جرش.. الأمراض الجلدية تؤرق سكان “همتا” لتزايد المستنقعات الملوثة

جرش- تتجدد سنويا شكاوى سكان بلدة همتا التابعة لقضاء برما، وهي أقرب القرى إلى سد الملك طلال، من تكاثر الحشرات والقوارض بسبب المستنقعات المائية الملوثة التي تزايد انتشارها بمحيط السد، الأمر الذي يؤدي لحدوث إصابات بأمراض جلدية، فيما تتزايد المشكلة على وقع التقلبات الجوية في هذه الفترة من العام.

وتهاجم هذه الحشرات، السكان القريبين من السد والمزارعين والعمال، وتسبب لسعاتها تحسسا وأمراضا جلدية، حيث إنها موجودة على مدار الساعة على الأشجار وفي الأراضي الزراعية، مما يعيق عمل المزارعين، ويؤدي إلى نفور العمال، كما هو الحال في الوقت الراهن الذي يهم به الجميع هناك إلى قطاف ثمار الزيتون.

وسبق أن أكد رئيس بلدية برما، عقاب السلامات، لـ”الغد”، أن البلدية تقوم بحملات رش لقرية همتا وعليمون بسبب المشاكل الدائمة التي يعانون منها من البعوض والحشرات والذباب بكثرة، إلا أن إمكانيات البلدية متواضعة مقارنة بحجم المشكلة.
وأشار السلامات، إلى أن “كل ما تملكه البلدية، هو محرك رش واحد، ومبيدات بسيطة وتقليدية لا تحل المشكلة نهائيا، والحاجة ملحة إلى آليات ومعدات أكثر فعالية”، موضحاً أنه قبل سنوات كانت وزارة المياه تقوم بمعالجة المشكلة ورش السد بواسطة طائرات مجهزة لهذه الغاية.
بدورها، تؤكد مديرية زراعة جرش أنها “لا تمتلك أي مواد أو مخصصات للرش، وأن هذا الأمر ليس من اختصاصها”.
وأكد سكان القرية، التي لا يقل عدد سكانها عن 300 نسمة، أن معظمهم يمتلكون خزانات أرضية يقومون بملئها من العيون والينابيع التي تنتشر في القرية لبيعها لغايات البناء أو أغراض أخرى غير الشرب كونها غير صالحة، وذلك يجعلهم عرضة للسعات البعوض والحشرات والقوارض خلال جمع المياه ونقلها، وبالتالي إصابتهم بأمراض جلدية.
وقال أحد أبناء القرية، محمد الشاعر، إن المستنقعات المائية تشكلت بسبب العيون والينابيع القريبة من سد الملك طلال، وإن المسافة بين المواطنين وبين السد لا تزيد على 500 متر، وهذه التجمعات المائية تسبب تكاثرا كبيرا للبعوض والحشرات والذباب المنزلي.
وأوضح الشاعر، أن “كل رب أسرة يحتاج إلى مروحة في كل غرفة في المنزل، وإلى أدوية ومبيدات خاصة وأجور لقتل الحشرات والذباب، وهي غير فعالة حالياً بسبب انتشارها الكبير، والسبب الأساسي في تكاثرها هو عدم معالجتها في بداية الانتشار، حيث لم تُنفذ لغاية الآن أي حملة رش من مختلف الجهات المعنية رغم شكاوى المواطنين لمختلف الجهات”.
وأكد، أنه يراجع أسبوعيا مع أبنائه عيادات الجلدية المختصة، ويحتاج إلى أدوية وتكاليف مالية في سبيل معالجة آثار لسعات الحشرات الخطرة، مع فشل سائر أشكال المكافحة المنزلية التي يعتمد عليها أبناء القرية.
وأوضح الشاعر، أن “السكان تقدموا بشكاوى للجهات المعنية كافة لكن دون جدوى، ولا توجد أي جهة رسمية تتحمل تبعات وجود سد الملك طلال بجوار مساكنهم والأثر السلبي لمرور السد بجانب بلدتهم، وأهمها البعوض والحشرات على مدار العام”.
وقال الستيني أبو فايز البرماوي، إن المستنقعات المائية والبرك والخزانات الأرضية التي توجد في كل بيت تقريبا، كان يقوم قسم الملاريا سابقا من خلال وزارة الزراعة بتفقدها وتطهيرها بمواد تقتل الذباب والحشرات وتمنع تكاثرها، إلا أن هذه المكافحة توقفت منذ أعوام، وغدت البرك والمستنقعات المائية مكشوفة وغير مراقبة، وتشكل خطورة على حياة السكان، لا سيما وأنه يتم بيع مياههما على الرغم من عدم صلاحيتها للاستخدام”.
وأضاف البرماوي، أن سكان القرية يعانون حالياً من تكاثر الحشرات والبعوض والذباب الذين أصابهم بأمراض جلدية بسبب اللسعات، وفشل طرق المكافحة البدائية لهذه الحشرات والذباب الذي يداهمهم ليلاً ونهاراً ولا يستجيب لأشكال المكافحة البدائية.
ويطالب، بأن يتم جمع عينات من هذه المصادر المائية المكشوفة، والتأكد من صلاحيتها للاستخدام، ووضع مواد خاصة في البرك للحد من تكاثر الذباب والبعوض والحشرات.
ويرى البرماوي، أن حملات الرش العادية التي تستخدم فيها البلدية البنزين المحروق غير فعالة في هذه الأنواع من الحشرات، بل يجب أن تتم معالجة المصادر المائية المكشوفة في البلدة، خصوصاً برك سد الملك طلال.
ويناشد البرماوي أن “يتم تعقيم ورش المنطقة بمواد فعالة وباستخدام الطائرات، حتى يتمكن المواطنون من التخلص من هذه الظاهرة التي تؤرقهم منذ سنوات، حيث تلقي كل جهة المسؤولية على جهات أخرى، والمواطن هو الذي يتحمل الأضرار والأمراض والسلبيات”.

صابرين الطعيمات/الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة