الأردن ليس رغيف شعير..!
د. مفضي المومني
–
بقلم / د. مفضي المومني.
الأردن والأردنيون ومن هو منهم ومعهم وبينهم على ترابه الطهور، يدركون ما هو الأردن، لم يعلمنا الأردن إلا أن نكون عروبيون حد النخاع، وكما قالها دولة الروابده قبل أيام لا يمكن للأردني أن يكون إقليميا، فقد تربينا على البوح العروبي كبوح وطني، وتغنينا بالعروبة من خلال القضايا العربية جميعها، الوجع العربي وجعنا، قدر الأردن الوفاء للجميع رغم تضاعف عدد سكانه عدة مرات نتيجة إستقبال الهجرات من بدايتها بفلسطين إلى العراق إلى الكويت إلى سوريا أخيراً، الأردنيون شعبا وحكومة فعلاً لا قولاً احتضنوا الجميع، وقاسموهم رغيف خبزهم ومياههم الشحيحة ووظائفهم وبقي الأردني صامتا قابضا على جمر العوز والفقر والحاجة ومزاحمة المقيمين والاجئين وترفعوا بعروبيتهم وأنفتهم، ولكم ان تسألوهم، الأردني ليس عنصري بطبعه ويتقبل الآخر ومهو معزب شهم دائماً، وهذه أهم صفاته التي تسمعها من أي أجنبي تعامل معنا.
أما قدرنا، من حين إلى حين، أن يخرج علينا بعض الناعقين المتنعمين القبيضه من هنا وهناك، لبجحدوا ويميزوا وينكروا الجميل، وتفوح منهم روائح الحقد الكامنة، النتنه والعصبية البغيضة ولو تلونوا بألف لون، بتنا نعرفهم، في المغانم هم أردنيون وفي الخارج وعندما يطعن الأردن بظهره فهم أصحاب جنسيات أخرى..!، ورغم بعض الشوائب والنوائب، يبقى الأردني والفلسطيني أخوة دم ومحبة ومصير، ولا يقول غير ذلك إلا جاحد وحاقد.
الأردن أصبح لدى بعض العابثين المأجورين كرغيف الشعير، آكله وتاركه ذامه، هذا البلد لم يحجز المهن والوظائف للأردني دون غيره، لم يميز بالمناصب، والتملك، فالأردني من أصول أخرى أو أي جنسية عربية يعيش بيننا كواحد منا دون منة أو نقصان لحقوق.
بعض (النضوات) المتحاذقين غلمان الثورية البرجوازية، أصحاب الحضوة لدى الحكومات والجهات كتابا كانوا أو غيرهم، تعيش بداخلهم أحقاد وعنصرية سوداء، يتجملون ويستخدمون التقيا لإخفائها، وفي لحظات الجحود تفضحهم السنتهم ويبثون سمومهم.
والسؤال: من يحتضنهم؟ من يدعمهم؟ من يغطي عليهم؟ من أين لهم هذه القصور والدور والرصيد والحياة المترفة؟ من يضعهم في الصفوف الأولى؟ أسئلة مشروعة من كل الأردنيين نواجه بها حكومتنا، فالحلم والعلم يجب أن لا يسوغا غض النظر عن هؤلاء المارقين، يجب إعطائهم أحجامهم الطبيعية، وهم خانعين يتوهمون أنهم ثوار دون ثوره، ووطنيون دونما وطن، هم إنتهازيون صغار لا أكثر، يعيشون بثوب كاتب أو مُنظر كاذب، وعندما تعرفه جيدا هو (أزعر) لا أكثر بثوب راهب.
الأردن للجميع ولمحبيه وساكنيه، يتسع لنا بحب وإخلاص، وعلى حكومتنا وأجهزتنا التي تعرف الشاردة والواردة، أن تضع حداً لكل هؤلاء، أردنيتنا وعروبتنا وبطولات جيشنا أكبر من أن يتجاهلها مارق، ومن يرانا خبز شعير، غير مرحب به، وليذهب حيث شاء فالصغير يبقى صغيراً، ومن تعود على بيع وشراء الولاءات بالدرهم والدولار، هو عبد العار، فليذهب للجحيم، لننتفض لوطننا وأردنيتنا، ليدرك الصغار الجاحدين أن مكانهم ليس هنا… حمى الله الأردن.