تحسين مداخل قرى الجنيد.. هل تعمم التجربة على بلديات عجلون؟

– بدأت بلدية الجنيد أخيرا بتنفيذ خطوة تسعى من خلالها إلى تحسين مداخل المدن والبلدات التابعة لها، في حين يؤكد مسؤولو البلدية أهمية هذا العمل في حال اكتماله من النواحي الجمالية والتنموية، لا سيما أن المنطقة تعد وجهة سياحية مهمة في محافظة عجلون.

ويرى ناشطون، أن هذه التجربة التي بدأتها بلدية الجنيد تستحق التعميم ودعم جميع البلديات الأخرى في المحافظة للبدء بتحسين مداخلها، لما للموضوع من أهمية تنموية وسياحية، يتطلبها الواقع التنموي في المحافظة، والتي غالبا ما تعد من بين ما هو مقترح في المخطط الشمولي.

ويؤكد الناشط علي اليوسف، أهمية تحسين مداخل المدن في عموم مناطق المحافظة، لا سيما أن نجاح المخطط الشمولي لمحافظة عجلون سيكون مرهونا بالنهوض بخدمات البنى التحتية، خصوصا المتعلقة بتجويد وتجميل مداخل المدن، التي ما تزال دون المطلوب.
وأضاف اليوسف، أن هناك مداخل مدن ذات أهمية سياحية، ويرتادها آلاف الزوار سنويًا، ما تزال تعاني من الإهمال وبحاجة إلى تحسين صورتها وإبرازها بشكل يليق بقيمتها، من حيث عمل بوابات، وإعادة تعبيدها وتوسعتها وإنارتها بالشكل الكافي، وعمل الأرصفة والجزر الوسطية وزراعة أشجار الزينة.
ويقول الناشط هاشم سليمان، إن مداخل مدن رئيسة بالمحافظة، كمدينة عجلون وكفرنجة والجنيد، تعطي عند وصول الزائر إليها انطباعا بأنه على أعتاب مناطق صناعية أو أسواق شعبية، رغم أنها مدن سياحية، ويأتيها الزوار من كافة المحافظات الأخرى، إضافة إلى سياح من دول عربية وأجنبية، مؤكدا أن مداخل المدن تعد الواجهة الحضارية لكل مدينة وعنوانها، ما يستدعي العمل على أن تكون بأحسن حال وأجمل صورة، وذلك من خلال التأهيل والنظافة والتنظيم.
وأضاف سليمان، أن التخطيط الجيد لمداخل المدن يعد شيئا أساسيا في برامج التطوير والتنمية، بحيث يشمل التخطيط استخدامات الأراضي في مداخل المدن، ويعالج وجود الملوثات البيئية والبصرية على مداخلها المختلفة، من ورش صناعية، ومحلات مواد البناء، وبسطات الخضار، وورش ميكانيك وكهرباء السيارات، ومحلات البناشر وغسيل السيارات والنتافات، ما يستدعي تحسين مداخل المدن في المحافظة والتخلص من العشوائية وحالة عدم التنظيم، وذلك بمشاركة كافة الجهات، من مجلس المحافظة وبلديات وأشغال، وضرورة أن تكون هناك موازنة خاصة لتحسين مداخل المدن وصيانتها وتجديدها.
من جهته، يقول رئيس بلدية الجنيد الدكتور مهدي المومني، إن البلدية مستمرة بحملة لتحسين مداخل المدن والقرى التابعة لها في صخرة وعبين عبلين لتكون بأبهى صورة لها حال الانتهاء منها، مؤكدا أهمية هذه المداخل من الناحية الجمالية والتنموية، خصوصا الجانب السياحي الذي تتميز به المنطقة.
كما أكد استمرار البلدية المتواصل لتحسين البنية التحتية وتوسعة شوارع مهمة وتعبيدها.
وأشار المومني، إلى أن البلدية اتخذت جملة من الإجراءات الإدارية والتنقلات بما يخدم مصلحة العمل، مؤكدا أن البلدية تولي قضايا النظافة اهتماما كبيرا ضمن مناطق اختصاصها، ولا يمكنها أن تعمل من خلال كوادرها على تنظيف الأراضي الخاصة و”الحواكير” التابعة للمواطنين، فهي مسؤوليتهم، وكذلك موقع المدينة الحرفية في منطقة سامتا التي تتبع لبلدية أخرى.
إلى ذلك، كشف المومني أن بلدية الجنيد، والتي تضم مناطق صخرة وعبين وعبلين، تمكنت من تخفيض مديونيتها من مليونين ونصف إلى مليون دينار، مع مضاعفة حدودها المساحية، والمحافظة على تقديم الخدمات للسكان من أعمال فتح وتعبيد طرق وإنارة وأعمال نظافة وتأهيل مواقع ونقاط مرورية خطرة.
وأكد، أن هذه الأعمال تمت خلال الفترة المنقضية من عمر المجلس البلدي الحالي، مشددا على أنها ستتواصل للنهوض بالمنطقة، وبالتالي مساعدة السكان للاستفادة من موقعها السياحي وزيادة الاستثمار في هذا المجال.
من جانبهم، يرى السكان أنهم لمسوا الفرق بوجود إنجازات تحققت خلال عامين، مشيرين إلى أن توسيع حدود البلدية سيخدم أبناء المنطقة ويسهل عليهم إقامة مشاريعهم التنموية.
