حماية البيئة في عجلون تحت المجهر.. بؤر ساخنة بانتظار حلول

تبذل جهات ومؤسسات عدة معنية بالتوعية وحماية البيئة في محافظة عجلون جهودا تثقيفية وتوعوية للحد من الآثار السلبية للعديد من البؤر البيئية الساخنة في المحافظة وتقليل مخاطرها، خصوصا المتعلقة بالنفايات وحرائق الغابات والمحاجر ومخلفات المعاصر، إضافة إلى قضايا التنوع الحيوي والأمن الغذائي والتغير المناخي.

ويقول الناشط البيئي علي القضاة، إن المحافظة تشهد العديد من الفعاليات والمؤتمرات والزيارات والأنشطة البيئية التي تنفذها جهات رسمية وتطوعية مختلفة، تستهدف التركيز على عدة بؤر بيئية ساخنة، خاصة مخلفات معاصر الزيتون والتنزه والتعدي على الغابات والمقالع الحجرية، معربا عن أمله بترجمة أفكارها ومقترحاتها إلى مشاريع تعالج تلك البؤر.

وبيّن القضاة، أن تلك الفعاليات حملت مقترحات وأفكارا جديدة، لا سيما المتعلقة بمخلفات المعاصر “الزيبار”، حيث تم عرض تجارب جديدة لأنواع من معاصر الزيتون التي تعمل بتقنية جديدة لا تخلف وراءها تلك المياه السوداء.
وأكد المختص بالشأن البيئي المهندس خالد عنانزة، أهمية تنفيذ نشاطات بيئية مشتركة بين مختلف الجهات المعنية بحماية البيئة، موضحا أن من شأنها طرح الحلول والأفكار التي تساهم في معالجة قضايا بيئية تهم المحافظة.
ودعا عنانزة، إلى “عقد مثل هذه النشاطات الهادفة باستمرار، إذ إنها تؤكد حرص الأجهزة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني على العمل بجهود تشاركية من أجل نشر التوعية البيئية لسلامة وصحة الإنسان، ومحاولة إيجاد الحلول الفاعلة للبؤر البيئية الساخنة في عجلون”.
وأطلقت مديرية التربية والتعليم في المحافظة فعاليات أسبوع التوعية البيئية بمناسبة يوم البيئة العربي وأسبوع الحياة البرية من مدرسة عنجرة الثانوية للبنات، بالتعاون مع مجلس التطوير التربوي وفرع الإدارة الملكية لحماية البيئة ومديرية البيئة ومحمية غابات عجلون.
واشتملت فعاليات انطلاق الأسبوع التوعوي على عدة أوراق عمل من قبل الإدارة الملكية لحماية البيئة ومحمية غابات عجلون ومديرية البيئة.
وأشار ممثل مديرية التربية سامر القضاة إلى دور الجهات ذات العلاقة في نشر الوعي البيئي بين المواطنين لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تحتفل الدول بالعديد من المناسبات الخاصة بالبيئة خلال العام، لافتا إلى جهود وزارة التربية ومديرية تربية عجلون في التوعية بالتحديات والمشاكل البيئية التي تواجه المملكة عامة ومحافظة عجلون خاصة، ومؤكدا في الوقت ذاته أهمية تكثيف جهود التعاون المشترك من أجل مواجهة الأزمات والمخاطر التي تهدد النظام البيئي وإيجاد حلول حقيقية لتلك المشاكل البيئية التي تزداد يومًا بعد يوم.
وثمّن القضاة، جهود الجهات القائمة على إطلاق البرنامج بهدف التوعية ضد التحديات والمشاكل البيئية التي قد تتمثل في تلوث الموارد المائية والاحتباس الحراري وتراكم النفايات وغيرها من المشاكل.
وقال رئيس فرع الإدارة الملكية في عجلون النقيب مراد النمراوي، إن الإدارة شريك إستراتيجي مع الدوائر ذات العلاقة من شرطة ودفاع مدني وبيئة وزراعة وصحة ومياه وتربية وغيرها، بحيث تقوم بمهام وواجبات الحفاظ على البيئة والثروة الحرجية حسب المهام والواجبات الموكلة لها، مبينا أن الحفاظ على سلامة البيئة من التلوث والحفاظ على الغابات من الحرائق والتقطيع والرعي الجائر وسلامة الغذاء مسؤولية الجميع.
ولفت النمراوي، إلى الأدوار التي تقوم بها الإدارة على امتداد مساحة الوطن مع شركائها من أجل الوطن والمواطن، مشيرًا إلى التجهيزات والمعدات والآليات التي أدخلتها الإدارة للعمل في مراقبة الغابات وغيرها، وأبرز تلك الخدمات إدخال طائرة درون للعمل في الرقابة والمتابعة.
وتحدثت كوثر دويكات من محمية غابات عجلون، عن المحمية وما فيها من تنوع ونباتات تقدر بزهاء 600 نوع، منها ما هو نادر، و100 نوع من الحيوانات والزواحف، والأهمية البيئية التي تمثلها للتنوع الحيوي، مبينة العديد من البرامج التي تنفذها والدراسات وبرنامج فرسان الطبيعة، مؤكدة أن المحمية تعتبر من أهم وجهات السياحة البيئية في الأردن التي يرتادها الزوار من كل أنحاء العالم، وهي موطن للأيل الأسمر، مستعرضة جهود الجمعية الملكية في مجال إنشاء المحميات الطبيعية في المملكة.
وأشارت رئيس قسم التوعية في مديرية البيئة سوسن عنيزات، إلى أن الحفاظ على البيئة يكمن في العديد من الأمور واسعة النطاق التي توجب الحفاظ عليها، ومن هذه الأمور المُحافظة على صحة المجتمع وأفراده، ويتحقق ذلك بتوافر العوامل البيئية الجيدة بما في ذلك الهواء والماء والتربة، حيث تسهم في بناء مجتمع صحي، والمُحافظة على الموارد الطبيعيّة، وضمان الموارد الكافية من المصادر، وتحسين جودة الحياة ونوعيتها، إذ تمتاز البيئة النظيفة بقدرتها على التقليل من التوتر وتشجيع التفاعل فيما بين الأفراد، مما يُسهم في تحسين الجاذبية البيئيّة للمجتمع، ويؤدي إلى نوعية حياة أفضل للجميع.
وأشارت عنيزات، إلى المبادرات والبرامج التي أطلقتها وزارة البيئة بغية مواجهة التغير المناخي مع الشركاء لزراعة الأشجار في حديقة المئوية براجب والوهادنة، وتنفيذ برامج التوعية لكافة شرائح المجتمع.
وقالت مديرة المدرسة، أسماء خطاطبة، “إن اليوم العربي للبيئة يهدف إلى نشر التوعية البيئية وطرح المشاكل التي تهدد البيئة، حيث تلعب البيئة دورًا رئيسا وفعالًا في وجود الحياة على كوكب الأرض، ويعتمد جميع سكان الأرض على البيئة التي تقوم على توفير جميع الموارد الطبيعية اللازمة للبقاء على الحياة مثل الغذاء والهواء والماء وغيرها من العناصر المهمة، لذلك، يصبح من الضروري على كل فرد يعيش على كوكب الأرض المحافظة على البيئة وحماية مواردها من خلال المحافظة على التنوع الجيني والتنوع البيولوجي، مؤكدة حرص المدارس على تنفيذ برامج توعوية للحفاظ على البيئة واستثمار الإذاعة الصباحية في نشر التوعية وإطلاق العديد من المبادرات في هذا المجال”.
يشار إلى أن الأسبوع البيئي تشمل فعالياته موضوعات تتعلق بمخاطر النفايات بأنواعها وحرائق الغابات والاحتباس الحراري والتنوع الحيوي والأمن الغذائي والتغير المناخي ودور الأندية المدرسية في التوعية البيئية.
كما استضافت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة بمحميّة غابات عجلون، مؤتمرا إقليميا حول “التنوع الحيوي – مخطط الطبيعة للتكيف مع المناخ”.
ويأتي المؤتمر ضمن إطار أنشطة الشبكة الإقليمية للتكيف مع تغير المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي أقيم بالشراكة بين الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ومؤسسة هانز سيدل على مدى يومين في الأكاديمية.
ويهدف المؤتمر الإقليمي إلى تعزيز الفهم الشامل لدور التنوع الحيوي في التكيف مع تغير المناخ.
وجمع المؤتمر خبراء وصناع قرار وممارسين من المنظمات غير الحكومية البيئية والأوساط الأكاديمية والمجتمعات المحلية والمنظمات الدولية، من دول الأردن وفلسطين وسورية ومصر وتونس والمغرب.
وناقش المشاركون مجموعة واسعة من المواضيع الحيوية، بما في ذلك التكيف القائم على النظم الإيكولوجية، وإدارة المناطق المحمية، ودمج التنوع البيولوجي في خطط التكيف الوطنية.
واختتم المؤتمر بدعوة من المشاركين إلى تعزيز الشراكات لتنفيذ إستراتيجيات التكيف مع المناخ القائمة على التنوع الحيوي، وأكدوا على أهمية دمج النهج القائمة على العلم والتعاون بين القطاعات لحماية النظم البيئية للأجيال القادمة. كما تم وضع خطة عمل تعاونية إقليمية شاملة للتنوع الحيوي وجهود التكيف مع المناخ.
إلى ذلك، قررت هيئة تنظيم الطاقة والمعادن، بالتعاون مع مديرية البيئة والإدارة الملكية لحماية البيئة في عجلون، إغلاق 9 مقالع في المحافظة الأسبوع الماضي، منها 4 مقالع في منطقة صخرة، و5 مقالع في لواء كفرنجة تعمل دون ترخيص قانوني من قبل الهيئة، مخالفة لأحكام التشريعات ذات الصلة.
وأوعزت هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن للحاكمية الإدارية اتخاذ الإجراءات لتنفيذ قرار الإغلاق بحق أصحاب المقالع المخالفين، وإلزامهم بإعادة الحال إلى ما كان عليه، والعمل على إخراج كافة الآليات المتواجدة في مواقع العمل، وحجزها وأخذ التعهدات اللازمة التي تكفل عدم مزاولتهم العمل، مع توفير الحماية الأمنية لمرافق موظفي الهيئة.

عامر خطاطبه / الغد

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة