في ظل دماء الشهيد ماهر الجازي // المحامي الدكتور جمال التميمي
لايستقيم هواء ؛ الهواء يكره الظل , والظل في الخصر خنجر , المبطون ظهره معوج والاعرج طريقه معوج . في ظل المنجل يستقيم الخوف مع الخضوع عندما يصبح العنوان كسرة خبز وبطن مشبع ورأس أبتر .المنجل دون سلاح مستباح تذروه الرياح هشيم أصفر . في ظل الخوف يتمنى من ملأ الكرش زعتر أن في المطبخ خنجر أو سكين فاكهة او حتى مقص أظافر وما الحاجة إن كانت تلك الانامل مقلمة والقلم أبتر .في ظل المقت يمنع القيام يستباح المنهج ويستباح الكتاب ويصبح الوطن مجرد كلمة على رضاب المصلحة إن الخوف أكبر . الرماد رداء والوحش سيد والبلاء نعمة . باختصار الواقع مر وإن صوروه مرمر. في ظل المنجل دلالت السقوط أكبر . من يملك الظل يملك المنجل ومن يملك البندقية دون رصاص أشعث أغبر .
بنادق صيد الاحلام ترسم تراجيديا القدر ولحن الرجوع الاخير يصدح عندما نأكل كل شيء دون أن نصنع هوية دون أن نملك بندقية دون أن نبني طريقنا إلى الله نحن شعب أعزل يستبيحنا الاحمر والاصفر . دموعنا مُرة وسُكَرنا تعلقم , لا ظل اليوم سوى للبندقية لمن يمتلك الرصاص لا لمن يشتري بالاوقية .
لا مكان اليوم لمن لا يجلدون ذواتهم ولمن يخشون سعة الأحلام ولمن يشعرون بالدونية لمن ينظرون موطىء القدم فمن ينظر موطىء قدمه يتعثر ماااا أصعب عثرات الجماعة
قررت اليوم أن أغيب عن الوعي أن انفصم عن الواقع فقلت المسكرات حرام وهل هناك حرام من أن يستصغر الصغير الانوف الكبار ربما أن الخمر أفضل السُكر ليس الخمر السكر أن تغيب وعدوك على أشلاء شعبك يتبختر.
تذكرت ماهر الجازي الذي لم يستطع المكوث أكثر فقرر الغياب وقرر الابحار نحو غد أفضل لم يستطع انتظار الحتف فذهب لملاقاته وكأنه يلتقي الحجيج عندما ليردد معهم أن الله أكبر .لم نذهب للتعزية كنا جميعا ” جميع الامة ” ننتظر أن يأتي ليقول لنا أعظم الله أجركم أنا ذهبت للموت وانتم تنتظرون مجيئه قوموا إلى مصانعكم , مزارعكم , بيوتكم , لتبقى مساجدكم كنائسكم ترتل أن الله عادل وأن الله مالك كل شيء وأن الكلمة الفيصل في الكون في الملكوت في السكون والحركة هي لله وليست لشعبه المختار الله لايختار شعب “مدجج ” بالسلاح يستعرض قوته على شعب أعزل . الله أعدل من أن يبقى هذا الواقع يسرد رواياته يسرد أحاديثه يتمدد ونحن نتجزر . الله أعدل ثم أن ماهر لم يرحل .
منذ اليوم فلتعلن وزارات الثقافة العربية , مؤسسات الطعام والشراب , برك الماء والاسماك , من يعدون المناهج ومن يرسمون السياسات ان القادم آت وان الوجود على كف عفريت إن سلبوا منا غزة ؛ مكة هي غزة والعرب اليوم كلهم غزة حتى ترضى ويضمد جرحها فإن بُح صوتها صداها مسموع . منذ اليوم فلنعلم أطفالنا كيف يكون الاعتماد على الذات , كيف يسير الحفاة على الارض وكيف يتعايش رجال الصاعقة مع الجرذان ومع قرادة الخيل وكيف يقضمون رأس الأفعى .
منذ اليوم فلنعيد وصفي التل وفراس العجلوني وموفق السلطي الى المنهاج , فليكن لاهل المسرح قصة أن ماهر الجازي كان في رصاصه أمهر من كل الطائرات الصهيونية فلنتنفس منذ الان تراب هذه الارض ؛ الارض عربية . الحلم عربي والواقع عربي نحن مازلنا أمة حية الامة التي فيها ماهر بالفعل أمة مازالت حية . أرض فيها ضريح أبو عبيدة أرض حية .
بألمي : المحامي الدكتور جمال التميمي
التعليقات مغلقة.