكثر من أي وقت مضى، مشيرين إلى أن كثيرين باتوا يفرغون الحفر الامتصاصية في الشوارع، لعدم قدرتهم على جلب صهريج لتفريغها بسبب الكلف المالية التي تترتب على ذلك.

وطالبوا بضرورة إيجاد حل من قبل الجهات المعنية، خصوصا أنه كان تم استثناء المنطقة من مشروع صحي شمل مناطق غرب إربد، مشددين على أن غياب الحل أو تأخره يعني إهمالا، وعدم اكتراث بمعاناة مئات آلاف السكان.
وتبرز وعود رسمية بشأن إنشاء مشروع صرف صحي، إلا أنها رهن توفير التمويل اللازم للمشروع الذي قدرت كلفته بـ18 مليون دينار.
واستُثنيت منطقة كفريوبا من مشروع الصرف الصحي الذي يُنفذ في جميع مناطق غرب إربد بكلفة تزيد على 40 مليون دولار، رغم أن كفريوبا تُعد مركز اللواء ومن أكثر المناطق كثافة سكانية وأكبرها مساحة جغرافية.
وباشر مقاول الصرف الصحي بأعمال حفريات مناطق (هام، جمحا، بيت يافا، كفررحتا، ججين، زحر) منذ ما يقارب العامين، بتمويل من الاتحاد الأوروبي (EU) وبنك الاستثمار الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) كمنح وقروض، فيما نُفذ مشروع الصرف الصحي في مناطق (ناطفة، سوم، دوقرا) قبل أكثر من 8 سنوات.
ويهدف مشروع صرف صحي غرب إربد، إلى تحسين وتطوير خدمات الصرف الصحي نتيجة التوسعات العمرانية والتطور الحضري الذي شهدته هذه المناطق، ولخدمة ما يزيد على 200 ألف مواطن بخدمات الصرف الصحي، وتحسين الواقع البيئي لحماية مصادر المياه والاستخدام الآمن لمرافق الصرف الصحي في نهاية المشروع.
واشتكى سكان كفريوبا، الذين يزيد عددهم على 30 ألف نسمة، من غياب شبكة الصرف الصحي في منطقتهم؛ مما يدفعهم إلى استخدام الصهاريج لتفريغ حفرهم الامتصاصية باستمرار، مما يسبب آثاراً بيئية بسبب فيضان تلك المياه في الشوارع، إضافة إلى الكلف المرتفعة لنضح الحفرة الامتصاصية.
وأشاروا إلى الروائح الكريهة التي تسببها الحفر الامتصاصية بسبب تعمد بعض المواطنين تفريغ المياه العادمة في الشوارع لعدم قدرتهم على دفع تكاليف استئجار صهريج لنضحها، الأمر الذي يتطلب الإسراع في تنفيذ مشروع الصرف الصحي في المنطقة.
ووفق المواطن علي الردايدة، فإن “حجم المعاناة التي تلحق بالمواطنين في المنطقة بسبب غياب شبكة الصرف الصحي كبيرة جدا، ذلك أن المياه العادمة تتسرب من الحفر الامتصاصية إلى الشوارع، مسببة مكرهة صحية، ناهيك عن الروائح الكريهة والحشرات التي تتكاثر بسبب تلك المياه”.
ولفت الردايدة، إلى المصاريف التي يتكبدها المواطن كل شهر لاستئجار صهاريج بشكل دوري لتفريغ الحفرة الامتصاصية، إضافة إلى تكرار مشكلة فيضان المياه العادمة في الشوارع وداخل الأحياء السكنية، مشيرا في الوقت ذاته، إلى معاناة السكان في التخلص من هذه المياه العادمة بسبب ارتفاع كلف أجورها، التي تتراوح بين 30 و45 دينارا للحمولة الواحدة.
وقال المواطن أحمد القواسمة، إن المشكلة في غياب شبكة الصرف الصحي تكمن في عدم وجود إمكانية لاستحداث حفر امتصاصية جديدة في ظل الزيادة السكانية والتوسع العمراني، حيث يضطر المواطن إلى ربط المجاري بأكثر من حفرة امتصاصية، مما يؤدي إلى فيضانها باستمرار.
ولفت القواسمة، إلى أن معاناتهم تزداد في فصل الصيف بسبب الروائح الكريهة وعدم قدرتهم على فتح نوافذ منازلهم بسبب انتشار البعوض والحشرات، مستغرباً استثناء منطقة كفريوبا من مشروع الصرف الصحي بالرغم من الكثافة السكانية مقارنة بالمناطق الأخرى.
من جهته، أوضح رئيس بلدية غرب إربد جمال البطاينة، أن حجم الضرر الذي يؤثر على المنطقة كبير، خصوصا مع وجود أكثر من 8 آلاف حفرة امتصاصية.
وأضاف البطاينة، أن الوضع المادي لأغلب سكان المنطقة لا يسمح بدفع مبلغ شهري قد يصل إلى 100 دينار مقابل نضح الحفر، مما يدفع بعضهم إلى ترك الحفر دون نضح لفترات طويلة، الأمر الذي يؤثر على البنية التحتية والمياه الجوفية في المنطقة.
وقال، إن “الدراسات الأولية للمشروع موجودة، لكنها بانتظار التنفيذ المرتبط بتوفير التمويل المالي، مبيناً أن تنفيذ هذا المشروع من اختصاص وزارة المياه والري، التي تتقاضى بدورها ما نسبته 3 % من وزارة المالية كضريبة على المواطنين”. وأشار البطاينة، إلى أن اكتظاظ الأبنية في المنطقة يساهم في إنشاء الحفر الامتصاصية بسبب ضيق المساحات، مما يضاعف من حجم المشكلة، مؤكداً الحاجة الماسة لإيجاد شبكة صرف صحي لخدمة المواطنين. وشدد البطاينة كذلك، على أن استكمال تنفيذ مشروع الصرف الصحي في غرب إربد أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل، مبينا أن المسؤولين في وزارة المياه أوضحوا أن سبب تأجيل بعض المناطق في المشروع أثناء تنفيذه يعود لأسباب فنية، ومن ضمنها منطقة كفريوبا.
بشأن ذلك، يؤكد أمين عام وزارة المياه والري المهندس وائل الدويري، أن مشروع الصرف الصحي لمنطقة كفريوبا قيد استكمال الإجراءات لتأمين التمويل المناسب، وأن الدراسات التفصيلية جاهزة وتمت مخاطبة الممولين.
وأكد الدويري، أن موازنة الحكومة لا تستطيع تمويل المشاريع الكبرى التي تحتاج إلى مبالغ تتراوح بين 50 و100 مليون دينار، وأنها تعتمد على تمويلها من الخارج، لافتاً إلى أن الكلفة المتوقعة لمشروع منطقة كفريوبا تقارب 18 مليون دينار.

أحمد التميمي/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة