سوق الحسينية بمعان.. محال وآلاف المتسوقين بلا مياه وكهرباء
في الوقت الذي يجتذب فيه سوق الحسينية الشعبي آلاف المتسوقين أسبوعيا، يلوح التجار فيه بإغلاق محالهم والتوقف عن العمل، بسبب غياب خدمات رئيسية، منها الكهرباء والمياه، والحراسة الكافية وانعدام النظافة العامة.
وتواجه القطاعات التجارية المختلفة في سوق الحسينية الشعبي الذي يضم عشرات المحال جملة معوقات ومشاكل، بقيت تراوح مكانها منذ 30 عاما، وعلى رأسها ضيق مساحة السوق وحالة الفوضى والعشوائية داخل مرافقه، وانتشار مخلفات الباعة متسببة بمكاره صحية ورداءة دورات المياه وعدم سلامة استخدامها بسبب نقص المياه.
ويشير التاجر همام البشيش، ويشاطره العديد من تجار السوق الشعبي في الحسينية، إلى أن محالهم ما تزال، ومنذ إقامتها، تخلو من التجهيزات الضرورية كخدمات المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات الرئيسية، حتى بدأوا التفكير بتسليم مفاتيح محالهم وإغلاقها نتيجة انعدام الخدمات وتعرضهم للخسائر المالية، مؤكدا حاجة السوق إلى أعداد كافية من الحراسة لحمايتها من السرقات، ولأعمال النظافة الدائمة ولوحدات صحية، وأجراء صيانة عاجلة لمسجد السوق لوجود تصدعات في السقف والجدران، ما يسبب مخاوف لدى المصلين كونه أصبح آيلا للسقوط.
ويقول البشيش، إن العديد ممن هم بداخل السوق يضطرون لحبس البول لفترات طويلة، حتى لا يرتادوا حمامات السوق “الموبوءة” لحين عودتهم إلى منازلهم، في وقت يدفع آخرين لقضاء الحاجة في أماكن تجاور السوق بدلاً من استخدام دورات المياه، ما يعرضهم للإحراج، بسبب عدم نظافتها وافتقارها لعنصر المياه أصلا ومحدودية عددها، وإهمال إجراءات الصيانة، نتيجة تعرضها للتخريب منذ فترة طويلة، ما يؤثر في الصحة والسلامة العامة.
وقال التاجر معتصم السراحين، إن افتقار السوق لهذه الخدمات الأساسية شكل لهم معاناة حقيقية في ممارستهم نشاطاتهم التجارية، وعمل على إعاقة عملهم ورفع كلف أجور الشحن عليهم 400 دينار في النقلة الواحدة، نتيجة استقدام البضائع من عمان الى السوق ذهابا وإيابا، إذ تضاف إلى أسعار السلع المباعة، ما يجعل المتسوقين في تذمر دائم بسبب ارتفاع أسعار السلع.
ولفت إلى أنه في حال توفر الكهرباء وإيجاد الحراسة الكافية لحماية أملاكه في المنطقة سيقوم برفد محاله الـ3 بما يلزم من المنتجات التي يبيعها، خاصة وأنه يعتمد على الكهرباء بشكل رئيسي لتشغيل ماكينات الخياطة لكي يقوم بتسويق منتجاته المتخصصة بجميع مستلزمات البادية وإكسسواراتها داخل محاله وبشكل دائم، وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة لتشغيل الماكينات، ما يقلل من نفقاته الجارية.
ويضم لواء الحسينية في منطقة البادية الجنوبية بمحافظة معان أحد الأسواق الأكبر من نوعه في المنطقة لما يحتويه من معروضات من مختلف الأصناف، حيث يؤمه آلاف المواطنين أسبوعيا للتسوق.
ويقول أحد سكان بلدة الحسينية محمد الرصاعي، إن السوق عبارة عن مجمع تجاري في الهواء الطلق، أسهم في تطوره طلب السوق من مواد تموينية وكسوة تلائم ثقافة المحيط، مشيرا الى أن مساحته تبلغ 50 دونما تحوي من البضائع ما يكاد يكفي المتسوق عناء البحث خارج السوق عن احتياجه اليومي من كل شيء، إلا أنه ما يزال يئن تحت وطأة نقص وغياب الخدمات الأساسية والرئيسية وأعمال البنية التحتية.
إلى ذلك، أقر مشرف السوق الشعبي في بلدة الحسينية عادل الجازي، إلى المعاناة المزمنة في السوق الحالي جراء افتقاره للخدمات الأساسية منها الكهرباء والمياه، وحاجته لخدمات أعمال النظافة العامة ونقص الحراسة لمرافق السوق وإقامة مظلات وإعادة تأهيل الشوارع الداخلية، وإيجاد طريق بمسربين من البلدة باتجاه السوق الشعبي، لمنع إعاقة المرور، كون هذا السوق يفتقر لمثل هذه الخدمات، رغم مطالبات عدة استمرت منذ أن تم إنشاؤه بتحقيقها ولكن دون مجيب.
وأشار الجازي، إلى ظاهرة الإشغالات والتعدي على الشارع العام، وخاصة أمام مدخل السوق بانتشار الباعة ومركباتهم الثقيلة، ما يؤدي إلى إحداث أزمات وإرباكات مرورية والتأثير في حركة البيع في السوق، مؤكدا أنه لابد من وجود خدمات رئيسية وتوسعة حدود ومساحة السوق وإطالة أيام وساعات العمل فيه وعلى مدار الأسبوع، بعد أن أصبح لا يتسع ولا يستوعب للآلاف من المتسوقين الذين يرتادونه.
وقال “استلمت السوق من الصفر وأشرفت عليه لمدة عام دون مقابل، حيث طرح العطاء للاستثمار في السوق حوالي 3 مرات دون أن يتقدم له أحد، وتم الإشراف على السوق من قبلي بطريقة الإلزام من قبل البلدية منذ 9 أعوام”.
وأضاف “ندفع مصاريف تشغيلية نحو 5 آلاف دينار، منها ألفا دينار للبلدية سنويا بدل ضمان السوق وأجور حراسه وأعمال نظافة وأثمان إحضار المياه بواسطة الصهاريج وهذه كلف مالية إضافية، مقابل مردود قليل جدا، إلا أنه يعتبرها مجرد خدمة للمنطقة”، مشيرا إلى أنه ليس بمقدوره زيادة الحراسة على حسابه، وأقر بأن حارسا واحدا لـ50 دونما من مساحة السوق لا يفي بالغرض المطلوب، لا سيما بعد أن تعرضت دورات المياه مؤخرا للعبث والتخريب من قبل مجهولين.
وبدوره، يؤكد نائب رئيس لجنة بلدية الحسينية كاسب الطويلعي، أن لجنة البلدية بدأت تضع السوق الشعبي في لواء الحسينية ضمن معطياتها وأولوياتها، حيث تمت متابعة تفعيل الدراسة السابقة التي قام برفعها المجلس البلدي السابق إلى الجهات المختصة ومن شأنها إعادة تأهيل السوق الشعبي وتطويره وكانت موضوعة على موازنة العام 2020، إلا أن الموازنة جاءت شحيحة بذلك الوقت وبدأت أزمة كورونا وتداعياتها الوبائية، ما أوقف مشروع التأهيل والتطوير للسوق، موضحا أن اللجنة ستقوم بمتابعة إيصال الكهرباء عن طريق فلس الريف وربط السوق بشبكة المياه مع الجهات المختصة لأهمية إيصال خدمات البنية التحتية للسوق.
وأشار الطويلعي إلى أن لجنة البلدية بصدد طرح عطاء استثمار السوق الشعبي مجددا وضمن شروط مشددة ومختلفة عن السابقة، وإلزام المستثمر بأعمال النظافة والحراسة وتنظيم العشوائيات والفوضى داخل السوق، لافتا إلى أن ما يخص الحراسة وأعمال النظافة وتنظيم العشوائيات تنحصر مسؤوليتها بمستثمر السوق.
وأكد أنه سيتم مراقبة السوق صحيا وبيئيا من خلال زيارة فرق الرقابة في كوادر البلدية وبالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة وتطبيق قانون الصحة العامة على الجميع.
حسين كريشان/ الغد
التعليقات مغلقة.