“حماس” تؤكد ثبات موقفها بعد استشهاد السنوار حيال صفقة تبادل للأسرى
– سرت أنباء عن أن اتفاقاً جديداً عرض مساء أول من أمس، على المجلس الأمني المصغر”الكابنيت” في الكيان المحتل يتضمن مقترحاً لصفقة تبادل مع حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”.
ووفقا لصحيفة “معاريف” العبرية فإن الحديث يدور عن اقتراح إطلاق سراح 5 أسرى إسرائيليين أحياء مقابل هدنة تمتد لأسبوعين في غزة.
ورد المسؤول في “حماس” خليل الحية أن أسرى الاحتلال لن يخلى سبيلهم الا بوقف كامل للنار.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قالت إن هناك تفاهما بين الوزراء الذين شاركوا باجتماع الكابينت أول من أمس بأن قطر أصبحت الوسيط الرئيسي للتوصل إلى صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقالت الصحيفة أنها أن وزير الدفاع يوآف غالانت ومعه وزير الخارجية يسرائيل كاتس، وكذلك وزير العدل ياريف ليفين دعموا المقترح، إلا أن وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عارضوه.
يأتي هذا بعد مباحثات جرت في القاهرة مساء أول من أمس، بين رئيس الشاباك للاحتلال الإسرائيلي ورئيس المخابرات المصرية حول استئناف مفاوضات الأسرى.
وقال رئيس الشاباك لرئيس المخابرات المصرية إن هناك فرصة لإحياء المفاوضات، بحسب ما نقل موقع “أكسيوس”.
وبينما أعلنت حركة حماس بعد مقتل السنوار، أن الأسرى لن يعودوا إلا باتفاق وقف النار وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع المحاصر، انتشرت مخاوف في الكيان المحتل من احتمال تنصيب محمد السنوار شقيق يحيى مكانه، وتسليمه ملف الأسرى ما سيعقد الموقف إلى حد كبير.
يذكر أن حكومة الاحتلال كانت رفضت عدة محاولات من الولايات المتحدة، الحليفة والداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، للتوسط في وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان.
وفي حين يتبادل الاحتلال الإسرائيلي وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل إلى اتفاق هدنة، يواجه رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ضغوطاً داخلية لإبرام اتفاق.
ورغم الجهود التي تبذلها دول الوساطة وهي الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر، إلا أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، يتيح كذلك تبادل المحتجزين الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة العبرية أن الوزراء أعربوا خلال الاجتماع عن حماستهم لوجود مجال لإمكانية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل في غزة.
كما أشارت إلى أن الوزراء استمعوا خلال الاجتماع لآراء فريق التفاوض بشأن جدوى التوصل إلى صفقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار.
وقالت القناة 12 العبرية إنه من المتوقع أن يكون لقطر “دور أكبر وأكثر أهمية” -الفترة المقبلة- بشأن التوصل لصفقة تبادل تنهي العدوان المستمر على غزة للعام الثاني على التوالي.
وذكرت القناة أن الجهات الأمنية أبلغت الوزراء -خلال اجتماع الكابينت- بعدم تغيير حركة حماس موقفها من صفقة التبادل بعد اغتيال السنوار.
وقالت إن حماس تصر على موقفها منذ خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 أيار (مايو) الماضي، وإن المستوى السياسي يتداول طرقا أخرى لإيجاد مساحة للمناورة.
كما أشار المسؤول الإسرائيلي لضرورة أن تكون هناك “مرونة” في موقف إسرائيل من أجل استئناف المفاوضات “ودونها لن يكون هناك أي تقدم”.
كما أكد أيضا ضرورة انسحاب الجيش من محور فيلادلفيا من أجل إعطاء فرصة أفضل لنجاح مسار المفاوضات.
يشار إلى أن جولات المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس تتعثر منذ أكثر من 11 شهرا تقريبا، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع المحاصر، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوبي ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب كامل للاحتلال من غزة وعودة النازحين دون قيد.
ورغم عراقيل الاحتلال تستمر وساطة مصر إلى جانب قطر والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وإبرام تبادل أسرى بين الطرفين.
إلى ذلك قالت “حماس” إن الصمت الدولي المريب عن تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لـ”خطة الجنرالات” في شمال قطاع غزة مشاركة فعلية في الجريمة، في حين يحتشد مستوطنون متطرفون على حدود غزة للمطالبة بإعادة استيطانها.
وأضافت الحركة أن على المجتمع الدولي التحرك العاجل لوقف المذابح بحق الفلسطينيين شمالي القطاع، وأشارت إلى أن خطة الجنرالات، التي تحاول حكومة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها، وصفة إبادة متكاملة الأركان، وتهجير قسري وتطهير عرقي.
ولفتت الحركة إلى أن قوات الاحتلال منعت، منذ 21 يوما، دخول أي مواد إغاثية إلى مخيم جباليا وشمال القطاع، وأنها تستمر في قصف الأحياء والمنازل وتدمير آبار المياه وقطع الاتصالات والتواصل مع العالم الخارجي.
من جهة ثانية، تتداعى جماعات استيطانية لمؤتمر يروج لإعادة الاستيطان في غزة، سيعقد في منطقة محاذية للقطاع.
ويشارك في المؤتمر عشرات من أعضاء الكنيست، بينهم أعضاء في حزب الليكود الحاكم، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وقال سموتريتش إنه في نهاية المطاف سيكون هناك استيطان يهودي في قطاع غزة.
في المقابل، أعلنت وزيرة العلوم والتكنولوجيا وعضو حزب الليكود غيلا غملئيل، في حديث لإذاعة جيش الاحتلال، عدم مشاركتها في مؤتمر الاستيطان بغزة، وقالت إن على إسرائيل التركيز على تحقيق أهداف الحرب، وإن هذا المؤتمر لا يأتي في سياق تحقيق هذه الغاية.
ومنذ أكثر من أسبوعين، يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازره وجرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين شمال قطاع غزة، وخاصة بمخيم جباليا، حيث يقتل ويدمر ويستهدف المدنيين ومراكز إيواء النازحين، وسط صمت دولي.
وفي الخامس من الشهر الحالي بدأ جيش الاحتلال عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمال القطاع، قبل أن يعلن في اليوم التالي عن بدء اجتياح تلك المناطق، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، في حين يقول الفلسطينيون إن دولة الاحتلال ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.