صباحات الندى الطيب
عبد الله العسولي
–
كم كان هذا البيت يعجّ بصراخ الاطفال وهم يتهيئون للذهاب الى روضتهم ومدارسهم وكم كان الضجيج يملأ البيت هذا يسأل عن مصروفه وهذا ينتظر امام الحمام ليخرج من فيه وهذا لم يعجبه الفطور ذلك اليوم ويقف في زاوية المطبخ ينتظر من يداريه وهذا نسي بعضا من حل واجب الامس ويبحث عن برّاية يبري بها قلمه لُيكمل الحل ….هذا يدخل وذاك يخرج ويصطدم الاثنان امام الباب وُيعنّد الاثنان من يدخل اولا
والام تمسك هذا وتراضي ذاك وتحاول أن لا تتأخر عن دوامها ونتصل بصديقتها المعلمة لتوقّع على دفتر الحضور انْ تأخرت عن دوامها دقيقة، وانا انتظر مجيئها عند السيارة ونسير َفي ذهننا كثير من الكلام.
لحظات كان فيها من الشوق والحنين تحسّسك بدفئ البيت وانسه .
نكون انا ووالدتهم كمركز امني يتلقى الشكاوي في كل لحظة
تمر المشاعر التي كادت ان تختفي وتذكرنا بفراغ بيت عمّره اطفال اصبحوا الان اصحاب بيوت واباءا وامهات.
كك هي قصيرةً هذه الحياة وما اقرب اليوم بالامس.
كك كان للضجيج متعةً وكم للهدوء الان من وحشةً..
هكذا هي الحياة تتغير بتغير الازمان
حفظهم الله وامد في اعمارهم وجنبهم السوء ومنابته