قراءة في المشاريع الاستثمارية المقترحة لمحافظة عجلون ضمن المخطط الشمولي للمحافظة ،،،


منذر محمد الزغول

=

من بين مئات المشاريع التي تم دراستها خلال المخطط الشمولي لمحافظة عجلون تم وبعد دراسة معمقة لواقع المحافظة اعتماد أربعة مشاريع جميعها تقع ضمن القطاع السياحي ، وهذا دليل واضح أن جميع الخبراء  يؤكدون أن تنمية وازدهار المحافظة  لا بد أن يبدأ من خلال القطاع السياحي ومن ثم القطاع الزراعي ، وهذا بالطبع يُحتم على أصحاب القرار والمعنيين  توفير البنية التحتية المناسبة وخاصة في مجال الطرق البديلة ومداخل المحافظة وهذا ما أشار له جلالة الملك  خلال زيارته الأخيرة للمحافظة .

على كل المشاريع  الاستثمارية الأربعة المقترحة للمحافظة جميعها مناسبة ومن الممكن أن تُحدث نقلة نوعية هامة في تنمية وازدهار المحافظة إذا  تم تنفيذها بكل دقة كما هو مُخطط له من قبل وزارة الاستثمار ، خاصة أنه تم توزيعها على مناطق المحافظة بكل عدالة وانصاف بعد دراسة معمقة لواقع المحافظة ، ومن الممكن أن تساهم هذه المشاريع بإيجاد مئات فرص العمل الجديدة لشباب وشابات المحافظة .

حقيقة بعد مشروع التلفريك الهام وبعد النقلة النوعية التي أحدثها في الواقع السياحي في المحافظة أصبحنا بحاجة ماسة جدا لمشاريع لاتقل أهمية عن هذا المشروع الذي ضاعف أيضا من عدد زوار المحافظة ، وهنا نتطلع من خلال المشاريع الجديدة  أن تتوزع الحركة السياحية لتشمل كافة مناطق المحافظة .

بالعودة للمشاريع الأربعة المقترحة لمحافظة عجلون والمتمثلة   بمشروع أكاديمية لتعليم الطهي المتوقع أن تكون كلفة إقامته 7 ملايين دولار، على قطعة أرض بمساحة 81 ألف متر مربع بمنطقة عنجرة ، حيث  سيقوم  هذا المشروع بتزويد السوق المحلية بالموارد البشرية المحترفة بأعلى المستويات، لتلبي احتياجات الفنادق والمطاعم والسوق المحلي ، وبالطبع سيوفر هذا المشروع عشرات فرص العمل لشباب وشابات المحافظة. 

أما المشروع الثاني فهو مشروع إقامة القرية السياحية بحجم استثمار متوقع نحو 20 مليون دولار في منطقة صخرة ، حيث يتضمن المشروع إنشاء قرية سياحية زراعية ، وسيسهم في تنمية المنطقة وتوفير فرص عمل وزيادة الدخل للمجتمع المحلي، كما أن المشروع سيساهم بتنشيط الحركة السياحية في المنطقة ، وسيشجع المستثمرين  على إنشاء مشاريع أخرى في المنطقة . 

وبالنسبة   للمشروع الثالث الذي إنتظرته شخصيا   طويلا  فهو مشروع إعادة تأهيل واستخدام قرية دير الصمادية الجنوبي التراثية  ، حيث وحسب المخطط الشمولي  يعتمد هذا المشروع  بشكل أساسي على إعادة استخدام البيوت التراثية والأحواش في المنطقة كفعاليات مرتبطة بالسياحة التراثية والزراعية، وإبراز نمط الحياة الريفية في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين  من أجل الارتقاء بمستوى المنتج السياحي التراثي، و سيركز  المشروع على التقاليد والصناعات اليدوية من خلال العمل والتفاعل بين السياح والسكان المحليين وتثقيف السياح حول تاريخ عجلون والمنطقة.

وهذا المشروع تحديدا سيكون من أهم المشاريع  التراثية ليس على مستوى الأردن فحسب بل على مستوى المنطقة بأكملها ، خاصة أنه يقع بالقرب منه في الهاشمية والوهادنة  وحلاوة أقدم شجر زيتون على مستوى  الأردن والعالم ، وبالطبع هذا المشروع  سيشهد حركة سياحية نشطة جدا ، وسيضع منطقة الشفا بأكملها على الخارطة السياحية للمحافظة والوطن ، وأتوقع أن هذا المشروع سيكون القبلة المفضلة لشركات الانتاج  لتصوير الأعمال الدرامية الريفية  الأردنية والفلسطينية ، خاصة أيضا أن إطلالة المنطقة الرائعة  على قرى وبلدات فلسطين ستسهم بالتأكيد في زيادة الإقبال على المنطقة .

أما المشروع الرابع  الذي لا يقل أهمية عن المشاريع الثلاثة الأخرى  فهو مشروع إقامة متنزه عجلون الوطني بحجم استثمار تقديري نحو 5 ملايين دولار، ويتضمن المشروع متنزها بيئيا ومواقع للرحلات العائلية والبيئية وأماكن تنزه حرجية مع الخدمات اللازمة من مواقف للسيارات والباصات، ومنطقة مطاعم ومقاهٍ شعبية، إضافة إلى دورات مياه وغيرها من الخدمات الأساسية، لقضاء وقت مميز للعائلة في أحضان غابات عجلون الجميلة، حيث  يقع المشروع في عجلون ضمن منطقة الصوان التنموية ، وقد وافقت الحكومة  مؤخرا على تعديل حدود منطقة الصوان التنموية في محافظة عجلون؛ لغايات إنشاء المتنزه ، وهو مشروع مكمل لمشروع التلفريك . 

بالطبع هذه مشاريع  كبيرة جداً وعملاقة  تليق بمحافظة عجلون  التي هي اليوم بأمس الحاجة لإستغلال ميزاتها الفريدة من نوعها  وهو  الأمر الذي  سيساهم  بتنمية وازدهار  المحافظة وإيجاد مئات فرص العمل الجديدة لشباب وشابات المحافظة ، وهذه المشاريع أيضا في حال تنفيذها على أرض الواقع ستشجع عشرات المستثمرين  الآخرين للإستثمار في المحافظة وهو الأمر الذي تحتاجه بالفعل محافظة عجلون المليئة بالفرص الإستثمارية وخاصة في المجالين السياحي والزراعي .

فكل أمنيات التوفيق والنجاح والشكر  لكل من يعمل من أجل  يكون الوطن دائما بأجمل وأبهى صورة ، والشكر الموصول  لسيد البلاد وقائد المسيرة الذي يتابع شخصياً المخطط الشمولي لمحافظة عجلون والفرص الإستثمارية في المحافظة ويشجع دائما على استغلال الميزات الفريدة من نوعها في  المحافظة .

 

والله من وراء القصد ،،،

 

بقلم : منذر محمد الزغول

ناشر ومدير وكالة عجلون الاخبارية

عضو مجلس محافظة عجلون

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.