مواقع سياحية مهيأة وأخرى تنتظر.. ذوو الإعاقة أمام “فرحة منقوصة” في عجلون
على غرار ما يتلقاه ذوو الإعاقة من اهتمام ورعاية في منشآت ومناح حياتية عدة لدى جهات مختلفة، يجدد ناشطون ومهتمون في محافظة عجلون مطالبهم بالالتفات إلى هذه الشريحة في المجالات الترفيهية، وذلك من خلال تأهيل جميع المواقع السياحية والأثرية بما يتلاءم مع حاجات ذوي الإعاقة، والتسهيل عليهم عند زيارتهم لتلك المناطق.
وتتضمن هذه الدعوات التي تتكرر بين حين وآخر، مطالبات بضرورة تأهيل المواقع السياحية والأثرية، لا سيما في المناطق ذات الطبيعة الوعرة، كمناطق عجلون، لتسهيل عملية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، وحتى كبار السن والمرضى إلى جميع المنشآت السياحية وتلك المواقع، والتمتع بزيارتها كغيرهم، باعتباره حقا من حقوقهم الأساسية.
ويقول الناشط محمد القضاة، إنه من الضروري ضمان حق الأشخاص ذوي الإعاقة في السياحة والتمتع بها كغيرهم عند وضع مخططات المشاريع وتهيئة الظروف والبيئة المناسبة لهم لتمكينهم من هذا الحق، لافتا إلى أن استثمار السياحة للأشخاص ذوي الإعاقة سيكون له مردود اقتصادي، ليس محلياً فقط، بل باستقطاب سياح من الخارج، مطالباً بلدية عجلون الكبرى بضرورة توفير حديقة عامة تكون مؤهلة لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
ويؤكد رئيس اتحاد جمعيات ذوي الإعاقة في عجلون، عبدالهادي انجادات، أن تأهيل المواقع السياحية والأثرية بما يتلاءم مع احتياجات ذوي الإعاقة، يعد مطلباً مهماً، فهو يساعد في إدماج هذه الفئة، والتسهيل عليهم لممارسة حقهم في التمتع بزيارة تلك المواقع من دون أن تواجههم أي معاناة.
وقال انجادات، إنه تم عرض هذا المطلب في أكثر من مناسبة أمام الجهات المعنية، معرباً عن أمله بأن يتم في المستقبل القريب العمل على تحقيقه بما يسهل على ذوي الإعاقة زيارة المواقع الأثرية والسياحية في عجلون من دون أن تكون هناك أي معاناة على أهاليهم.
من جهته، يقول رئيس جمعية كفرنجة للتربية الخاصة، مصطفى فريحات، إن مسألة تأهيل المواقع السياحية والأثرية تعد من أبرز مطالبهم واحتياجاتهم التي نص عليها القانون، بما يساعد على إشراكهم في جميع المجالات التي تنمي قدراتهم ومواهبهم المتنوعة، لافتاً إلى أن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أكد حق الأشخاص ذوي الإعاقة في الثقافة والترويح والسياحة، وألزم الجهات المعنية بضرورة تهيئة الأماكن السياحية والمواقع الأثرية.
ووفق تقديرات عالمية، فإن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم يتجاوز 180 مليون سائح، إلى جانب مئات الملايين من السياح كبار السن.
يشار إلى أن ورقة سياسات أعدها معهد غرب آسيا وشمال أفريقيا قبل أكثر من عامين، حول تهيئة الأماكن السياحية والأثرية للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية والبصرية في محافظة عجلون، وتحديداً قلعة عجلون وموقع مار إلياس، بينت أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة تبلغ 11.2 % من مجمل السكان الأردنيين ممن أعمارهم 5 سنوات فأكثر، بحيث كانت الإعاقة البصرية الأكثر انتشاراً وتلتها الإعاقة الحركية، لافتة إلى وجود دعوات حقوقية تجاه هذه الفئات، وضرورة حقهم في الوصول إلى الأماكن السياحية، وإعادة النظر في مدى تهيئة الأماكن السياحية بما يتناسب مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة من دون المساس بهوية المعالم الأثرية، لا سيما وأن غالبية تلك الأماكن تعاني من قصور وقلة الإمكانات التي تحتاجها تلك الفئة، وتحديداً الحركية والبصرية، ما زاد من صعوبة اصطحابهم من قبل ذويهم، وجعلهم حبيسي المنازل.
وأشار الباحثون، إلى أن الورقة جاءت بهدف دراسة واقع الأماكن السياحية والأثرية في عجلون، وتحديداً قلعة عجلون وتل مار إلياس، ومدى تهيئتهما بما يتناسب مع احتياجات هذه الفئة، وتقديم عدد من التوصيات لصناع القرار والجهات ذات العلاقة، بما يضمن تهيئة الأماكن السياحية لذوي الإعاقة لتمتعهم بأحد حقوقهم بالوصول للمواقع السياحية والأثرية.
وتؤكد مصادر في وزارة السياحة، أن الوزارة، بالتعاون مع المجلس، تعمل جاهدة على البدء بتهيئة المواقع والمنشآت السياحية لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير تجربة سياحية متكاملة لهم، وذلك من خلال خطة عمل إجرائية تتضمن مجموعة من المحاور، منها محور التشريعات، والتدريب، والتوعية، وتأهيل المواقع السياحية، بالإضافة إلى تضمين قانون السياحة لسنة 2023 نصوصاً تشريعية لضمان توفير متطلبات الوصول والترتيبات التيسيرية للأشخاص ذوي الإعاقة.
كما تؤكد مصادر في دائرة الآثار العامة، أن الدائرة تعمل، وبالتعاون مع المجلس، على تهيئة العديد من الأماكن السياحية، كموقع مار إلياس في محافظة عجلون، وجبل القلعة بالعاصمة، بالإضافة إلى موقع المغطس في البلقاء، وخربة الدير بمدينة الفحيص، ومتحف الأردن وغيرها، مبينة أن الدائرة تعمل على إعداد خطة لتأهيل 15 موقعاً أثرياً جديداً بتمويل من البنك الدولي لتضمينها متطلبات التهيئة للأشخاص ذوي الإعاقة ضمن هذه الخطة.
ووفق رئيس بلدية عجلون الكبرى، حمزة الزغول، فإن البلدية تولي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة كل الاهتمام، مؤكداً أنه يتم خدمتهم عبر تجهيز المرافق العامة والحدائق المخصصة لهم وتوفير الممرات الخاصة، وإشراكهم في المشاريع التنموية مثل مشروع سوق ريف عجلون، الذي تم تخصيص نسبة 2 % من العاملين فيه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
بدوره، أكد مدير سياحة المحافظة، فراس الخطاطبة، أن وزارة السياحة تولي ذوي الإعاقة وكبار السن رعاية خاصة في سبيل تيسير زيارتهم للمواقع الأثرية والسياحية، لافتاً إلى وجود تنسيق مع المجلس الأعلى لذوي الإعاقة بهدف بحث آليات تقديم المزيد من الخدمات خلال الفترة المقبلة، لا سيما وأن محافظة عجلون ذات طبيعة وعرة.
وبين الخطاطبة، أن مركز الزوار وموقع مار إلياس وساحات قلعة عجلون والتلفريك مؤهلة حالياً لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، لافتاً إلى وجود 3 عربات تقوم بنقلهم من مركز الزوار إلى ساحات قلعة عجلون، بانتظار إيجاد الحلول لضمان وصولهم إلى داخل القلعة والتجول في مرافقها المختلفة.
عامر خطاطبه/ الغد
التعليقات مغلقة.