ويقول موسى القضاة إنه يقطن قريب جدا من على حدود الجنيد، ويرتاد معظم مناطقها بشكل يومي، مؤكدا أنه بدأ يلاحظ التطور والتحسن في الخدمات التي باتت واضحة للجميع، معربا عن أمله بأن تكون باقي البلديات على هذه الوتيرة من الإنجاز والتطور.
ويؤكد أحد السكان، ثائر المومني، أن البلدية حققت نقلة نوعية بكافة الخدمات في منطقة الجنيد بفترة قياسية، مبينا أنه لم يعد يشاهد أي تراكم للنفايات حتى أصبحت منطقة الجنيد من أنظف المناطق على مستوى المحافظة، لافتا إلى أن تحسين المداخل، والتوسع بحدود البلدية المساحية، سيساهم إلى حد كبير في تطوير المنطقة وزيادة النمو فيها، وإفادة السكان، وتشجيعهم على الاستثمار، خصوصًا إقامة المشاريع السياحية.
وكان رئيس البلدية المومني، بين في تصريح سابق لـ”الغد” أنه تم خفض المديونية من 2 مليون و600 ألف دينار إلى مليون و700 ألف دينار. مشيرا إلى أنه تم تعبيد 52 شارعا بمواصفات هندسية لأول مرة، وفتح وتعبيد 22 شارعا جديدا كانت مرسمة وبلا فتوح منذ سنوات.
وفيما يتعلق بالنظافة، بين أنه تم مضاعفة الجهود حتى أصبحت المنطقة من أنظف مناطق المحافظة بعد أن كانت كارثية في أوقات سابقة، لافتا إلى أنه يتم رفع 50 طنا يوميا من النفايات بواقع 8 حمولات، في حين كانت في أوقات سابقة لا تتعدى 20 طنا وثلاث حمولات.
وأكد المومني، أنه تم خفض فاتورة المحروقات للبلدية من مبلغ 10 آلاف دينار شهريًا إلى 3 آلاف دينار، في حين تم خفض فاتورة الإنارة من مبلغ 33 ألف دينار إلى 12 ألف دينار، وبمستوى إنارة أوسع وأحدث، إذ تم تركيب 5 آلاف وحدة إنارة جديدة بمختلف الشوارع والساحات والأحياء، لافتًا إلى تنظيم وإنارة جميع المقابر في المنطقة، وحل مشكلة تجمع مياه الأمطار في موقعين بمنطقة البيادر والحي الغربي، وتحويل بركة البيادر التي كانت موقعا لتجمع مياه الأمطار بارتفاع 3 أمتار إلى متنزه.
كما بين، أن البلدية تمكنت العام الماضي من تجاوز أحد أكبر التحديات بتحويل ساحة تشهد تجمعا لمياه الأمطار وتشكل خطورة على السكان المجاورين إلى متنزه، بحيث كانت الساحة التي تحيطها منازل مواطنين تعد أحد أكثر البؤر الساخنة، والتي يصل فيها منسوب المياه إلى مستويات مرتفعة جدا، وتشكل على مدار سنوات قلقا للسكان المجاورين.
وأشار المومني إلى أن البلدية كانت تعاني من نقص الموظفين والآليات، مشيرا إلى أنه تم تعيين 72 موظفا من أبناء المنطقة، في حين تم مضاعفة عدد الآليات من 12 آلية عاملة إلى 24 آلية تعمل حاليا.
وأكد، أن البلدية تحولت من العمل بالنظام المالي الورقي إلى النظام المالي المحوسب، وتوفير خدمات مساحية نوعية بأجهزة متطورة، كما زادت البلدية من حدودها المساحية من 12 كم مربع إلى 25 كم مربع، وتمكنت من الاستغناء عن المبنى المستأجر لمكان مناسب يسهل على السكان عند مراجعتهم للبلدية.
وبين كذلك، أن البلدية تعاملت مع إزالة كافة العوائق في مناطق العمل من أعمدة إنارة وخطوط مياه وأشجار وسلاسل حجرية وإزالة تعديات من قبل المواطنين وغيرها من المعيقات.
وأضاف المومني، أن منطقة الجنيد شهدت أكبر عملية لجوء في المنطقة، ما زاد الضغوطات على البنية التحتية وعلى كافة المرافق، وخاصة الصحية والتعليمية، مؤكدا أن البلدية قدمت الكثير في هذا المجال بالتشارك مع كافة مؤسسات الدولة المختلفة، وهي تعمل على مدار الساعة لخدمة أهالي المنطقة وإعادة ترتيب كاملة للبنية التحتية من خلال فتح وتوسعة وتعبيد طرق جديدة وربط أحياء ببعضها البعض، يتبعها أعمال أخرى كبيرة سيلمس أثرها جميع أهالي المنطقة وزوارها.
وأكد أن العمل يجري وفق الأولويات وحسب الحاجة، وليس هناك مجالا للواسطة والمحسوبية، مشيرا إلى أن الخدمة تقدم للجميع بكل شفافية وعدالة وإنصاف، ومن حق المواطنين الذين ينتظرون المشاريع الخدمية والتنموية أن يجدوا ما ينفعهم، لافتا إلى أن تطوير المنطقة هو السبيل الوحيد لجلب الاستثمار وخدمة المستثمرين وأهالي المنطقة التي تضم بلدات صخرة وعبين وعبلين.

عامر خطاطبة/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة