أرَاقَكِ حُزنٌ أم جَفَاكِ حبيبُ
الشاعر الدكتور محمد القصاص
أراقكِ حزنٌ أم جفاكِ حَبيـــــــــبُ *** وأوهاكِ بعدٌ أم هواكِ عصيــــبُ
يُناجيكِ قلبي والهُمُومُ كثيـــــــــرةٌ *** ويُدْنيكِ طَرفي والدُّمُوعُ تُريــــبُ
سقا الله يوماً كنتِ فيه قريبَـــــــــةً *** تذودينَ عن قلبي الأسى فيطيــبُ
وكنتِ إذا حَلَّ الخِصامُ بساحنـــــا *** تناءيتِ أمَّا للدَّموعِ دبيــــــــــــبُ
وكنتِ تُجافي والجفاءُ لِسَاعَـــــــةٌ *** وكنتِ تعادي والفؤادُ حَسيــــــبُ
تشكَّيتِ من بعدي وكنتِ عصيَّــةً *** فما لِفؤادي في الغرامِ نَصيــــبُ؟
سَقيتُكِ من قلبي الوِدَادَ ولَيتَـــــــهُ *** إذا ما اضْمحلَّ الحبُّ فيكِ يُنيــب
وتيَّمْتِ قلبي بعد عشقٍ أصابَنــي *** وأذلَلْتِ نفسي والهوانُ يُعِيـــــــبُ
لعلَّكِ إمَّاً تذكرينَ مودتــــــــــــي *** وإلا فؤادي بالهوانِ يَخيــــــــــبُ
لأصحو وقلبي قد يذوبُ صبابَـةً *** وأدنو وفكري يا منايَ كئيـــــــبُ
عسى قسْوَةَ الأحبَابِ يومَاً تُعيدَنا *** إلى ما انتهينا والغرَامُ منيـــــــبُ
فتصبحُ أوطانَ الحبيبِ عزيـــزةً *** وكُلُّ بعيدٍ نرتجيهِ قريـــــــــــــبُ
ونسْعَدُ بعد البينِ يومَا بِقُربِــــــهِ *** نشيِّدُ صرحاً للغرامِ عجيــــــــبُ
فتزهرُ نبتاتُ الوُرودِ بحوضنــا *** وتَنثرُ أطيابَ الهوى وتُذيـــــــبُ