“لواء الحسا”.. تاريخ حضاري وإرث عريق يمتد منذ عصور ما قبل الميلاد

صدر عن دار دجلة للنشر والتوزيع، وبدعم من وزارة الثقافة، كتاب “لواء الحسا في محافظة الطفيلة التاريخ الحضاري والأثري”، تأليف كل من إخلاص بخيت الجعافرة وخديجة عبد الكريم النعيمات.

جاء الكتاب في ستة فصول؛ الأول يتناول لواء الحسا بتجمعاته السكنية الثلاثة (الحسا مركز اللواء، جرف الدراويش، العالية)، من حيث الموقع والتسمية والسكان والخدمات، فيما يتطرق الفصل الثاني لطرق المواصلات القديمة، التي كان الحسا وجرف الدراويش إحدى محطاته المهمة، كطريق تراجان، وطريق قافلة الحج الشامي، وخط سكة حديد الحجاز، بينما يبين الفصل الثالث أهمية الحسا في المراجع التاريخية المتعددة.

أما الفصل الرابع فيتناول دور منطقتي الحسا وجرف الدراويش السياسي في أواخر حكم الدولة العثمانية، من خلال المشاركة بثورة الكرك العام 1910، والثورة العربية الكبرى العام 1916، فيما اشتمل الفصل الخامس على الآثار والأماكن السياحية التابعة للواء الحسا، كقلعة الحسا، وواودي الحسا والمناطق التي يمر بها، مثل: خربة المدينة، وخربة التنور، والمياه المعدنية العلاجية في البربيطة وعفرا، وشلالات مجهود ذات الطبيعة الخلابة، وغيرها الكثير، والتي تظهر عراقة المنطقة وتاريخها الحضاري والسياحي.
فيما يتحدث الفصل السادس عن بيان العمق الحضاري والأثري لوادي الحسا عبر العصور المختلفة، منذ ما قبل الميلاد، كالعصرين الحجري والحديدي، وأيضا في العصور النبطية، الرومانية والبيزنطية.
جاء في مقدمة الكتاب أن لواء الحسا التابع لمحافظة الطفيلة يقع في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، ويعد من المناطق ذات الإرث التاريخي والحضاري، وأثرها ممتد منذ عصور ما قبل الميلاد، كالعصر الحجري والنحاسي والبرونزي، مرورا بالحضارات المتعاقبة، كالأدومية والمؤابية والنبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.
وتهدف هذه الدراسة، وفقا للمقدمة، إلى بيان التاريخ الحضاري والأثري للواء الحسا لتسليط الضوء على هذه المنطقة لما تتميز به من جمالية، ومراكز سياحية، خصوصا مع مجرى وادي الحسا والأماكن التي يمر بها، وبيان أهمية قلعة الحسا كتراث معماري وحضاري ما يزال شاهدا على روعة وعراقة المنطقة.
تشير خاتمة الكتاب إلى أن المتتبع لتاريخ منطقة لواء الحسا وسيرتها الحضارية، يلحظ أن المنطقة تعاقبت على أرضها حضارات عدة، تركت إرثا عريقا، ما يزال ظاهرا في عصرنا الحاضر، مما مد المنطقة بقيمة تاريخية وحضارية وسياحية، وهذا زاد من أهمية المنطقة، إلى جانب وقوع الحسا وجرف الدراويش على الطريق التجاري الملوكي القديم في أيام الأنباط والرومان، واستمر الاهتمام في العصور الإسلامية كواحدة من محطات الحج التي يفد إليها الحجاج للإقامة والمتاجرة، فكان لابد من توفير الخانات والأسواق لخدمة الحجاج والتجار، فكان للحسا وجرف الدراويش دور واضح ومهم في الأحداث السياسية خلال ثورة الكرك 1910، والثورة العربية الكبرى 1916.
وقد تمكنت منطقة لواء الحسا من تحقيق اكتفاء بمواردها المائية عبر الينابيع وعيون الماء المنتشرة فيها، ولا أدل على ذلك من أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان في فترات زمنية مختلفة، كما يعد وادي الحسا، والأماكن التي تقع على ضفافه، من أهم الأماكن الحضارية والسياحية في جنوب الأردن، ذات الطبيعة الخلابة، وتمتاز المنطقة بتوفر المياه المعدنية العلاجية التي تعد واجهة سياحية علاجية بارزة ومهمة.
وعن لواء الحسا وطرق المواصلات القديمة، تبين المؤلفتان أن لمنطقة لواء الحسا مكانة بارزة على الطرق القديمة، أول هذه الطرق طريق تراجان (الطريق الروماني)، دشن هذا الطريق على أساس قديم استخدم كطريق تجاري-عسكري في عهد الآراميين في الألف الأول قبل الميلاد، وقد خلفهم في ذلك الأنباط في نهاية القرن الأول قبل الميلاد، وكان يسمى آنذاك بطريق الملوك. أما في العصر الروماني فأنشأه الإمبراطور تراجانوس (تراجان)، في الفترة 111-114م، بين عاصمة الولاية العربية -بصرى الشام- وميناء العقبة، بطول حوالي 354 كم، وذلك لتسهيل تحركات القوات الرومانية المتحفزة آنذاك لقمع الثورات العربية المتكررة هنا وهناك.
الكتاب تضمن مجموعة من الصور تظهر الآثار في منقطة لواء الحسا، منها صورة “محطة سكة حديد الدراويش من الجهة الخلفية، وسكة حديد جرف الدراويش من الجانب الغربي، ومحطة سكة حديد الحسا “الجدار الجانبي”، بقايا من خربة التنور 2023، على جانب الطريق المؤدي إلى شلالات مجهود، ثم شلالات مجهود، وادي الحسا/ شلالات مجهود، وادي الحسا/ الفارعة، العينا/ على ضفاف وادي الحسا، وادي الحسا خلال مروره من منطقة العينا، خزانا (أحواض) الماء في العينا، جزء من سد التنور وتظهر فوقه الحمة، البربيطة، استراحة حمامات (المياء المعدنية) في البربيطة، موقع منتجع سيل الحسا، ومخيم سيل الحسا في البربيطة، قلعة الحسا، ألوية محافظة الطفيلة، إلى جانب خريطة الطفيلة من المركز الجغرافي الملكي”.

عزيزة علي/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة