مسيلمة الكذاب ما زال بيننا !
منذر محمد الزغول
=
بداية القضية ليست متعلقة فقط بكاتب كذاب مراوغ يحاول تزوير الحقائق وإعادة كتابة التاريخ كيف يشاء ، فأبطال ذلك الزمان ما زال الكثير منهم بيننا ولن يستطيع أي شخص مهما كانت صفته ومهما كانت كلماته منمقة أن يزور التاريخ ويقلب الحقائق ، فالأمور واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج الى شهادة من أحد ولن تتغير بمقال أو كلمات عابرة من كتاب لا هم لهم إلا التكسب وقلب الحقائق .
على كل قضيتنا ليست هذه فحسب ، فأمثال هذا الكاتب ما أكثرهم بيننا ، وأمثال مسيلمة الكذاب يصولون ويجولون في طول الأرض وعرضها ، بل تجاوزا ذلك بكثير الى أن وصلوا الى مشارق الأرض ومغاربها ، وفي كل يوم يطلون علينا من خلال فيديوهاتهم الكاذبة المشبوهة التي لا هم لها فيها إلا تزوير الحقائق وقلبها ، وإيهام الناس أنهم هم وحدهم من يمتلكون الحقيقة والمعلومة الصادقة ، وغيرهم من عباد الله كاذب وسحيج .
الأمر أيضاً ليس متعلقاً بهؤلاء فحسب بل تعدى ذلك بكثير فكل من خرج من منصبه لهذا السبب أو ذاك يمطرنا كل يوم بأخبار ومعلومات وأراء لم نكن نسمعها منه وهو على رأس عمله ، بل لم نكن نسمع من هؤلاء حينها إلا كل كلمات الولاء والتأييد والإنتماء ، وتبخر كل ذلك في اليوم الأول من خروجه من منصبه الذي أراد أن يحنطوه فيه الى أن يرث الله الأرض وما عليها.
الواقع جدا أليم ومحزن ، فمسيلمات هذا العصر أخطر بكثير من مسيلمات الماضي ، فعلى الأقل كان هناك مسيلمة واحد سرعان ما إنكشف أمره ، لكن مسيلمات عصرنا تراهم يتلونون بكل ألوان الدنيا ، نفاقهم وكذبهم من أعجب وأشد ما رأيت ، وشعارهم دائما وأبدا إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى تحقق ما تريد وحتى تصدق نفسك أنت الكذبة التي كذبتها .
أخيراً على الدولة كما كانت حازمة مع جميع قضايا الفتنة ووأدتها بأسرع مما كنا نتصور ، عليها اليوم أن تتعامل مع كل المسيلمات الكاذبين بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب وأن لا تدع مسيلمة واحد بيننا يأكل ويتنعم من خيراتنا ويعيش على أرضنا الطاهرة النقية ثم يطعننا بأول فرصة تتاح له ، فليذهب بعيداً عنا وليكذب كيف يشاء ، فما عادت البلاد ولا النفوس تحتمل كذبهم وتزويرهم للحقائق .
اللهم رد كيد الكائدين الى نحورهم ، وإحفظ بلادنا من حقد الحاقدين وشرورهم ، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
والله من وراء القصد ،،،،
منذر محمد الزغول – وكالة عجلون الاخبارية